
ليلة ساحرة للمهاجم الإنجليزي أمام سيلتك
لم تكن مواجهة بايرن ميونخ وسيلتك في دوري أبطال أوروبا مجرد مباراة عادية، بل كانت ليلة استثنائية للنجم الإنجليزي هاري كين، الذي قاد العملاق البافاري لتحقيق فوز مهم بنتيجة 2-1 على الأراضي الاسكتلندية. رغم بعض العثرات، أثبت كين مرة أخرى أنه أحد أفضل المهاجمين في العالم، بعد أن ترك بصمته في اللقاء بهدف رائع، ليعزز موقف فريقه في البطولة، ويوجه رسالة مباشرة لمنافسيه، وعلى رأسهم النجم المصري محمد صلاح.
كين يواصل تألقه مع بايرن ميونخ
عندما انتقل هاري كين إلى بايرن ميونخ في صيف 2023، كان الهدف الأساسي هو جلب المزيد من الألقاب للفريق الألماني، وها هو يثبت جدارته في كل مناسبة يرتدي فيها قميص الفريق. مواجهة سيلتك لم تكن استثناءً، إذ تمكن كين من تسجيل هدف مهم في الدقيقة 49، بعد أربع دقائق فقط من افتتاح زميله مايكل أوليسيه التسجيل للبايرن.
الهدف الذي أحرزه كين لم يكن عاديًا، بل جاء من ركلة ركنية نفذها جوشوا كيميتش بدقة، واستغلها كين بلمسة عبقرية بقدمه اليسرى، ليضعها في شباك الحارس كاسبر شمايكل دون أي فرصة للتصدي. ذلك الهدف لم يؤمّن فقط فوز الفريق الألماني، بل كشف عن قدرات كين الفريدة في التمركز واستغلال الفرص بأفضل طريقة ممكنة.
خطأ دفاعي كاد أن يُفسد الليلة المثالية
رغم مساهمته الكبيرة في تحقيق الانتصار، لم تكن ليلة كين خالية من الأخطاء. ففي الدقيقة 79، ارتكب خطأ دفاعيًا كاد أن يعيد سيلتك إلى المباراة. عندما حاول التصدي لركلة ركنية نُفّذت داخل منطقة جزاء بايرن ميونخ، لم يتمكن كين من إبعادها بشكل صحيح، مما سمح لدايزن مايدا بتقليص الفارق عبر تسديدة قوية سكنت شباك الحارس مانويل نوير.
لكن هذا الخطأ لم يُفسد أداء كين، حيث ظل العنصر الأبرز في هجوم بايرن ميونخ، وقاد الفريق للخروج بالنقاط الثلاث، مما سهّل من مهمته في مباراة الإياب التي ستقام في ملعب أليانز أرينا.

كين.. كابوس شمايكل الأب والابن
إذا كان هناك لاعب يتمنى كاسبر شمايكل عدم مواجهته، فبلا شك سيكون هاري كين. الأرقام تثبت أن النجم الإنجليزي يمتلك سجلًا مذهلًا أمام الحارس الدنماركي، حيث سجل في مرماه 19 هدفًا خلال مواجهاتهما، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.
يبدو أن هذه الإحصائية تُعيد للأذهان مواجهات كين السابقة مع بيتر شمايكل، والد كاسبر، عندما كان حارس مانشستر يونايتد، حيث تمكن المهاجم الإنجليزي من هز شباكه أيضًا. ومع استمرار هذه السلسلة، أصبح من الواضح أن شمايكل الابن ورث لعنة والده أمام كين، الذي لا يتردد في استغلال أي فرصة لزيادة سجله التهديفي في مرماه.
الصراع مع محمد صلاح يزداد اشتعالًا
لطالما كان هاري كين أحد الأسماء الأبرز في صراع الأرقام القياسية، ولكن هذا الموسم شهد منافسة شرسة بينه وبين النجم المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، خاصة على صعيد المساهمات التهديفية.
قبل مواجهة بايرن ميونخ وسيلتك، كان صلاح قد سجل هدفًا في شباك إيفرتون خلال ديربي الميرسيسايد، ليصل إلى 259 مساهمة تهديفية مع الريدز في الدوري الإنجليزي الممتاز. هذا الرقم كان مساوياً لما حققه كين مع توتنهام قبل رحيله إلى ألمانيا، ما جعله حافزًا إضافيًا للنجم الإنجليزي للرد السريع.
لم ينتظر كين طويلًا، إذ رد على إنجاز صلاح بتسجيل هدفه ضد سيلتك، ليصل إلى مساهمته التهديفية رقم 39 هذا الموسم، بواقع 29 هدفًا و10 تمريرات حاسمة، مما يبقيه منافسًا قويًا للنجم المصري.
ورغم ذلك، فإن صلاح لا يزال متصدرًا للمساهمات التهديفية في أوروبا هذا الموسم بـ46 مساهمة (27 هدفًا + 19 تمريرة حاسمة) خلال 35 مباراة، ولكن الفارق ليس كبيرًا، خاصة أن كين لعب ست مباريات أقل ويملك فرصة كبيرة لمواصلة مطاردته خلال الجولات المقبلة.

كين يواصل تحطيم الأرقام مع البايرن
منذ وصوله إلى بايرن ميونخ، حافظ كين على مسيرة مذهلة من الأرقام القياسية، حيث وصل إلى المساهمة التهديفية رقم 94 مع الفريق في 74 مباراة فقط، وهو رقم يعكس مدى التأثير الكبير الذي أحدثه في هجوم العملاق البافاري.
وإلى جانب ذلك، يقترب النجم الإنجليزي من المنافسة على لقب هداف دوري الأبطال، حيث بات على بعد ثلاثة أهداف فقط من سيرهو جيراسي، مهاجم بوروسيا دورتموند، متصدر ترتيب الهدافين حتى الآن.
ماذا بعد؟
بعد الفوز على سيلتك، يضع بايرن ميونخ قدمًا في ثمن نهائي دوري الأبطال، ولكن المواجهة لم تُحسم بعد، حيث سيكون أمام الفريق الاسكتلندي فرصة للرد في مباراة الإياب بأليانز أرينا. بالنسبة لكين، فإن الهدف القادم هو الاستمرار في تقديم العروض القوية، ليس فقط لمساعدة بايرن ميونخ على التتويج بالبطولات، ولكن أيضًا لتعزيز فرصه في الفوز بجائزة الحذاء الذهبي ومواصلة التنافس مع نجوم أوروبا، وعلى رأسهم محمد صلاح.
مع استمرار المنافسة على جميع الجبهات، يبدو أن هاري كين يعيش واحدة من أفضل فتراته الكروية، وإذا استمر على هذا المستوى، فقد يكون الموسم الأول له في ألمانيا بداية لحقبة مليئة بالألقاب والإنجازات التي طالما بحث عنها.