
تواصل إدارة نادي النصر السعودي استراتيجيتها المدروسة في سوق الانتقالات الشتوية، حيث اقتربت من إتمام التعاقد مع المهاجم الكولومبي جون دوران من نادي أستون فيلا الإنجليزي، ليكون تعزيزًا جديدًا لقوة هجوم الفريق في منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين.
اتفاق النصر مع أستون فيلا: خطوات حاسمة نحو ضم دوران
توصَّل مسؤولو نادي النصر إلى اتفاق نهائي مع إدارة أستون فيلا صباح اليوم الخميس، بشأن انتقال جون دوران إلى صفوف الفريق السعودي. الصفقة التي كانت محور الكثير من التكهنات الإعلامية، باتت الآن في مراحلها الأخيرة، حيث يتم انتظار الفحص الطبي للاعب الذي سيجرى في العاصمة البريطانية لندن، والذي يُتوقع أن يتم مساء اليوم، ومن ثم سيوقع اللاعب على العقود الرسمية التي تُعلِن انتقاله بشكل كامل إلى النصر.
وبناءً على التقارير الصحفية، من المتوقع أن يصل دوران إلى الرياض في صباح يوم الجمعة، لينضم إلى تدريبات فريقه الجديد ويبدأ مشواره مع النصر في دوري روشن السعودي. ويُعتبر هذا التعاقد خطوة مهمة في إطار تعزيز قوة الفريق الهجومية، إذ يهدف النادي إلى الاستفادة من خدمات اللاعب الكولومبي بعد فترة من البحث المستمر لتدعيم الخط الأمامي للفريق.
تكتيك التفاوض: لماذا كان الشتاء هو الفرصة الوحيدة لضم دوران؟
تم التوصل إلى اتفاق مع أستون فيلا على ضم دوران خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، بعد أن كان النصر مدركًا تمامًا أن الفرصة لضم اللاعب في الصيف المقبل ستكون صعبة للغاية، بسبب كثرة الأندية التي تُظهر اهتمامًا كبيرًا به في الأسواق الأوروبية، مما قد يتسبب في زيادة الطلب عليه ورفع قيمته السوقية. وعليه، كان التفاوض خلال الشتاء هو الحل الأنسب، في وقت لا يُبدي فيه العديد من الأندية الأوروبية تحركات جدية لضم اللاعب، بسبب الضغوط المالية التي يعاني منها الكثير منها، وهي نقطة قوة استفاد منها الأندية السعودية بشكل عام، بما في ذلك النصر.
إضافةً إلى ذلك، كانت إدارة النصر قد نجحت في التحرك سريعًا، مستغلةً الفرص المالية المتاحة لها في سوق الانتقالات الشتوية، وهو ما مكّنها من إتمام صفقة دوران في وقت مثالي.
فشل صفقة بونيفاس: تكتيك تفاوضي من النصر
وفي إطار متصل، لم تسلم صفقة أخرى كان يُنظر إليها باهتمام، وهي صفقة ضم اللاعب بونيفاس من باير ليفركوزن، حيث أشار بعض المحللين إلى أن ما حدث في هذه الصفقة يمكن أن يُعدَّ جزءًا من استراتيجية تفاوضية محكمة. وأوضح الخبراء أن النصر ربما استخدم تكتيكًا مشابهًا لذلك الذي تكرر عدة مرات منذ الصيف الماضي في بعض الصفقات الكبيرة التي كان النادي في صدد التفاوض بشأنها.
فقبل أن يتم الإعلان عن دوران، كانت هناك محاولات لضم بونيفاس، ولكن بسبب رفض باير ليفركوزن للعرض المقدم، كانت إدارة النصر قد أعدّت خطة بديلة بالفعل، وهي ضم دوران. هذه المرة لم تكن الصفقة موجهة لتضمين بونيفاس، ولكن تم استخدامها كتكتيك تفاوضي جديد في ظل وجود عروض أخرى قوية من الأندية الأوروبية.
ويُذكر أن هذا التكتيك التفاوضي لم يكن مقتصرًا على النصر فقط، فقد تكرر في العديد من صفقات الأندية السعودية الأخرى مثل إيفان توني و أوسيمين في الأهلي، وصفقة بيرغوين و جالينو في الاتحاد، حيث تميزت الأندية السعودية بتقديم عروض جادة ومستقرة، ما جعلها تستفيد من تضييق الخيارات أمام الأندية الأوروبية بسبب الأزمات المالية.
النصر.. استراتيجية واضحة في سوق الانتقالات الشتوية
يبدو أن النصر لم يعد مجرد فريق يبحث عن تعزيز صفوفه فحسب، بل أصبح صاحب رؤية استراتيجية متكاملة في سوق الانتقالات. وتعتبر صفقة جون دوران جزءًا من هذه الرؤية، حيث يتم استهداف اللاعبين الذين يمكنهم تقديم إضافة قوية للفريق في المدى القصير، بينما يتم بناء فريق تنافسي قادر على الهيمنة في دوري روشن السعودي، الذي يشهد منافسة شديدة في كل موسم.
وبالنظر إلى الأحداث الأخيرة، يبدو أن إدارة النصر تواصل سعيها لتحقيق المزيد من النجاحات في سوق الانتقالات الشتوية، حيث تعتمد على تفكير استراتيجي يُركز على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، والتمسك بالفرص المتاحة، وهو ما يعزز من فرص النصر في مواصلة تحقيق طموحات جماهيره المحلية والدولية في الفترة المقبلة.