
شهدت الأوساط الرياضية خبرًا مفاجئًا مع استبعاد النجم المخضرم ليونيل ميسي، الذي يبلغ من العمر 37 عامًا، من قائمة المنتخب الأرجنتيني لمواجهة منتخبات أوروغواي والبرازيل في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026. وفي خطوة أثارت الكثير من التساؤلات بين عشاق “التانغو”، أعلن المدرب ليونيل سكالوني الإثنين عن القائمة التي ضمت 25 لاعبًا دون اسم ميسي، وذلك بعد تقارير إعلامية أرجنتينية أشارت إلى تعرض النجم لإصابة في الفخذ الأيسر أثناء مشاركته مع فريقه إنتر ميلامي في الدوري الأميركي للمحترفين.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني، الذي يتصدر تصفيات قارة أميركا الجنوبية برصيد 25 نقطة، في توقعات كبيرة لمواجهة مضيفه منتخب أوروغواي صاحب المركز الثاني يوم الجمعة المقبل، تليها مواجهة مع منتخب البرازيل صاحب المركز الخامس في بوينس آيرس بعد أربعة أيام. يُذكر أن غياب ميسي، بالإضافة إلى غياب لاعبين بارزين مثل باولو ديبالا وغونزالو مونتيل وجيوفاني لو سيلسو، يضع المنتخب في موقف يتطلب إعادة ترتيب وتعديل استراتيجي للتشكيلة، خاصةً مع اقتراب موعد المباريات الحاسمة.
الإصابة وتأثيرها على المسيرة
وفقًا للتقارير، عانى ميسي من إصابة في الفخذ الأيسر أثناء مباراة فريق إنتر ميلامي ضد أتلانتا يونايتد، حيث انتهت المباراة بفوز إنتر ميلامي بنتيجة 2-1. لم يكن واضحًا حجم الإصابة بدقة، لكن غيابه عن قائمة المنتخب يشير إلى أنه يحتاج إلى وقت للتعافي، مما قد يؤثر على تكوين المنتخب وخطط المدرب سكالوني. ويعد ميسي أحد أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية، وقد ساهم بشكل كبير في نجاحات المنتخب في البطولات السابقة، ما يجعل غيابه خبرًا هامًا يثير المخاوف حول استعداد “التانغو” للمنافسات المقبلة.
تشكيلة المنتخب ومواقف المنافسة في التصفيات

تتضمن القائمة التي أعلن عنها المدرب سكالوني مجموعة متكاملة من اللاعبين في جميع المراكز. ففي حراسة المرمى، يأخذ إيميليانو مارتينيز دور الحارس الأول، يليه جيرونيمو رولي ووالتر بينيتيز. كما تم تعزيز خط الدفاع بلاعبين مثل ناهويل مولينا، خوان فويث، كريستيان روميرو، جيرمان بيزيلا، ليوناردو باليردي، نيكولاس أوتاميندي، فاكوندو ميدينا ونيكولاس تاليافيغو. وتظهر القائمة تفصيلًا متوازنًا بين الخبرة والموهبة في الخط الدفاعي، وهو أمر بالغ الأهمية لمواجهة الخصوم القادمين.
أما خط الوسط، فقد احتوى على لاعبين مميزين مثل لياندرو باريديس وإنزو فيرنانديز ورودريغو دي بول وأليكسيس ماك أليستر وإيزيكيل بالاسيوس، بالإضافة إلى أسماء جديدة مثل ماكسيمو بيروني وجوليانو سيميوني وبينجامين دومينيغيز وتياغو ألمادا ونيكولاس غونزاليس. يُنظر إلى هذا الخط كعمود فقري في بناء الهجمات وتوفير الدعم اللازم للدفاع، خاصة في ظل غياب بعض النجوم الهجومية.
وفي خط الهجوم، تستمر التشكيلة في تقديم خيارات متعددة مع أنخيل كوريا، نيكولاس باز، خوليان ألفاريز، لاوتارو مارتينيز وسانتياغو كاسترو. ويعتبر هذا الخط الهجومي محور اللعب في منتخب الأرجنتين، إذ يعتمد الفريق على سرعة التحولات وقدرة اللاعبين على خلق الفرص في اللحظات الحاسمة.
تداعيات غياب ميسي على خطة اللعب
غياب ميسي لا يمثل مجرد فقدان للاعب من الطراز العالمي فحسب، بل يؤثر أيضًا على الأسلوب الفني الذي اعتاد عليه المنتخب. لطالما كان ميسي هو المحرك الأساسي لصناعة اللعب والهجمات المرتدة، حيث يتميز بقدرته على قراءة المباراة وتقديم التمريرات الحاسمة التي تفتح أمام الفريق آفاقًا جديدة. غيابه قد يجبر المدرب سكالوني على إعادة النظر في الخطط التكتيكية، وربما يضطر إلى تفعيل خيارات أخرى لتعويض الدور الذي كان يقوم به النجم.
من ناحية أخرى، يُتوقع أن يتطلب غياب ميسي تكثيف التدريب على الجانب الهجومي والتركيز على بناء هجمات منظمة تعتمد على السرعة والتنظيم الدفاعي أثناء الانتقال للهجوم. وقد يشكل هذا تحديًا كبيرًا، خصوصًا مع استمرار المنافسة الشديدة في التصفيات ضد منتخبات قوية مثل أوروغواي والبرازيل. وفي هذا الإطار، سيحاول الفريق استغلال خبرة اللاعبين الآخرين الذين تم اختيارهم ضمن القائمة لتعويض الفجوة التي خلفها غياب المهاجم الأسطوري.
ردود الفعل الإعلامية والجماهيرية
لم يمر قرار استبعاد ميسي دون أن يثير ردود فعل واسعة في الإعلام الأرجنتيني والعالمي. فقد تباينت آراء النقاد والمحللين؛ فبعضهم يرى أن قرار سكالوني كان قرارًا صعبًا ولكنه ضروري حفاظًا على صحة النجم واستعداده للمباريات المقبلة، خاصةً مع الضغط الكبير الذي يرافق التصفيات الدولية. بينما يرى آخرون أن غياب ميسي قد يؤثر سلبًا على أداء المنتخب، ويقلل من فرصه في تحقيق نتائج إيجابية في المنافسات المقبلة.
كما أن الجماهير الأرجنتينية تتابع الأحداث بقلق وترقب، حيث يعتبرون ميسي رمزًا للكرة الأرجنتينية، وفقدانه عن تشكيلة المنتخب قد يؤثر على الروح المعنوية للمشجعين الذين طالما اعتمدوا على نجوميته في تحقيق الانتصارات الكبيرة. وفي ظل هذا التوتر، يُنتظر أن يقدم المدرب سكالوني خطة بديلة تثبت قدرة الفريق على المنافسة دون الاعتماد الكلي على النجم الكبير.
التطلعات المستقبلية للمنتخب الأرجنتيني

رغم كل التحديات التي يواجهها المنتخب في ظل غياب ميسي، يظل التحدي الأكبر هو الحفاظ على الصدارة في تصفيات قارة أميركا الجنوبية. حيث يتصدر المنتخب برصيد 25 نقطة، ويواجه تحديات قوية من منتخبات مثل أوروغواي والبرازيل، اللذان يمثلان خصمين تقليديين يشكلان معايير الأداء في القارة. تواجه “التانغو” مباراة مضيئة ضد منتخب أوروغواي، ومن ثم مباراة ضد منتخب البرازيل في بوينس آيرس، وهما لقاءان من المتوقع أن تكونا مليئين بالإثارة والتنافس الشديد.
من الضروري أن يستغل الفريق هذه المباريات لتأكيد قوته وإظهار قدرته على المنافسة على أعلى المستويات، خاصةً وأن النتائج في هذه التصفيات تُعد مؤشرًا مهمًا على استعداد المنتخب للمونديال 2026 في أميركا وكندا والمكسيك. وسيكون على اللاعبين المتبقين في القائمة تقديم أفضل مستوياتهم الفنية والبدنية لتعويض غياب النجم الكبير، والعمل معًا كفريق متماسك يعتمد على أسلوب لعب جماعي متوازن.
أثر التصفيات على مستقبل الكرة الأرجنتينية
يُعد هذا الموسم من التصفيات فرصة حاسمة لتحديد مستقبل الكرة الأرجنتينية، خاصةً في ظل المنافسة المتزايدة بين المنتخبات في القارة. فالنجاحات في التصفيات تُعتبر خطوة مهمة نحو التأهل للمونديال، وهي مرحلة حاسمة قد تعيد للكرة الأرجنتينية مكانتها العالمية. وفي هذا السياق، سيحاول المنتخب استغلال خبراته المتراكمة وتكتيكاته المبتكرة لتعويض أي فجوات ناتجة عن غياب بعض اللاعبين الرئيسيين.
كما أن إدارة التشكيلة الوطنية لم تعد مجرد مسألة اختيار اللاعبين الأفضل فحسب، بل أصبحت تتضمن أيضًا تحديات تتعلق بصحة اللاعبين واستعدادهم البدني للمنافسات الدولية. ويعد قرار سكالوني باستبعاد ميسي خطوة صعبة، إلا أنها تعكس مدى جدية الإدارة في الحفاظ على جاهزية اللاعبين واستقرار الأداء الجماعي في ظل المنافسة الشرسة في التصفيات.
في نهاية المطاف، سيبقى ملف غياب ميسي موضوعًا مثارًا للجدل والنقاش في الأوساط الرياضية، ولكنه أيضًا يمثل فرصة للاعبين الآخرين لإظهار قدراتهم وتقديم أداء يرتقي بطموحات المنتخب الأرجنتيني. وبينما يواصل الفريق العمل على صقل استراتيجيته وتحسين أدائه، يبقى الأمل معقودًا على أن تتحد الجهود الجماعية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتحقيق الانتصارات التي يستحقها المنتخب في طريقه نحو مونديال 2026.