في صفقة تعتبر بمثابة ضياع للفرصة من قبل برشلونة، وتألق غير متوقع مع تشيلسي، يظهر المهاجم الإسباني الشاب مارك جويو كأحد أبرز اكتشافات كرة القدم في الموسم الحالي. هذا اللاعب الذي تم اكتشافه في أكاديمية لا ماسيا، رحل عن برشلونة في الصيف الماضي بمقابل ضئيل بلغ 6 ملايين يورو، ليجد نفسه في تشيلسي، حيث يواصل تقديم نفسه كواحد من الأسماء المستقبلية في عالم كرة القدم.
برشلونة يفرط في جويو… هل يندم لابورتا؟
مارك جويو (18 عامًا) كان قد أظهر إمكانيات واعدة منذ انضمامه إلى أكاديمية برشلونة، إلا أن المنافسة في الفريق الأول على الهجوم كانت شديدة، ما أدى إلى قلة مشاركاته مع الفريق. في موسم 2023/2024، لعب جويو 7 مباريات مع الفريق الأول، سجل خلالها هدفين، ومع ذلك كانت الفرص محدودة أمامه في ظل وجود أسماء كبيرة مثل روبرت ليفاندوفسكي.
لكن المفاجأة الكبرى كانت رحيله عن البلوجرانا مقابل 6 ملايين يورو فقط، في خطوة هزت مشجعي الفريق الكتالوني الذين كانوا يتطلعون لرؤيته يتطور تحت قيادة تشافي هيرنانديز. تقارير لاحقة أشارت إلى أن السبب في رحيله كان الخلاف حول الراتب، لكن جويو نفسه أكد أن السبب الرئيس كان حلمه باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقال: “لقد كان قرارًا صعبًا، لكن كانت هذه فرصتي لتحقيق حلمي، وتشيلسي نادٍ عظيم وله تاريخ طويل”.
تشيلسي يربح الرهان بصفقة منخفضة التكلفة
في المقابل، سارع تشيلسي إلى التعاقد مع مارك جويو في صيف 2024، وكان العقد لمدة 5 سنوات، مما يعكس الثقة الكبيرة التي وضعها النادي الإنجليزي في قدرات اللاعب الشاب. ومنذ انتقاله إلى البلوز، أثبت جويو أنه صفقة رابحة. شارك في 10 مباريات رسمية، سجل خلالها 6 أهداف، بما في ذلك هاتريك رائع في مرمى شامروك روفرز في الدوري الأوروبي، ليصبح أحد الأسماء المضيئة في الفريق.
هل يكون جويو “سواريز الثاني”؟
من خلال أداءه الرائع، بدأ البعض في إنجلترا مقارنة مارك جويو بأسطورة كرة القدم الأوروغويانية لويس سواريز. نجم تشيلسي يمتلك المهارات البدنية والفنية التي تجعل منه مهاجمًا كاملاً، قادرًا على اللعب في عدة مراكز هجومية. كان من المفترض أن يكون جويو هو البديل الأمثل لـ ليفاندوفسكي في برشلونة، ولكن الفريق الكتالوني فشل في الإبقاء على هذه الموهبة الشابة، ما قد يتحول إلى ندم كبير في المستقبل.
جو كول، نجم تشيلسي السابق، لم يخفِ اندهاشه من قرار برشلونة بالتفريط في جويو، قائلاً: “هذا الفتى يمكن أن يكون رقم 9 أساسيًا في غضون عامين، وأعتقد أن برشلونة ارتكب خطأ بالسماح له بالرحيل”. وأضاف: “عندما قارنته بـ لويس سواريز، قال لي البعض إنني أبالغ، لكنني أرى أن جويو لديه كل المقومات للوصول إلى هذا المستوى”.
برشلونة يخطئ في عدم تجهيز البديل المناسب
قد تكون الصفقة التي أبرمها تشيلسي هي الفوز الأكبر في سوق الانتقالات الصيفية، ولكن بالنسبة لـ برشلونة، فقد كشفت عن خطأ كبير في إدارة الفريق. في وقت كان فيه البارسا بحاجة ماسة إلى مهاجم شاب يمكنه أن يكون خليفة لـ ليفاندوفسكي، فشل الفريق في استثمار موهبة جويو. على الرغم من الجهود المبذولة من قبل المدرب تشافي، لم يتمكن برشلونة من إقناع جويو بالبقاء، في الوقت الذي كان فيه بحاجة إلى تعزيز الهجوم في ظل تقدم ليفاندوفسكي في السن.
ورغم الصفقات التي أبرمها برشلونة بعد رحيل جويو، مثل التعاقد مع باو توريس، فإن النادي لم يقدم الإضافة التي كان ينتظرها الجمهور. توريس، الذي تم التعاقد معه بقيمة مشابهة للصفقة التي جلبت جويو إلى تشيلسي، لعب 17 مباراة فقط وسجل هدفين وصنع تمريرة حاسمة واحدة، وهو ما يجعل أسئلة حول جدوى قرار التفريط في جويو تتكرر بين مشجعي البارسا.
نظرة مستقبلية… جويو في قلب تشيلسي
مارك جويو يعد بمثابة غنيمة لرياضة كرة القدم الإنجليزية، حيث يتوقع له العديد من الخبراء أن يصبح أحد أبرز المهاجمين في القارة الأوروبية. مع استمرار تطويره تحت إشراف المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، يبدو أن جويو سيتحسن أكثر ويكتسب المزيد من الخبرات التي ستجعل منه منافسًا قويًا على المدى الطويل.
ماريسكا، الذي أبقى جويو في تشيلسي هذا الموسم ولم يوافق على إعارته، أكد في تصريحات له أنه يعتبر جويو أحد اللاعبين الذين يعتمد عليهم في المستقبل، قائلاً: “منذ بداية الموسم ونحن نعتمد على نيكولاس جاكسون، لكن هذا لا يعني أننا لن نستخدم جويو كقلب هجوم في المستقبل”.
خلاصة
مارك جويو هو اللاعب الذي قد يعض برشلونة أصابع الندم عليه في المستقبل، خاصة إذا استمر في تألقه مع تشيلسي. المهاجم الشاب يمتلك إمكانيات بدنية وفنية تجعله خليفة مناسبًا لأسماء كبيرة مثل ليفاندوفسكي أو سواريز في المستقبل. بينما يواصل تشيلسي الاستفادة من موهبته الواعدة، يبقى السؤال هل سيستطيع برشلونة تعويض ما فقده في جويو أم أنه سيكون مجرد درس مؤلم في تاريخ النادي؟