رسالة كانسيلو تصيب الهلال بصدمة قبل صدام مانشستر سيتي
في قلب المواجهة المنتظرة بين الهلال ونادي مانشستر سيتي ضمن دور الستة عشر لبطولة كأس العالم للأندية ٢٠٢٥ في مدينة جدة السعودية تصاعدت وتيرة الجدل الجماهيري تجاه مدافع الهلال البرتغالي جواو كانسيلو عقب انتشار رسالة نسبها له “حساب أخبار الهلال” على مواقع التواصل الاجتماعي وما لبثت أن تبين مصادرتها من حساب “City Xtra Português” المعني بأخبار مانشستر سيتي باللغة البرتغالية مما أثار عاصفة من التساؤلات حول مصداقيتها ودوافعها وأثار غضب جمهور الهلال قبل المواجهة الحاسمة ضد بطل الدوري الإنجليزي الممتاز
تفاصيل الواقعة تعود إلى الساعات التي سبقت انطلاق المباراة المقررة في الرابعة فجراً بتوقيت مكة المكرمة صباح غدٍ الثلاثاء عندما تصدر هاشتاغ متعلق كانسيلو منصات التواصل الخاصة بعشاق الزعيم وبدأت الحسابات الجماهيرية في تداول ما يوصف بأنه “رسالة شخصية” على إنستجرام تحتوي على عبارات حب وامتنان للنادي الإنجليزي السابق مع تمني التوفيق لنادي مانشستر سيتي والهلال في آنٍ واحد الأمر الذي فجر ردود فعل واسعة بين الجماهير الهلالية التي اعتبرت أن الظهير البرتغالي خان ثقة النادي ومشاعر قاعدته الجماهيرية
أولى ردود الفعل جاءت من بعض أنصار الزعيم الذين عبّروا عن استيائهم الشديد واعتبروا أن كانسيلو تجاهل دوره كلاعب أساسي في صفوف الهلال ومسؤولياته تجاه القميص الأزرق قبل مباراة مصيرية أمام فريق يعد واحداً من أقوى الأسماء الأوروبية حالياً وكان من الطبيعي أن يحظى بدعم كامل من جماهيره في هذه المواجهة وليس بالتمني لهم بالنجاح بجانب منافسهم الذي يسعون إلى هزيمته

وعلى الرغم من أن الرسالة المنسوبة لكانسيلو تضمنت تأكيده على “حبه الخاص” لنادي مانشستر سيتي وذكر ولادة ابنته أليسيا في مدينة مانشستر ورغبته في الاحتفاظ بذكريات جميلة مع الفريق السماوي فإن هذا الجانب لم يلقَ صدى إيجابياً لدى جمهور الهلال الذي اعتبر أن الاحتفاظ بالود للنادي السابق لا يجب أن يعلو على الأولويات الميدانية وولاء اللاعبين لفريقهم الحالي قبل المباريات المصيرية
حقيقة الأمر بدأت بالتضحك والتساؤل بعد أن تبين أن الحساب الذي نشر الرسالة هو “City Xtra Português” وهو حساب غير رسمي يعتاد على نشر محتوى جماهيري باللغة البرتغالية لما يتعلق بمانشستر سيتي ومن الصعب التأكد من صحة ما ينشره حيث لا يتبع أي جهة رسمية للنادي أو لللاعب نفسه كما أن إدارة الهلال لم تصدر أي بيان رسمي ينفي أو يؤكد صحة الرسالة مما يزيد من حالة الضبابية ويحفز الحملات الإعلامية المعارضة للاعب قبل المواجهة المرتقبة
في الجانب الفني تضع رسالة كانسيلو المفترضة الهلال في موقف لا يحسد عليه فنياً ومعنوياً إذ كان من المفترض أن يشرع اللاعب في تقديم ظهوره الأول مع فريقه الجديد بشعار الزعيم في أول لقاء رسمي يخوضه أمام فريق قوي يقدم كرة هجومية عالية المستوى بقيادة بيب غوارديولا ويعتمد على بناء اللعب من الخلف وتفعيل الأطراف بشكل مستمر يعكس قدرات كانسيلو في التمرير والاندماج مع شراكائه الدفاعيين
بطبيعة الحال فإن جواو كانسيلو يتمتع بسيرة ذاتية مميزة على مستوى القارة الأوروبية فقد انضم إلى مانشستر سيتي في صيف ٢٠١٩ قادماً من يوفنتوس وبرز في صفوف فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا قبل أن يقضي فترات إعارة ناجحة إلى بايرن ميونخ ثم برشلونة مستعرضاً قدراته التكتيكية والبدنية وسرعته في الالتحام واسترجاع الكرة فضلاً عن حجمه السوقي الكبير الذي جعل الهلال يتحرك بقوة للحصول على خدماته في سوق انتقالات صيف ٢٠٢٤
عند تتبع مسيرة كانسيلو مع الأندية يتضح أنه شارك في ١٥٤ مباراة مع السيتي سجل خلالها ٩ أهداف وصنع ٢٢ آخرين كما توج معه بثلاثة ألقاب في الدوري الإنجليزي وكأسين للكأس المحلي إضافة إلى دوري أبطال أوروبا مما أكسبه خبرة كبيرة جعلت الهلال يراه إضافة نوعية في الجبهة اليمنى لخط الدفاع وهو ما عزز من حماسة الأنصار عند الإعلان الرسمي عن ضمه حسب بيانات النادي السعودي

ولكن مع كل هذه الإنجازات لا يمكن تجاهل أن رسالة منسوبة له قبل مواجهة يعتبرها الزعيم بطولة العمر قد تلقي بظلال سلبية على تركيزه الفردي والجماعي داخل الملعب خاصة إذا استمر التفاعل الجماهيري العنيف على منصات التواصل الاجتماعي مما قد يدفع الجهاز الفني بقيادة مدرب الهلال إلى اتخاذ إجراءات لضبط الأمور مع اللاعب والعمل على توضيح حقيقة الرسالة قبل انطلاق صافرة البداية
وفي ختام هذا الملف تظل الحقيقة المرتبطة بتلك الرسالة المنسوبة لكانسيلو بحاجة إلى تأكيد رسمي من اللاعب نفسه أو من إدارة الهلال التي من الممكن أن تصدر بياناً عاجلاً لتفنيد المزاعم والحدّ من التأثير المعنوي على لاعبيها قبل أول اختبار رسمي أمام فريق لا يعرف الرحمة في الملعب كما أن هذه الحادثة تذكرنا بأهمية التحقق من مصادر الأخبار الرياضية خاصة في عصر التواصل الاجتماعي حيث يمكن لأي حساب غير رسمي أن يلعب دوراً بارزاً في تأجيج الأزمات أو نشر الإشاعات دون أدنى مسؤولية تجاه الحقائق الرياضية.