أكد حسام عاشور، قائد النادي الأهلي السابق، على يقينه العميق بعودته يوماً ما للعمل في القلعة الحمراء، مشيراً إلى تعلقه الكبير بالنادي الذي قضى فيه معظم سنوات مسيرته الكروية.
وفي تصريحات أطلقها عبر قناة “ETC”، أبدى عاشور شغفه المستمر بالأهلي، قائلاً: “لدي يقين كبير بأنني سأعود إلى الأهلي في المستقبل. هذا ليس مجرد شعور عابر، بل هو حلم كبير يراودني منذ سنوات. أنا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بهذا الكيان العظيم، وعليه فإنني لا أستطيع أن أتصور مستقبلي بعيدًا عن هذا النادي.”
الأهلي والألقاب: حلم التتويج بأكبر عدد من البطولات
كشف عاشور عن تفاصيل لم تكن معروفة للجماهير بشأن رحيله عن النادي الأهلي، حيث تحدث عن رغبته في استكمال مسيرته مع الفريق في موسم آخر. وأضاف: “قبل رحيلي عن الأهلي في عام 2020، كنت قد طلبت من إدارة النادي فرصة إضافية للعب موسم أخير. كنت أطمح لأن أصبح أكثر لاعب في العالم تتويجًا بالبطولات، وهو إنجاز كنت أعتقد أنه ممكن إذا تم منحي الفرصة للعب موسم إضافي.”
وأشار عاشور إلى أن هذا الحلم الكبير كان جزءًا من رؤيته المستقبلية، حيث كان يهدف من وراء ذلك إلى تحسين رقم الألقاب التي حققها مع الأهلي، والتي وصلت إلى 36 بطولة في مختلف المسابقات. ورغم أنه كان لديه حلم بأن يصبح الأكثر تتويجًا في تاريخ كرة القدم، إلا أن القرارات في ذلك الوقت لم تكن لصالحه، لكنه أضاف: “القرار لم يكن بيدي، ولكنني كنت آمل في أن أستمر لموسم آخر لتحقيق هذا الحلم.”
اللحظات الصعبة: الاعتزال والاكتئاب
تحدث حسام عاشور عن الصعوبات النفسية التي مر بها بعد مغادرته النادي الأهلي في عام 2020، مشيرًا إلى أنه دخل في حالة من الاكتئاب بعد اعتزاله. وقال: “لم يكن الرحيل عن الأهلي بالأمر السهل بالنسبة لي. كنت أشعر بأنني فقدت جزءًا من حياتي. دخلت في حالة من الاكتئاب لمدة 8 أشهر بعد رحيلي عن الفريق، وكانت تلك الفترة شديدة الصعوبة.”
وأكد عاشور أن تلك الأزمة النفسية لم يكن يواجهها بمفرده، بل كان يلقى دعمًا كبيرًا من زملائه السابقين في الأهلي، خاصة من وليد سليمان، الذي كان له دور كبير في مساعدته على تخطي هذه الفترة الصعبة. وأضاف: “وليد سليمان كان دائمًا إلى جانبي في تلك اللحظات، وكان دائمًا ما يقدم لي الدعم والمساندة النفسية.”
التعاقد مع الاتحاد السكندري والاعتزال النهائي
بعد مغادرته الأهلي في 2020، انتقل حسام عاشور إلى صفوف الاتحاد السكندري لمدة موسم واحد، حيث لعب مع الفريق السكندري وشارك في بعض المباريات، لكن مسيرته مع الكرة كانت قد شارفت على النهاية. في موسم 2021 قرر عاشور الاعتزال نهائيًا بعد مسيرة حافلة بالإنجازات مع النادي الأهلي.
وعن هذا القرار، قال عاشور: “الانتقال إلى الاتحاد السكندري كان بمثابة خطوة للابتعاد عن الأهلي لفترة، ولكنني كنت أعلم أنني قد أكون في طريق الاعتزال. كانت فترة الاتحاد السكندري رائعة، لكن القرار النهائي كان صعبًا للغاية. أردت أن أترك المجال للأجيال القادمة في الأهلي لأستمتع بمسيرتي بعيدًا عن الأضواء.”
مستقبل في الأهلي: الأمل في العودة
رغم اعتزاله اللعب، يظل حسام عاشور صاحب تأثير كبير في تاريخ النادي الأهلي، الذي كان له دور محوري في تحقيق العديد من البطولات المحلية والإفريقية والدولية. ولعل تصريحاته حول رغبته في العودة للعمل داخل النادي تعكس ارتباطه الوثيق بالأهلي، ورغبته في استكمال مشواره داخل أسواره، سواء من خلال العمل الإداري أو الفني.
وأشار عاشور إلى أنه عندما غادر الأهلي في 2020، كان يعلم أنه سيظل دائمًا في قلب جماهير النادي وفي وجدانهم، وأضاف: “لقد تركت الأهلي، ولكن الأهلي لم يتركني. سيكون لي دور في هذا النادي في المستقبل، ليس في الملعب، بل في أي مكان يحتاجني فيه.”
إرث عاشور مع الأهلي
حسام عاشور هو واحد من أبرز لاعبي خط الوسط في تاريخ الأهلي، حيث تميز ببنيته الجسدية القوية، وقراءته الرائعة للعبة، وإصراره الكبير على تقديم الأفضل دائمًا. لعب عاشور مع الأهلي منذ عام 2003 وحتى 2020، وساهم في تحقيق العديد من الألقاب المحلية والدولية، بما في ذلك دوري أبطال إفريقيا، الدوري المصري، والكأس. وعلى الرغم من انتهاء مسيرته كلاعب، فإن تأثيره ما زال باقيًا في قلوب جماهير النادي التي تحتفظ بذكريات رائعة مع أحد أساطير الفريق.
خاتمة: حسام عاشور وعودة مرتقبة
ختامًا، يبدو أن حسام عاشور لن يبتعد عن الأهلي طويلًا. فقد أكدت تصريحاته أن حلم العودة إلى النادي الذي نشأ فيه لم يتلاشَ، بل أصبح أكثر وضوحًا. سواء في منصب إداري أو فني، يبقى حسام عاشور أحد الأسماء التي يستحق النادي الأهلي أن يفتح لها أبواب العودة، تقديرًا لمشواره الطويل والناجح.
يبقى سؤال واحد في الأذهان: متى ستتحقق هذه العودة؟ ومتى سيعود عاشور إلى القلعة الحمراء ليكمل مشواره الذي بدأه منذ سنوات طويلة؟ ولكن بما أن عاشور يملك هذا الإيمان العميق واليقين في عودته، فإن الوقت سيكشف لنا عن هذه اللحظة المنتظرة التي قد تكون بداية فصل جديد في تاريخ الأهلي وعاشور معًا.