في واحدة من أكثر مباريات الدوري الأوروبي إثارةً هذا الموسم، خطف مانشستر يونايتد بطاقة العبور إلى نصف النهائي بفوز مثير ومليء بالدراما على ضيفه أوليمبيك ليون بنتيجة 5-4، في إياب ربع النهائي على ملعب أولد ترافورد. انتهى مجموع المواجهتين بنتيجة 7-6 لصالح “الشياطين الحمر” بعد التعادل 2-2 في فرنسا، لكن ما جرى ليلة الأربعاء حمل في طياته أرقاماً قياسية وأحداثاً لا تُنسى.
سجل تهديفي ينطلق من صافرة البداية
انطلق الإياب بأفضل طريقة ممكنة لصالح مانشستر يونايتد، حيث افتتح مانويل أوجارت التسجيل مبكراً في الدقيقة العاشرة من تسديدة أرضية قوية داخل منطقة الجزاء، ثم نجح ديوجو دالوت في مضاعفة الغلة قبل صافرة نهاية الشوط الأول مباشرة بالدقيقة 45+1، مستثمراً عرضية متميزة ليتقدم الفريق المحلي 2-0 ويضع قدماً في الدور التالي.
رد قوي من ليون وجهوزية النجم لوسيان فاف
لم يقرأ أوليمبيك ليون صفحة الاستسلام، إذ أعاد النتيجة لجماهيره بهدفين متتاليين عبر كورينتين توليسو في الدقيقة 71 ونيكولاس تاجليافيكو في 77، ليُجبر المواجهة على التمديد بشوطين إضافيين. في الوقت الإضافي الأول، زاد ريان شرقي والهدّاف المخضرم ألكساندر لاكازيت الغلة لليون بهدفين في الدقيقتين 104 و109 على التوالي، قبل أن تتفجر الإثارة الحقيقية في الأوقات الأخيرة من اللقاء.
وقت إضافي درامي يقوده كاسيميرو وحراس الأمام

لم يكتفِ الضيوف بفرض سيطرتهم على الوقت الإضافي، حيث واصل مانشستر يونايتد الضغط حتى جاءت ركلة الجزاء التي احتسبها حكم اللقاء لصالح الفريق الإنجليزي بارتكاب خطأ داخل المنطقة على برونو فيرنانديز، فتمكن الأخير من تقليص الفارق إلى 4-3 في الدقيقة 114. وبعد دقيقتين فقط، أوصل كوبي ماينو المباراة إلى التعادل 4-4، ثم ختم هاري ماجواير مهرجان الأهداف بهدفٍ تاريخي في الدقيقة 120+1، ليقود فريقه لنهائي نصف النهائي.
خمسة أرقام تضيء صفحة اللقاء
- 5–4 الثانية في سجل يونايتد: هذا الفوز هو ثاني مباراة تنتهي بهذه النتيجة في تاريخ النادي، بعد أن حقق مانشستر يونايتد انتصاراً مماثلاً ضد أرسنال في فبراير 1958، وهو ما يعكس ندرة المواجهات التي تشهد هذا الكم من الأهداف.
- هدفان عند الدقيقة 120 لأول مرة في أوروبا: أصبح الفريق الإنجليزي أول نادٍ في تاريخ بطولات الاتحاد الأوروبي يسجل هدفين بعد الدقيقة 120 في مباراة واحدة، ما يبرهن على الإصرار الهجومي للفريق تحت قيادة إريك تن هاج.
- خمسة أهداف في وقت إضافي مسجلٌ فريد: لم تسجل أي مباراةٍ كبرى في البطولات الأوروبية خمسة أهداف خلال شوطي الوقت الإضافي، مما يجعل هذه المواجهة فريدة في سجلات دوري الأبطال والدوري الأوروبي.
- حصة كاسيميرو في اللحظات الحاسمة: لم يكتفِ لاعب الوسط البرازيلي بإضافة عنصر الخبرة في وسط الملعب، بل كان وراء احتساب ركلة الجزاء التي أهدت الفريق الهدف الثالث، وصنع الهدفين الرابع والخامس بتمريرتين حاسمتين في الدقائق 120 و120+1.
- استمرارية التفوق على ليون: حافظ مانشستر يونايتد على سجله الخالي من الهزائم أمام أوليمبيك ليون بإجمالي 6 مباريات رسمية: 3 انتصارات و3 تعادلات، ما يجعل هذه المواجهة سادسة بلا هزيمة أمام الفريق الفرنسي.
انعكاسات التأهل على موسم الشياطين الحمر

تتجاوز أهمية العبور إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي الدراما التي شهدها اللقاء، فهي تمنح مانشستر يونايتد دفعة معنوية كبيرة في نهاية موسمٍ لم يخلُ من التقلبات على مستوى الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد. كما تؤكد قدرة الفريق على الصمود تحت الضغط واستعادة توازنه في اللحظات الحاسمة، بفضل خبرات بعض النجوم مثل هاري ماجواير وبرونو فيرنانديز فضلاً عن التكيف التكتيكي الواضح تحت إشراف المدرب الهولندي.
استعراض سريع للمباريات المقبلة
- نصف نهائي الدوري الأوروبي: سينتظر الفريق الإنجليزي فائز المواجهة الأخرى بين أتلتيكو مدريد وروما، في دورٍ يحمل معه تحدياً جديداً قبل خوض النهائي.
- مشوار البريميرليغ: يواصل مانشستر يونايتد سعيه لتحسين مركزه في جدول الدوري، وسط تنافسٍ على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال الموسم المقبل.
- التحديات المحلية: تتبقى له مباراة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي قد تكمل مشوار الألقاب هذا الموسم إذا حسمها لصالحه.
ختاماً
لم تكن ليلة ربع النهائي اقتصاراً على فوزٍ صعب، بل عنواناً لدرس في الإصرار وروح المنافسة التي لا تهدأ حتى صافرة النهاية. وما بين أرقامٍ قياسية ودروسٍ تكتيكية، اكتسب مانشستر يونايتد زخماً جديداً يفتح أمامه آفاق المنافسة على أكثر من جبهة في موسمٍ يحمل الكثير من المفاجآت.