في يوم حافل بالأحداث والتوترات على أرض ملعب المملكة أرينا في الرياض، تمكن النجم البرازيلي مالكوم دي أوليفير من رسم صورة مختلفة عن الأحداث التي شهدتها المباراة الأخيرة لنادي الهلال. ففي مواجهة اعتدلت نهايتها بتعادل الفريق مع الرياض، لم يخلو اللقاء من لحظات من المناوشات والجدالات التي تميزت بتفاعل جماهيري حاد، لكن مالكوم استطاع أن يتخطى كل ذلك بكلمة بسيطة حملت معاني الانتماء والحب لهذا البلد العريق؛ إذ ظهرت عبارة “أنا أحب السعودية” كأول تعليق له بعد تلك الأحداث، مما جعل رسالته تصل للجماهير بشكل غير مباشر يحمل دفء الانتماء وروح التفاؤل.
الحدث والرد
تعتبر هذه اللحظة من أبرز الأحداث التي أثارت جدلاً واسعًا في أروقة الدوري السعودي، خاصةً وأنها جاءت في وقت يُتوقع فيه أن ينعكس ما حدث من مناوشات مع الجماهير على نظرة اللاعبين الأجانب للمملكة ودوري روشن. لكن مالكوم، الذي كان طرفًا في تلك الأحداث، لم يتأثر كثيرًا بالانتقادات التي وجهت إليه. على عكس زميله الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، الذي تفاعل مع الجماهير محاولاً تهدئتهم، قام مالكوم بتوجيه رسالة غير مباشرة عبر مقطع فيديو ترويجي لقائه المرتقب مع الإعلامي سعد السهلي.
رسالة الحب
في هذا الفيديو، والذي تم تسجيله عقب المباراة التي انتهت بتعادل الهلال أمام الرياض ضمن الجولة العشرين، تحدث مالكوم عن موضوعات عدة تتعلق بكرة القدم السعودية. من بين هذه المواضيع كان حديثه عن نيمار دا سيلفا، زميله السابق في الهلال، وكيف استطاع لاعب النصر الأسبق بيتروس ماتيوس – الذي انتقل لاحقًا إلى فريق “الأخدود الحالي” – أن يقنعه بالقدوم إلى دوري روشن. وعلى هامش هذا اللقاء الإعلامي، وفي تعليق مختصر يظهر أسفل الفيديو، كتب مالكوم ببساطة: “أنا أحب السعودية”. هذه العبارة، التي بدا فيها مزيج من البساطة والصراحة، كانت بمثابة رسالة لمحاولة تهدئة غضب جماهير الهلال التي تعرضت لمن مناوشات خلال المباراة.
أداء مالكوم مع الهلال

يُذكر أن مالكوم، البالغ من العمر 27 عامًا، انضم إلى نادي الهلال في صيف 2023 قادمًا من فريق زينت مقابل صفقة بلغت قيمتها 60 مليون يورو، وبعقد يمتد حتى نهاية موسم 2026-2027. خلال الموسم الجاري، شارك مالكوم في 26 مباراة في مختلف البطولات، وقدم أداءً هجوميًا مميزًا حيث سجل سبعة أهداف وصنع 11 تمريرة حاسمة، مما جعله أحد الأعمدة الهامة في تشكيلة الزعيم. ورغم الانتقادات والمناقشات التي واجهها بعد مناوشة الجماهير، يبدو أن مالكوم استطاع أن يحافظ على مستواه الرياضي وتقديم أفضل ما لديه على أرض الملعب.
التفاعل الجماهيري والتكتيك
في الجانب التكتيكي للمباراة، شهد اللقاء الذي جمع الهلال والرياض أحداثاً مثيرة جعلت الجماهير تتفاعل بصوت عالٍ. فقد اشتعلت الأمور عندما بدأت الجماهير بتوجيه هتافات لاذعة ضد بعض اللاعبين، مما دفع الزميلين ميلينكوفيتش وسافيتش إلى التدخل لمحاولة تهدئة الأوضاع. وبينما توجه سيرجي ميلينكوفيتش إلى المدرجات محاولاً إعادة النظام إلى أجواء المباراة، ظهر مالكوم في الفيديو وهو يشير إلى أن “الكتيبة” التي قامت بهذه المناوشات هي نفسها التي ساهمت في تحقيق لقب الموسم الماضي من دوري روشن. هذه التصريحات الساخرة التي تبادلها مع الجماهير لم تخلُ من طابع الدعابة والفكاهة، حيث استخدم مالكوم أسلوبه المميز في المزاح ليرد على الانتقادات التي تلقتها بعض التصرفات خلال اللقاء.
الاستعدادات للمباريات القادمة

تأتي هذه الأحداث في ظل حملة انتقالية كبيرة يسعى فيها نادي الهلال إلى الحفاظ على مكانته في صدارة الدوري السعودي، خاصةً وأن الفريق يتنافس حالياً على صدارة الترتيب. ففي جدول ترتيب دوري روشن، يظهر الهلال متقدماً بفارق بسيط عن منافسيه، حيث يتبوأ المركز الأول برصيد نقاط مرتفعة مقارنةً بالفرق الأخرى مثل الاتحاد والأهلي. ويعتبر هذا الترتيب دليلاً على الأداء القوي الذي يقدمه الفريق في مواجهة التحديات المختلفة، سواءً في البطولات المحلية أو في المنافسات الآسيوية.
في الختام
في ظل هذه الظروف، تتخذ إدارة الهلال خطوات مهمة لتعزيز العلاقات مع الجماهير وضمان تقديم رسالة إيجابية من خلال التصريحات الرسمية واللقاءات الصحفية. تُعد تصريحات مالكوم بكلماته البسيطة “أنا أحب السعودية” بمثابة تأكيد على ارتباط اللاعب العميق بالبيئة الرياضية والثقافية للمملكة، وهو ما يعكس مدى تأثره بالترحيب الحار الذي يحظى به اللاعبون الأجانب في الدوريات السعودية.