مارسيل كولر يُغلق أبواب الأمل أمام مصطفى شوبير في مواجهة جورماهيا: قرار مثير للجدل

مقدمة
في خضم التحضيرات الحاسمة لمباراة الإياب الحاسمة أمام جورماهيا الكيني في دور الـ32 من بطولة دوري أبطال إفريقيا، شهد النادي الأهلي قرارًا فنيًا أثار موجة من التساؤلات والجدل بين مشجعي القلعة الحمراء. فقد رفض المدرب السويسري مارسيل كولر منح الحارس الشاب مصطفى شوبير فرصة المشاركة في هذه المباراة المصيرية. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث كانت التوقعات تشير إلى احتمالية منح شوبير دورًا أساسيًا في ظل سلسلة من الظروف التي مر بها الفريق في الفترة الأخيرة.
السياق الرياضي والضغط على كولر
منذ توليه منصب المدير الفني للنادي الأهلي، كان مارسيل كولر في مواجهة العديد من التحديات المتعلقة باختيار التشكيلة المثالية التي توازن بين الخبرة والشباب. يعتبر مركز حراسة المرمى من أكثر المراكز حساسية داخل الفريق، خاصة في ظل تواجد حراس مرمى ذوي خبرة كثيرة، مثل محمد الشناوي، الذي يعد الحارس الأساسي للنادي ومنتخب مصر. ورغم موهبة مصطفى شوبير، الشاب الطموح ونجل الحارس الأسطوري أحمد شوبير، فإن كولر اختار اتباع استراتيجية أكثر تحفظًا، مفضلًا الاعتماد على الحارس الأساسي في المباريات الحاسمة، مما جعل قرار عدم إشراك شوبير في مباراة جورماهيا مثيرًا للجدل.
خلفية مصطفى شوبير وآمال الجماهير
مصطفى شوبير، ابن الحارس الكبير أحمد شوبير، يعتبر أحد المواهب الصاعدة بقوة في مركز حراسة المرمى. منذ تصعيده للفريق الأول، أظهر قدرات لافتة وموهبة تؤهله ليكون حارس المستقبل للنادي الأهلي. ورغم ذلك، كانت مشاركاته قليلة في المباريات الرسمية، حيث غالبًا ما يقتصر ظهوره على مباريات الكأس أو المباريات التي يقل فيها الضغط. جماهير الأهلي كانت تأمل في رؤية شوبير يشارك في مباريات كبيرة مثل دوري أبطال إفريقيا، خاصة في ظل ثقته الكبيرة وقدرته على التألق تحت الأضواء.
قرار كولر: بين الواقعية والاحتياط
القرار الذي اتخذه كولر قد يبدو للكثيرين من الجماهير بمثابة صدمة، ولكنه يعكس النهج الواقعي الذي يتبعه المدرب السويسري. كولر، الذي يمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع المباريات الحاسمة، يدرك جيدًا أن مرحلة الأدوار الإقصائية في دوري الأبطال لا تحتمل المجازفة. مواجهة فريق مثل جورماهيا، الذي يتمتع بقوة هجومية لا يستهان بها، تتطلب وجود حارس متمرس وخبير للتعامل مع الضغط الهجومي المتوقع، وهو ما قد يكون الدافع الأساسي وراء تفضيله للحارس الأساسي، رغم أن شوبير كان مستعدًا على الصعيد البدني والذهني.
تبعات القرار على شوبير
رفض كولر إشراك مصطفى شوبير في مباراة الإياب أمام جورماهيا قد يكون له تأثيرات متباينة على الحارس الشاب. فمن جهة، قد يشعر شوبير بالإحباط بسبب فقدانه فرصة لإثبات جدارته في مباراة قارية مهمة، ولكن من جهة أخرى، قد يدفعه هذا القرار للعمل بجدية أكبر والتطور ليصبح الحارس الذي لا يُستغنى عنه في المستقبل. وفي هذا السياق، يجب على شوبير الاستفادة من توجيهات كولر وتطوير مهاراته في التدريبات، بحيث يكون جاهزًا تمامًا عندما تأتي لحظة منحه الثقة الكاملة.
ردود الأفعال الجماهيرية والإعلامية
لا شك أن قرار كولر بإبعاد شوبير عن هذه المباراة أشعل موجة من النقاش بين جماهير النادي الأهلي ووسائل الإعلام. البعض رأى أن كولر أخطأ في عدم منح الحارس الشاب الفرصة، معتبرين أن المباريات القارية هي الميدان الأنسب لاختبار اللاعبين الشباب وإعطائهم الخبرة اللازمة. في المقابل، دافع آخرون عن قرار المدرب السويسري، معتبرين أن الأولوية في هذه المرحلة يجب أن تكون للتأهل، وأن كولر يتصرف بناءً على مصلحة الفريق بشكل عام، وليس لإرضاء طموحات فردية.
النظرة المستقبلية لحراسة المرمى في الأهلي
قرار كولر في هذه المباراة يسلط الضوء على مستقبل مركز حراسة المرمى في النادي الأهلي. فمع اقتراب الشناوي من مرحلة متقدمة في مسيرته الكروية، بات من الضروري تجهيز بديل مناسب قادر على حمل راية الحراسة في القلعة الحمراء لسنوات قادمة. وفي هذا السياق، يمكن اعتبار مصطفى شوبير الخيار الأول للمستقبل، شريطة أن يستمر في العمل بجدية وتحقيق التطور المطلوب.
خاتمة
في النهاية، يظل مارسيل كولر هو الرجل المسؤول عن قيادة الفريق وتحقيق الأهداف المرجوة، وهو الأقدر على اتخاذ القرارات الصعبة في اللحظات الحاسمة. يبقى السؤال: هل كان هذا القرار هو الأفضل للفريق وللحارس الشاب؟ الإجابة ستظهر مع مرور الوقت، ومع النتائج التي سيحققها الأهلي في دوري أبطال إفريقيا.