أداء متعثر وهدف متأخر
واصل مانشستر يونايتد موسمه المتعثر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما خطف تعادلاً صعبًا بنتيجة 1-1 أمام مضيفه بورنموث في المباراة التي جمعت الفريقين مساء الأحد على ملعب فيتاليتي، ضمن منافسات الجولة الرابعة والثلاثين من البطولة.
لم يكن الطريق سهلًا أمام الشياطين الحمر، الذين دخلوا اللقاء بضغط كبير بحثًا عن فوز يعيد بعضًا من بريق موسمهم المخيب، إلا أن الأداء الباهت استمر وأدى إلى تعقيد المهمة أمام فريق بورنموث المنظم، الذي كان قريبًا جدًا من إلحاق الهزيمة السادسة عشرة باليونايتد هذا الموسم.
تسجيل مبكر لبورنموث
وجاءت البداية متعثرة لرجال المدرب روبين أموريم، حيث افتتح أصحاب الأرض التسجيل مبكرًا في الدقيقة 23 عبر المهاجم أنطوان سيمينيو، الذي استغل تمريرة حاسمة من زميله إيفانيلسون وأودع الكرة في الشباك بلمسة قوية لم تترك أي فرصة لحارس مانشستر يونايتد.
رغم محاولات الضيوف للعودة إلى اللقاء خلال الشوط الأول، إلا أن الهجمات افتقدت للفعالية المطلوبة، وظهر الفريق بلا حلول هجومية واضحة أمام صلابة دفاع بورنموث، لينتهي الشوط الأول بتقدم أصحاب الأرض بهدف دون رد.
محاولات يونايتد الفاشلة
مع انطلاق الشوط الثاني، حاول مانشستر يونايتد تحسين أدائه، ودفع المدرب ببعض التعديلات التكتيكية بحثًا عن تنشيط الخط الأمامي، إلا أن بورنموث واصل صموده الدفاعي، بل وكاد أن يضاعف النتيجة عبر أكثر من هجمة مرتدة خطيرة.
نقطة التحول

وجاءت نقطة التحول الحاسمة في الدقيقة 68 حين تعرض إيفانيلسون للطرد المباشر بعد تدخل عنيف، ليُكمل بورنموث ما تبقى من المباراة بعشرة لاعبين. هذا التغير فرض على مانشستر يونايتد التقدم بشكل أكبر نحو الهجوم مع استغلال النقص العددي، إلا أن الحظ لم يكن حليفهم حتى اللحظات الأخيرة.
هدف التعادل المتأخر
في الوقت الذي ظن فيه الجميع أن الهزيمة أصبحت مؤكدة، تمكن المهاجم الدنماركي راسموس هويلوند من خطف هدف التعادل في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، بعدما استغل ارتباك دفاع بورنموث داخل منطقة الجزاء وأسكن الكرة في الشباك وسط فرحة هستيرية من زملائه.
انعكاسات النتيجة
بهذا التعادل، رفع مانشستر يونايتد رصيده إلى 39 نقطة، ليحتل المركز الرابع عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، ويبتعد أكثر عن مراكز المقدمة في موسم يُعد من أسوأ مواسم الفريق في السنوات الأخيرة، بينما رفع بورنموث رصيده إلى 50 نقطة وواصل تثبيت أقدامه في المركز العاشر، مؤكدًا الطفرة الكبيرة التي يعيشها الفريق هذا الموسم تحت قيادة مدربه.
مشاكل متكررة وأداء باهت
رغم خطف نقطة التعادل في اللحظات الأخيرة، لم تخفِ النتيجة الواقع الصعب الذي يعيشه مانشستر يونايتد هذا الموسم. فقد ظهر الفريق مرة أخرى بصورة باهتة، مع غياب الحلول الهجومية الجماعية، واعتماد مفرط على المحاولات الفردية دون أي تنظيم حقيقي في بناء اللعب.
معاناة مانشستر أمام الفرق المتوسطة والصغيرة أصبحت سمة ثابتة خلال الموسم، وهو ما يدفع جماهير الفريق لطرح المزيد من علامات الاستفهام حول مدى جاهزية المشروع الفني الحالي للنادي، وقدرة الفريق على العودة للمنافسة بقوة على الألقاب المحلية والقارية.
بورنموث يواصل تألقه

على الجانب الآخر، أكد بورنموث أنه ليس بالخصم السهل هذا الموسم، فبرغم الطرد الذي عانى منه الفريق في الشوط الثاني، إلا أنه نجح في الحفاظ على تقدمه معظم فترات اللقاء وأثبت تنظيمًا دفاعيًا عالي المستوى. هذا الأداء أعطى مؤشرات واضحة بأن بورنموث يسير بثبات نحو إنهاء الموسم في مركز متقدم، وربما تحقيق أفضل مركز له في تاريخ مشاركاته بالدوري الإنجليزي.
نظرة إلى المستقبل
ينتظر مانشستر يونايتد مواجهات صعبة في الجولات المتبقية من الدوري، وسيكون مطالبًا بتحسين أدائه بشكل عاجل إذا أراد إنهاء الموسم بمركز مؤهل للمسابقات الأوروبية. أما بورنموث، فيبدو أن هدفه أصبح أكثر وضوحًا بالاستمرار في حصد النقاط وتثبيت مكانه بين العشرة الأوائل في ترتيب البريميرليغ.
المباراة بين مانشستر يونايتد وبورنموث كانت مثالاً حياً على معاناة الكبار أمام الفرق الطموحة، وجرس إنذار آخر لليونايتد أن الوقت قد حان لإعادة ترتيب الأوراق قبل فوات الأوان.