
استاد نيولز أولد بويز يهتز لإسم ميسي على المدرج الأسطوري
في بادرة احتفائية غير مسبوقة بالملاعب الأرجنتينية أعلن نادي نيولز أولد بويز تسمية أحد المدرجات الرئيسية في ملعب مارسيلو بيلسا باسم نجمه الأسبق ليونيل ميسي، لتكون تلك الخطوة الجديدة بمثابة جسر بين أجيال الكرة تجمع بين أسطورتي الأرجنتين ميسي ودييغو مارادونا
يرجع الفضل في بروز موهبة ميسي إلى أكاديمية شباب نيولز أولد بويز التي ترعرع فيها قبل انتقاله إلى أوروبا عن عمر لا يتجاوز الثالثة عشرة وهو الحدث الذي شكّل محطة مفصلية في مسيرته الكروية ليصير نجم الانطلاقة التي قاده إلى بطولات محلية وقارية وعالمية مع برشلونة ثم باريس سان جيرمان والمنتخب الأرجنتيني حتى بلوغه الثامنة والثلاثين
المقصورة الجديدة التي حملت اسم ميسي تحمل دلالة رمزية عميقة خاصة وأنها تأتي عقب تسمية الملعب بأكمله تيمّناً بمارسيلو بيلسا مدرب أنجبت أرضه صفقات غير متوقعة، كما سبق للنادي أن خصص مدرجاً يحمل اسم دييغو مارادونا تكريماً لأسطورة التانغو الراحل الذي وسم التاريخ بمهارات لا تنسى
جيروارد كابيلو رئيس النادي أشار في حفل التدشين إلى أن ميسي كان دائماً موضع فخر لكل عشاق الفريق في روساريو ومن ضمنهم الأجيال الحالية التي لم تراه بقميص نيولز على أرض الملعب لكنه شعر بوجود أبعاد أكبر له هناك لأنه تمثل روح الانتماء والولاء منذ كان في مقتبل العمر
وأشار بيان رسمي أصدره النادي إلى أن اختيار تسمية المدرج باسم ميسي يعبّر عن شكر لا ينقطع على ما قدّمه اللاعب أثناء تدرجه في الفئات العمرية، وكيف أسهمت مدرسة لا فاميليا في تشكيل جانب من تفكيره التكتيكي قبل أن يتحول إلى أسطورة عالمية تقود منتخب بلاده إلى كأس العالم 2022 بعد غياب طويل
أحدث الإعلان موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تصدّر وسم LionelNewell قائمة الأكثر تداولاً بين الجماهير الأرجنتينية والعالمية بينما تلاشت شكوك من كانوا يرون طفرة تسمية مدرج تحمل اسم لاعب ما زال يمارس المهنة، فقد أكد عدد من المحللين أن هذه الخطوة تمثل رسالة دعم معنوي قد تدفع ميسي للتفكير مجدداً في إنهاء مسيرته الاحترافية في ملعبه الأول

وفي مقابلة مع صحيفة أولي عبّر المدير الفني للفريق الأول عن أمله في أن تكون هذه الخطوة فاتحة لمفاوضات جادة مع وكيل ميسي حول إمكانية عودته إلى الأرض التي احتضنته كوليدجياً، مشدداً على أن وجوده وسط جماهير روساريو لن يقتصر على الحضور الاحتفالي بل قد يتحول إلى تجربة قصيرة قبل الاعتزال
تأتي هذه المبادرة في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مستقبل قائد السيليستا داخل الملاعب بعد نهاية عقده مع إنتر ميامي صيف 2025، إذ يدرس إمكانية تمديد عقده مع النادي الأميركي أو خوض مغامرة أخيرة في أوروبا أو حتى العودة إلى أمريكا الجنوبية، وتبدو مواجهة الحنين إلى البدايات أقوى في ظل ارتباط تاريخي أرض أرجنتين
كما أن عودة ميسي بزي العودة إلى ملعبه القديم قد تفتح الباب أمام شراكات تجارية ورعائية جديدة تسهم في تحسين عوائد النادي مادياً وتعزيز موقعه التنافسي في الدوري الأرجنتيني الممتاز، فحضور نجم مثل ميسي يعني زيادة مبيعات تذاكر المباريات وحقوق البث التلفزيوني والإعلانات المحلية والدولية التي تتهافت عليها العلامات التجارية

من ناحية فنية يحمل جمهور نيولز أولد بويز وشريحة واسعة من متابعي الكرة الأرجنتينية في داخل البلاد وخارجها أملًا كبيرًا في رؤية مستوى ميسي متماسكًا قدر الإمكان حتى مع تقدمه في العمر، خاصة وأن عودته إلى ملعب مارسيلو بيلسا يمكن أن تجذب أساليب لعب جديدة تعتمد على سرعته وخبرته في صناعة الفرص والتمريرات الحاسمة
في الأوساط الإعلامية رأى بعض المعلقين أن تسمية المدرج باسم ميسي تشبه التكريم الذي حظيت به بعض لاعبي القرن الماضي مثل البرازيلي بيليه في ملاعب سانتوس أو الإنجليزي بيكهام في أولد ترافورد، وبذلك يكون نيولز أولد بويز قد سار على خطى الأندية العريقة في الحفاظ على إرث كرة القدم ودمج الأساطير في هوية النادي
مع اقتراب نهاية العقد العالمي لميسي بات السؤال الأهم هل ستكتمل اللوحة الاحتفالية بعودته كأحد نجوم فريقه الأول ليواصل رسم أهداف بين جماهير روساريو أم أن التكريم سيظل ذكرى خالدة على جدران الملعب دون مشاهدات حية للاعب الأشهر في التاريخ الحديث؟ يبقى المستقبل مفتوحًا، لكن ما انكشف حتى الآن يؤكد أن جامعة الكرة الأرجنتينية استعادت جزءاً من مجدها برفع علم أسطورة لا يزال يكتب فصوله.




