
منذ توليه القيادة الفنية لمنتخب ألمانيا، كانت التوقعات عالية بالنسبة للمدرب هانز فليك. فبخبرته مع بايرن ميونيخ، حيث حقق العديد من الألقاب المحلية والأوروبية، كان يُعتقد أن فليك سيكون الشخص المناسب لإعادة الفريق الوطني إلى مستواه المعهود في البطولات الكبرى. ومع ذلك، على الرغم من إمكانياته الكبيرة، فإن تجربته مع المنتخب الألماني لم تثمر عن النتائج المتوقعة، مما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الفشل.
التحديات التي واجهها هانز فليك
أولى التحديات التي واجهها فليك تتعلق بالمرحلة الانتقالية التي يمر بها المنتخب الألماني. بعد الخروج من بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، كان الفريق بحاجة إلى إعادة بناء قوية، وهو أمر لم يكن سهلاً لأي مدرب. ورغم أن فليك بدأ مع الفريق بتطبيق أسلوب لعب هجومي مماثل لما كان يعتمده مع بايرن ميونيخ، إلا أن الواقع كان مختلفًا. فبينما نجح فليك في فرض أسلوبه في الدوري الألماني، كانت تطبيق هذه الطريقة على منتخب يتكون من لاعبين من أندية مختلفة يتطلب وقتًا أطول بكثير.
أسلوب لعب غير ملائم

من أبرز أسباب فشل فليك مع ألمانيا هو أسلوب اللعب الذي اعتمده، والذي لم يكن متوافقًا بشكل كامل مع اللاعبين المتاحين له. فليك يفضل أسلوب اللعب السريع والمكثف، الذي يعتمد على الضغط المستمر واستغلال الهجمات المرتدة. ولكن في المنتخب الألماني، واجه صعوبة في دمج هذا الأسلوب مع لاعبين ذوي إمكانيات مختلفة، حيث كان هناك تباين في مستوى التكيف مع هذا النهج، مما جعل الأداء الجماعي غير متماسك.
عدم استقرار التشكيلة
عامل آخر ساهم في إخفاق فليك هو عدم استقرار التشكيلة الأساسية. طوال فترة إشرافه على المنتخب، كان فليك يجرب تشكيلات مختلفة ويُحدث تعديلات مستمرة، مما أثر سلبًا على انسجام اللاعبين. الاستقرار في التشكيلة هو أمر حيوي في أي منتخب، حيث تحتاج الفرق الوطنية إلى الوقت الكافي لبناء تناغم وتفاهم داخل الملعب. وللأسف، لم يكن فليك قادرًا على تحقيق ذلك بالشكل المطلوب.
سوء التفاعل مع النجوم
من العوامل الأخرى التي ساهمت في فشل فليك هي العلاقة مع بعض اللاعبين الأساسيين في المنتخب. فقد تراجع مستوى بعض النجوم المخضرمين، مثل توماس مولر ومانويل نوير، بينما كان فليك بحاجة إلى دمج الشباب بشكل أفضل في التشكيلة. إلا أن بعض القرارات لم تخلُ من الجدل، مثل استبعاد بعض اللاعبين الأساسيين وعدم منحه الفرصة لأسماء جديدة. هذا الافتقار للتوازن بين الخبرة والشباب جعل من الصعب على الفريق أن يجد استقرارًا في أدائه.
نهاية المشوار مع فليك
في النهاية، فإن فشل هانز فليك مع المنتخب الألماني كان نتيجة لمجموعة من العوامل التي تتداخل مع بعضها البعض. ورغم أنه يمتلك سمعة طيبة كمدرب، إلا أن الأجواء التي وجدها في المنتخب الألماني كانت مختلفة تمامًا عن الأجواء التي تعود عليها في بايرن ميونيخ.