
يعيش الدوري السعودي حالة من الجدل القانوني بعد المباراة التي جمعت بين النصر والعروبة، والتي انتهت بفوز العروبة بنتيجة 2-1، حيث قدم النصر احتجاجًا رسميًا بشأن عدم قانونية مشاركة حارس العروبة، رافع الرويلي، في اللقاء. هذا النزاع القانوني أشعل الوسط الرياضي السعودي، حيث يسعى كل طرف إلى إثبات صحة موقفه بأدلة ووثائق رسمية.
النصر يحتج.. والعروبة يرد بالوثائق
بدأت الأزمة عندما قدم نادي النصر احتجاجًا رسميًا إلى مراقب المباراة بعد انتهاء المواجهة مباشرة، مستندًا إلى ما وصفه بـ”ثغرة قانونية” في عقد اللاعب رافع الرويلي مع العروبة. ووفقًا لما نشرته جريدة “عكاظ”، فإن النصر استند في احتجاجه إلى أن اللاعب كان موظفًا في أحد القطاعات العسكرية في منطقة الجوف، وهو ما يتعارض مع لوائح الاحتراف في الدوري السعودي، التي تشترط أن يكون اللاعب متفرغًا بالكامل لممارسة كرة القدم.
على الجانب الآخر، لم يقف العروبة مكتوف الأيدي، بل سارع إلى إعداد ملف قانوني متكامل لدحض مزاعم النصر، حيث قام بتقديم وثائق رسمية تؤكد صحة موقفه القانوني في تسجيل اللاعب. وشملت هذه الوثائق:
- سجلات حضور وانصراف اللاعب في التدريبات.
- إثباتات تثبت انتظامه في معسكرات الفريق والمباريات الرسمية.
- مستندات توضح استقالة الرويلي من عمله العسكري بعد صعود العروبة مجددًا إلى دوري المحترفين.
وأكدت إدارة العروبة أنها واثقة تمامًا من سلامة موقفها، مشيرة إلى أن تسجيل الرويلي تم بشكل قانوني خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وبعد مراجعة قانونية دقيقة من قبل محامي النادي.

ما الذي يطالب به النصر؟
يرى النصر أن مشاركة الرويلي في اللقاء غير قانونية، ويطالب بقبول احتجاجه شكلاً وموضوعًا، وسحب النقاط الثلاث التي حصل عليها العروبة ومنحها للنصر. وتنتظر إدارة النادي رد لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي لكرة القدم، التي ستدرس الملف القانوني المقدم من الجانبين قبل إصدار قرارها النهائي.
القضية تثير جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي
منذ إعلان النصر احتجاجه رسميًا، انقسمت الآراء في الأوساط الرياضية بين مؤيد لموقف “العالمي” ومقتنع بوجود مخالفة في عقد الرويلي، وبين داعم للعروبة الذي يؤكد أن تسجيل اللاعب تم وفق اللوائح المعتمدة من الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ويُنظر إلى هذه القضية على أنها اختبار مهم لقوانين الاحتراف في الدوري السعودي، حيث قد تؤثر سابقة الحكم فيها على العديد من القضايا المشابهة في المستقبل.

ما المتوقع خلال الأيام المقبلة؟
من المنتظر أن يقوم الاتحاد السعودي لكرة القدم بمراجعة كافة المستندات المقدمة من الطرفين، والتواصل مع الجهات المختصة للتأكد من الوضع القانوني للاعب. وفي حال ثبوت صحة احتجاج النصر، فقد يتم خصم النقاط الثلاث من العروبة ومنحها للنصر، مع فرض عقوبات إضافية على الفريق الذي خالف اللوائح. أما إذا ثبتت صحة موقف العروبة، فسيتم رفض احتجاج النصر رسميًا، مما سيؤكد صحة مشاركة الرويلي في المباراة.
كيف يمكن أن تؤثر هذه القضية على الدوري السعودي؟
هذه الأزمة القانونية قد تمتد آثارها إلى أندية أخرى في الدوري، حيث من المتوقع أن تثير الأندية المنافسة تساؤلات حول أوضاع لاعبي الفرق الأخرى، مما قد يؤدي إلى مزيد من التدقيق القانوني في عقود اللاعبين خلال المواسم المقبلة. كما أنها قد تدفع الاتحاد السعودي إلى تشديد الإجراءات المتعلقة بتسجيل اللاعبين والتأكد من التزامهم بلوائح الاحتراف قبل السماح لهم بالمشاركة في المباريات.
في النهاية، يبقى القرار النهائي بيد لجنة الانضباط، التي سيكون عليها اتخاذ قرار حاسم قد يعيد ترتيب المشهد في الدوري السعودي، ويحدد مستقبل التعامل مع القضايا القانونية المشابهة في المواسم القادمة.