في أجواء حافلة بالتحديات والضغوط داخل دوري روشن السعودي
برزت تصريحات المدير الفني لفريق الهلال، جورج جيسوس، كحوار مفتوح حول سياسة التدوير وإدارة إجهاد اللاعبين. جاءت تصريحات جيسوس بعد عودة الهلال لطريق الانتصارات من خلال فوزه على الفيحاء بنتيجة 2–0 في مباراة جمعت الفريقين ضمن الجولة الرابعة والعشرون من المسابقة، حيث رفع الهلال رصيده إلى 54 نقطة، محتلاً المركز الثاني في جدول الترتيب بفارق 4 نقاط عن الاتحاد المتصدر الذي خاض مباراة التعادل مع القادسية بهدف لمثله. هذه النتيجة لم تكن مجرد مكسب عددي، بل حملت رسائل عدة تتعلق بأسلوب اللعب وإدارة الموارد البشرية داخل صفوف الفريق.
تصريحات جيسوس حول عدم تدوير اللاعبين
بدأ جيسوس حديثه خلال المؤتمر الصحفي بعد المباراة مؤكدًا سعادته بعودة الهلال إلى المسار الصحيح، قائلاً إن الفوز ليس الهدف الوحيد للمباراة، بل هو وسيلة لتقليص الفارق مع الاتحاد وتعزيز روح الفريق في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الدوري، خاصةً مع الضغط الناتج عن خوض مباريات متتالية كل ثلاثة أيام. وأضاف بأن الفيحاء، الفريق الذي استضاف اللقاء، يعتبر من الفرق المنظمة ولديه جهاز فني رائع، مما يجعل الفوز عليه إنجازًا يستحق الاحتفاء.
التحديات الجسدية والنفسية
ومن أبرز النقاط التي أثارت جدلاً تصريحات جيسوس حول عدم تدوير اللاعبين، خاصةً فيما يتعلق بمركز وسط الفريق، حيث أكد أن اللاعب محمد كنو، الذي تألق في فترة المباراة الأولى وكان من أفضل لاعبي الدوري في تلك الفترة، يحتاج إلى “رتم” أكثر لتنظيم جهده خلال المباراة. وأوضح جيسوس أن المنافسة على مركز التواجد الأساسي تصبح أكثر صعوبة مع وجود لاعبين آخرين مثل سيرجي سافيتش وروبن نيفيش، واللذين يتميزان بقدرة تحمل عالية تصل إلى 13 أو 14 كيلومترًا في المباراة الواحدة. وبهذا السياق، فإن وجود لاعبين يمتلكون معدلات جري عالية يحد من فرص كنو في التواجد الدائم في التشكيلة الأساسية، على الرغم من ما أظهره من تألق في مواجهة الفيحاء.
ظروف المباريات المتتالية
كما أشار جيسوس إلى أن الفريق يمر بظروف خاصة في ظل ضغط جدول المباريات الكثيف، حيث يعاني معظم الفرق من إصابات لاعبيها بسبب كثافة المواجهات، معللًا ذلك بأن “هناك 8 لاعبين خارج عن الملاعب”، وهو أمر يشترك فيه جميع الفرق التي تضطر للعب كل ثلاثة أيام. ونتيجة لهذه الظروف الصعبة، يصبح تدوير اللاعبين خيارًا نادرًا، حيث يخشى الجهاز الفني من تعريض اللاعبين لإصابات جديدة قد تضر بمستوى الفريق على المدى الطويل. وفي هذا السياق، أكد جيسوس أنه من الضروري الحفاظ على تشكيلة قوية ومستقرة طوال فترة المنافسات الحرجة، وأن الاستمرار في اللعب بنفس الرتم هو السبيل الأمثل لتجنب المزيد من الإصابات.
دور اللاعبين البديلين
وفي سياق متصل، لم تخل تصريحات جيسوس من الإشادة ببعض اللاعبين الذين أظهروا قدراتهم في اللحظات القليلة التي شاركوا فيها، فذكر على سبيل المثال لاعب الوسط خالد الغنام، الذي برز دوره كمهاجم ثانٍ خلال دقائق المباراة الأخيرة. وأكد جيسوس على ثقته الكاملة في خالد الغنام، مشيرًا إلى أن أدائه كان مقنعًا وأنه يمتلك القدرة على إحداث الفارق في المواقف الحاسمة، مما يعطي إشارات إيجابية لجماهير الهلال بأن الفريق ما زال يحتفظ بقاعدة من اللاعبين القادرين على المنافسة حتى في ظل التحديات الكبيرة.
محمد كنو والأداء المتميز
وعن اللاعب محمد كنو، الذي حظي بتصريحات متعددة خلال المؤتمر الصحفي، قال جيسوس إنه في الفترات الأولى من المباراة كان من أفضل لاعبي الدوري، لكن للوصول إلى مستواه المعهود يحتاج إلى تنظيم أفضل لمواعيد مشاركته، إذ أن تكرار الدقائق والجهد المستمر قد يؤديان إلى تراجع الأداء في النصف الثاني من اللقاء. وأوضح جيسوس أن التنافس الشديد في صفوف الفريق على مراكز البداية يجعل من الصعب ضمان تواجد كنو كلاعب أساسي في كل المباريات، خاصةً مع وجود لاعبين دوليين لديهم معدلات جري وثبات عالي على أرض الملعب.
عودة ميتروفيتش
من ناحية أخرى، عبّر المهاجم الصربي أليكساندر ميتروفيتش عن سعادته الكبيرة بعودته إلى الملاعب بعد غياب دام شهرين ونصف بسبب إصابته التي ألمّت به أثناء مشاركته مع المنتخب السعودي في بطولة كأس الخليج العربي. وقد وصف ميتروفيتش إصابته بأنها “صعبة للغاية”، مؤكداً أنه عمل بجد خلال فترة التأهيل لاستعادة لياقته ومساعدة الفريق على العودة بقوة. في تصريحات منفصلة، أشار ميتروفيتش إلى أن عودته ستعزز من خط الهجوم في الهلال، وأنه مستعد للمساهمة في تسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات، مؤكدًا أن النادي الكبير الذي يلعب من أجله معروف بطبيعته التنافسية والحرص على تقديم مستويات عالمية تتماشى مع توقعات الجماهير.
التنافس على صدارة الدوري

تأتي تصريحات جيسوس في وقت حساس يواجه فيه الهلال منافسة شديدة على صدارة دوري روشن السعودي، خاصةً مع تواجد فريق الاتحاد الذي يسعى جاهدًا لتوسيع الفارق النقاطي. إذ يبلغ رصيد الاتحاد 58 نقطة بعد 24 مباراة، بينما يحتل الهلال المركز الثاني برصيد 54 نقطة، وهو ما يفرض على الجهاز الفني اتخاذ قرارات دقيقة لضمان المحافظة على المركز والتقدم في جدول الترتيب. وفي ظل هذا التنافس المحتدم، يعتبر تقليص الفارق مع المتصدر خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة الثقة للفريق وتحفيز اللاعبين للمشاركة بكل جهد وإخلاص في المباريات القادمة.
أداء الفريق في المباريات الأخيرة
من جهة أخرى، أكدت تصريحات جيسوس أن أداء الفريق في المباريات الأخيرة لم يكن بمستوى التوقعات، خاصةً وأن الهزائم والتعادلات جعلت من تحقيق الفوز أمراً صعباً. وأوضح جيسوس في المؤتمر الصحفي أن اللاعبين بذلوا مجهوداً كبيراً، وأن النتيجة بالرغم من كونها تعادلًا، إلا أنها تحمل معانٍ إيجابية بالنسبة لهم، إذ يُظهر التعادل تفاني اللاعبين في حماية النتيجة وتقليل الخسائر، وهو ما يعد إنجازًا في ظل الضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها.
الجانب النفسي والإداري
ولم يقتصر الحديث على الجانب التكتيكي والبدني فقط، بل شمل التصريحات أيضًا الجانب النفسي والإداري في إدارة الفريق، حيث أشار جيسوس إلى أهمية إيجاد توازن بين التحضير البدني وإدارة الضغوط النفسية للاعبين. وأوضح أن الجدول الزمني الضيق والمباريات المتتالية يُشكلان تحديًا كبيرًا يتطلب من جميع الأطراف العمل معًا لتأمين استقرار الفريق، وذلك من خلال توفير الراحة اللازمة وتدوير اللاعبين في الأوقات المناسبة، رغم أن هذا الخيار غالباً ما يكون محدوداً بسبب الخوف من وقوع إصابات إضافية.
دور الجماهير
وفي خضم هذه الضغوط، يأتي دور الجماهير التي تُعتبر الركيزة الأساسية لأي فريق ناجح، إذ يلعب دعم المشجعين دورًا كبيرًا في رفع معنويات اللاعبين وتخفيف وطأة الضغوط. ويأمل جيسوس أن تواصل جماهير الهلال دعم فريقها في كل المباريات القادمة، مؤكدًا أن الدعم الجماهيري يُضفي طاقة إيجابية تساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم، حتى وإن كانت الظروف الخارجية صعبة.
التخطيط المستقبلي
على صعيد آخر، تُسلط تصريحات جيسوس الضوء على أهمية التخطيط المستقبلي في ظل المنافسات الشديدة التي يشهدها الدوري السعودي. إذ أن مواجهة الفرق القوية تتطلب إعدادًا مسبقًا يعتمد على استراتيجيات دقيقة تُراعي جميع جوانب الأداء، من البدني إلى التكتيكي والنفسي. وفي هذا الإطار، يؤكد جيسوس على أن إدارة الفريق لا تتوقف عند النتائج الفردية للمباريات، بل تمتد إلى وضع خطط طويلة الأمد تهدف إلى تحسين الأداء العام للفريق، سواء في البطولات المحلية أو في المنافسات القارية مثل دوري أبطال أوروبا.
الظروف الصعبة للفريق

كما أن تصريحات جيسوس جاءت لتُبرز الصورة الحقيقية للظروف التي يعيشها الفريق في ظل ضغوط المباريات المتتالية، حيث يُواجه الهلال تحديات جسدية ونفسية تؤثر بشكل مباشر على الأداء في أرض الملعب. وفي هذا السياق، أشار جيسوس إلى أن العمل جارٍ على إيجاد حلول مبتكرة لإدارة تلك الضغوط، سواء من خلال تعديل مواعيد التدريب أو من خلال استراتيجيات دورية تهدف إلى حماية اللاعبين من الإصابات المتكررة.
استراتيجية عدم التدوير
إن مثل هذه التصريحات التي أدلى بها جيسوس تعكس مستوى عالٍ من الوعي التكتيكي والإداري، وهو ما يُعد ضروريًا في ظل المنافسة الشديدة على صدارة جدول دوري روشن السعودي. وبينما يبذل الفريق جهوداً كبيرة لتقليص الفارق مع المتصدر، يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على توازن الأداء في مواجهة جدول مباريات مزدحم ومتطلبات عالية من الأداء البدني والنفسي.
خاتمة
من المؤكد أن مثل هذه التحديات التي يواجهها الهلال تتطلب جهودًا مضاعفة من الجهاز الفني والإداري، ليس فقط للحفاظ على مستوى الفريق في الدوري السعودي، بل لضمان جاهزية اللاعبين للتنافس في البطولات القارية التي تضع معايير عالية للأداء. وفي ظل هذه الظروف، يُعتبر تقليص الفارق مع المتصدر هدفاً رئيسياً يستدعي تضافر جهود الجميع، من اللاعبين إلى الإدارة، لتقديم أداء يرتقي إلى التوقعات العالية لجماهير الهلال.