تسببت خسارة المنتخب السعودي أمام نظيره العماني في نصف نهائي كأس الخليج العربي “خليجي 26” في أجواء مشحونة للغاية، حيث تعرض لاعبو “الأخضر” والجهاز الفني لصافرات استهجان قوية من الجماهير الحاضرة أثناء مغادرتهم ملعب “جابر المبارك” في الكويت. هذا المشهد يعكس حالة الغضب الكبيرة التي اجتاحت الجمهور بعد خروج المنتخب بشكل غير متوقع من البطولة.
وداع غير متوقع: الهزيمة التي قلبت الموازين
ودعت السعودية بطولة خليجي 26، التي تستضيفها دولة الكويت في الفترة من 21 ديسمبر 2024 إلى 4 يناير 2025، بعد الخسارة (2-1) أمام المنتخب العماني في مباراة نصف النهائي. ورغم الآمال الكبيرة التي علقتها الجماهير السعودية على منتخبها، إلا أن الأداء المخيب تسبب في موجة من الانتقادات الحادة، خاصة بعد أن كان الفريق مرشحًا قويًا للتتويج باللقب.
هجوم الجماهير وصافرات الاستهجان
صحيفة “الرياضية” نشرت عبر حسابها على منصة “إكس” مقطع فيديو يظهر لحظات مغادرة لاعبي المنتخب السعودي والجهاز الفني للملعب بعد الخسارة. المقطع كشف عن استقبال اللاعبين والجهاز الفني بصافرات استهجان شديدة من الجماهير الغاضبة. بدا المشهد متوترًا للغاية، حيث عبرت الجماهير عن استيائها من الأداء الضعيف الذي أدى إلى الإقصاء من البطولة.
هتافات باسم يونس محمود.. استفزاز سعودي؟
في خضم هذه الأجواء المشحونة، انتشر مقطع فيديو آخر يظهر جماهير عراقية تهتف باسم يونس محمود، نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، أثناء مرور علي البليهي، مدافع المنتخب السعودي، أمامهم. هذه الهتافات جاءت في سياق توتر سابق بين البليهي ويونس محمود، بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الأول عقب الفوز السعودي على العراق (3-1) في دور المجموعات.
البليهي كان قد انتقد محمود علنًا بسبب “ضحكته الشهيرة”، التي اعتبرتها الجماهير السعودية إهانة للمنتخب الوطني وتاريخه الكروي. الضحكة جاءت في بداية البطولة، عندما سُئل يونس عن توقعاته بفوز السعودية باللقب، وهو ما أثار غضب الجمهور السعودي وأشعل حربًا كلامية بين الطرفين.
خسارة مؤلمة وأصداء مستمرة
الهزيمة أمام عمان لم تكن مجرد خروج من البطولة، بل ألقت بظلالها على العلاقة بين الجماهير السعودية ومنتخبها. تزامن ذلك مع تصاعد التوترات بسبب تصريحات اللاعبين وبعض الأحداث الجانبية، مثل أزمة البليهي مع يونس محمود، التي استغلتها الجماهير العراقية لاستفزاز السعوديين.
على الجانب الآخر، يُثني كثيرون على أداء المنتخب العماني الذي أظهر روحًا قتالية عالية، وتأهل إلى النهائي عن جدارة. ومن المقرر أن يلتقي منتخب عمان نظيره البحريني في المباراة النهائية، في مواجهة حاسمة ستحدد بطل خليجي 26.
الخلاصة: دروس قاسية ومستقبل غامض
المنتخب السعودي سيعود من الكويت بمزيد من التساؤلات حول مستقبله، خاصة مع الأجواء المشحونة التي صاحبت وداعه للبطولة. هذه التجربة ستكون درسًا قاسيًا للجهاز الفني واللاعبين، حيث سيتعين عليهم استعادة ثقة الجماهير والعمل على تحسين الأداء في المنافسات المقبلة. في المقابل، تستمر جماهير الكرة في المنطقة بمتابعة أحداث البطولة المثيرة، حيث يُنتظر أن يكون النهائي بين عمان والبحرين مسك الختام لخليجي 26.