
خرج المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لنادي إنتر ميلان، بتصريح صريح ومثير للجدل بعد المواجهة التي جمعت فريقه بفيورنتينا في الدوري الإيطالي، حيث أقر بأن الهدف الأول الذي سجله فريقه لم يكن صحيحًا، معترفًا بتفهمه لحالة الغضب التي انتابت لاعبي وجماهير فيورنتينا عقب اللقاء.
هدف إنتر ميلان يثير عاصفة من الجدل التحكيمي
شهدت مباراة إنتر ميلان أمام فيورنتينا، التي انتهت بفوز النيراتزوري بنتيجة 2-1، لحظة جدلية كبيرة بسبب الهدف الأول الذي سجله الفريق. حيث يرى لاعبو وجماهير فيورنتينا أن الركلة الركنية التي جاء منها الهدف لم تكن صحيحة، وكان يجب احتسابها كركلة مرمى، مؤكدين أن الكرة خرجت بالكامل من حدود الملعب قبل أن تُلمس من لاعب فيورنتينا.
وسرعان ما انتشرت صورٌ عديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر خروج الكرة خارج الملعب بالكامل، وهو ما دفع جماهير “الفيولا” للتعبير عن استيائهم من قرار الحكم الذي منح الإنتر فرصة ذهبية للتقدم في النتيجة.
إنزاجي يتفهم غضب فيورنتينا
في حديثه بعد المباراة، أدلى سيموني إنزاجي بتصريح نادر من نوعه، حيث أقر بأن هدف إنتر الأول لم يكن صحيحًا، معترفًا بأنه لو كان مكان مدرب فيورنتينا، رافاييل بالادينو، لشعر بالغضب ذاته.
وقال إنزاجي في تصريحات نقلها موقع “فوتبول إيطاليا”:
“أتفهم تمامًا غضب فيورنتينا، لديهم كل الحق في ذلك. سبق وأن مررت بموقف مشابه عندما استقبلنا هدفًا ضد باير ليفركوزن من ركلة ركنية جاءت بعد لقطة تسلل، لذا أعلم كيف يشعرون.”
وأضاف: “الكرة بالفعل كانت خارج حدود الملعب، ولكن تقنية الفيديو (VAR) لم يكن من الممكن استخدامها في هذه الحالة، لذلك كان القرار النهائي بيد الحكم المساعد والحكم الرئيسي.”

جدل إضافي حول ركلة جزاء فيورنتينا
لم يتوقف الجدل التحكيمي عند الهدف الأول لإنتر ميلان، بل امتد ليشمل ركلة الجزاء التي حصل عليها فيورنتينا في المباراة، والتي سجل منها الفريق هدفه الوحيد. حيث أبدى إنزاجي اعتراضه على قرار احتساب ركلة الجزاء، معتبرًا أنها لم تكن مستحقة.
وقال المدرب الإيطالي: “كما قلت، أتفهم غضب فيورنتينا بخصوص الهدف الأول، ولكن في المقابل، أعتقد أن ركلة الجزاء التي احتُسبت علينا لم يكن ينبغي أن تُمنح. كانت لقطة مشكوك فيها، لكنها أثرت على سير اللقاء.”
حالة تحكيمية مثيرة للجدل تفتح باب النقاش في الكالتشيو
لم يكن هذا الجدل التحكيمي الأول الذي يثير ضجة في الدوري الإيطالي هذا الموسم، حيث شهدت عدة مباريات قرارات تحكيمية مشكوك فيها أثارت اعتراضات واسعة من الأندية والجماهير. ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه الانتقادات تجاه تقنية الفيديو (VAR) ومدى فاعليتها في اتخاذ القرارات الصحيحة.
وفي ظل عدم إمكانية اللجوء إلى تقنية الفيديو في بعض الحالات، مثلما حدث في لقطة الهدف الأول لإنتر، تزداد المطالبات بضرورة تحسين آليات اتخاذ القرارات التحكيمية لتجنب مثل هذه الأخطاء التي قد تؤثر على نتائج المباريات.
كيف انعكس الجدل على أداء الفريقين في المباراة؟
على الرغم من حالة الغضب التي انتابت لاعبي فيورنتينا بعد الهدف الأول، إلا أنهم حاولوا العودة في النتيجة، ونجحوا في تقليص الفارق بعد ركلة الجزاء. ولكن خبرة لاعبي إنتر ميلان ودفاعهم الصلب حالت دون إدراك فيورنتينا التعادل، ليخرج النيراتزوري بانتصار ثمين.
ويبدو أن الجدل التحكيمي لم يُقلل من أهمية الفوز بالنسبة لإنزاجي، حيث أكد أن فريقه لعب مباراة قوية واستحق النقاط الثلاث، لكنه لم يُخفِ في الوقت ذاته حقيقة أن الحظ لعب دورًا في تسجيل الهدف الأول.

ردود فعل الصحافة الإيطالية على تصريحات إنزاجي
أثارت تصريحات إنزاجي أصداء واسعة في الصحافة الإيطالية، حيث وصفتها بعض وسائل الإعلام بـ”الاعتراف الشجاع”، في حين رأى آخرون أنها محاولة من المدرب لامتصاص غضب فيورنتينا وتخفيف حدة الجدل الدائر حول قرارات التحكيم.
صحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” علّقت على الموضوع قائلة: “اعتراف إنزاجي بوجود خطأ تحكيمي يُعد أمرًا نادرًا في كرة القدم، خاصة من مدرب لفريق كبير بحجم إنتر ميلان. لكن السؤال هنا: هل سيؤثر هذا الاعتراف على سمعة التحكيم الإيطالي؟”
أما صحيفة “كوريري ديلو سبورت”، فقد ركزت على حديث إنزاجي عن ركلة الجزاء المحتسبة لفيورنتينا، مشيرة إلى أن المدرب حاول موازنة الأمور بعد اعترافه بعدم صحة هدف فريقه الأول.
ما تأثير هذا الفوز على سباق الدوري الإيطالي؟
حقق إنتر ميلان بهذا الانتصار فوزًا هامًا يعزز من موقعه في سباق الدوري الإيطالي، حيث واصل مطاردة منافسيه على اللقب ووسع الفارق مع الفرق التي تلاحقه. بينما باتت فيورنتينا في موقف صعب، حيث فقد الفريق نقاطًا ثمينة قد تؤثر على فرصه في المنافسة على المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية.
ومع اقتراب الموسم من مراحله الحاسمة، يبدو أن مثل هذه الحالات التحكيمية ستظل مثار جدل، خاصة في مباريات الفرق الكبرى التي يتحدد على إثرها مصير اللقب أو التأهل إلى البطولات القارية.
هل تؤثر تصريحات إنزاجي على قرارات الحكام مستقبلاً؟
مع اعتراف مدرب بحجم إنزاجي بخطأ تحكيمي في صالح فريقه، قد تفتح هذه التصريحات الباب أمام نقاش أوسع حول ضرورة تحسين التحكيم الإيطالي وتقنيات المساعدة بالفيديو. فهل سيؤدي ذلك إلى مزيد من التدقيق في القرارات التحكيمية مستقبلاً؟ أم أن الجدل سيتواصل دون حلول جذرية؟