في تصريحه الأخير لموقع النادي الرسمي، عبّر الأرجنتيني ليونيل ميسي، أسطورة برشلونة، عن إعجابه العميق بقدر ما يقدّمه الصغير لامين يامال (17 عاماً) مع الفريق الكتالوني، معتبراً أن الشاب الإسباني يمتلك كل المقومات التي تمكنه من مواصلة التطور وصولاً إلى مصاف أفضل لاعبي العالم.
يرى ميسي أن يامال أظهر نضجاً مميزاً رغم حداثة سنه
يرى ميسي أن يامال أظهر نضجاً مميزاً رغم حداثة سنه، وهو ما تجسّد في مشاركاته المتكررة مع الفريق الأول منذ بداية الموسم الحالي. فقد نجح الظهير الأيسر المهاجم في تسجيل أهداف حاسمة وصناعة فرص لزملائه، مما منح برشلونة حلولاً تكتيكية جديدة في الجناح الأيسر. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل ساهم يامال في تتويج منتخب إسبانيا تحت 17 سنة بلقب بطولة أوروبا، في إنجازٍ يعكس قدراته القيادية وتألقه على الصعيد الدولي.
تصريحات ميسي حول يامال
أوضح ميسي:
“أُدهش من مستوى لامين، فهو يمتلك رؤية لعبة متطورة وتمريرات دقيقة وتسديدات قوية بالرغم من قصر مسيرته الاحترافية. لقد حقق مع منتخب إسبانيا لقب أوروبا، وهذا دليل واضح على تفوقه وقدرته على مواجهة الضغوط”. وأضاف “سيواصل الارتقاء بمستواه مع كل مباراة يلعبها، وسيضيف لمساته الخاصة إلى أسلوبه الهجومي، تماماً كما مررت أنا بمراحل تطور متتالية”.
أرقام وإحصائيات يامال

من أبرز ما يميّز لامين يامال قدرته على المراوغة في المساحات الضيقة، وكذلك السرعة الفائقة التي تسمح له بكسر خطوط دفاع الخصم بسهولة. وتُظهر الأرقام أنه سجل خمسة أهداف وصنع سبع تمريرات حاسمة في مختلف المسابقات مع الفريق الكتالوني هذا الموسم، مما يوضعه في صدارة لاعبي الجناح الشاب في أوروبا من حيث الإنتاج الهجومي.
ثقة تشافي وإشادة زملاء الفريق
يحظى يامال بثقة المدرب تشافي هيرنانديز الذي أثنى مراراً على إمكانياته، خاصة في المباريات الكبرى أمام غريمي إسبانيول وريال مدريد. وقد بدا ذلك واضحاً حين اختاره أساسياً أمام العاصمة في كلاسيكو الدوري، حيث قدّم أداءً متكاملاً بين الدفاع والهجوم، مساهماً في فوز الفريق 3-1 بتمريرة حاسمة إلى فيران توريس.
التاريخ يدعم المواهب الشابة في برشلونة

التاريخ يؤكد أن الدماء الشابة في برشلونة كانت دوماً محركاً أساسياً للنجاح. فقبل يامال، تدرّج لاعبان من طراز ليو ميسي وتشافي وإنييستا عبر أكاديمية “لا ماسيا”، قبل أن يحققوا ألقاباً أوروبية ومحلية على مدار سنوات. ويبدو أن الشاب الإسباني يستعد للانضمام إلى هذا النسيج الغني، خاصة بعد إشادة الأسطورة ميسي بقدرته على مواصلة كتابة الألقاب والجوائز الفردية.
آفاق المستقبل
مع تكرار ظهور يامال في التشكيلة الأساسية، يتوقع المتابعون أن يساهم بشكل كبير في مسيرة برشلونة للمنافسة على لقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. ولعل إعجاب ميسي به سيمنحه دفعة معنوية إضافية، خصوصاً أن اسم الأرجنتيني مرادف للإبداع والتألق على مر التاريخ.
اهتمام الأندية الكبرى
تنبئ التقارير الصحفية بأن العيون ستكون مسلطة على لامين خلال فترة الانتقالات الصيفية، حيث ربطت بعض المصادر الأوربية الكبرى اهتماماً من أندية مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان بالسعي لجلبه. لكن حتى الآن، لا يبدو أن برشلونة مستعد للتخلي عن أحد أبرز المواهب المحلية التي قد تشكل عماد الفريق في العقد القادم.
ختاماً
يمثل دعم ميسي نموذجاً يحتذى به للشباب في “كامب نو”، فهو لم يوفر جهداً في تشجيع الجيل الصاعد. ويعكس هذا العمق التاريخي لبرشلونة في صنع النجوم، من بوابة أكاديمية “لا ماسيا” إلى منصات التتويج الأوروبية. ويبقى السؤال: هل سيواصل يامال تحقيق الإنجازات التي طالما حلم بها لاعبو البلاوجرانا؟ الأيام القادمة ستكون شاهدة على مدى جاهزية هذا النابغة الصغير لارتداء قميص برشلونة وتلبية تطلعات جمهوره العريض.