شهدت مباراة مانشستر سيتي وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا 2024-2025 العديد من الأحداث المثيرة، وكان جاك جريليش محور الحديث بعدما منحه بيب جوارديولا الثقة الكاملة في التشكيلة الأساسية، رغم الانتقادات التي طالته مؤخرًا. لكن الأمور لم تسر كما كان يأمل المدرب الإسباني، حيث تعرض جريليش لضربة موجعة خلال اللقاء، ما زاد من تعقيد وضع مانشستر سيتي في الموسم الحالي.
جوارديولا يثير الجدل بقرار غير متوقع أمام ريال مدريد
دخل مانشستر سيتي مواجهته المرتقبة ضد ريال مدريد وهو يعلم أن الفوز سيكون مفتاح العبور إلى دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، لكن المفاجأة جاءت من بيب جوارديولا الذي قرر الدفع بجاك جريليش في التشكيلة الأساسية، متجاهلًا أسماء بارزة مثل فيل فودين وعمر مرموش.
جريليش لم يكن في أفضل حالاته هذا الموسم، حيث سجل هدفين فقط وصنع خمسة في 23 مباراة بجميع المسابقات، وهو معدل ضعيف مقارنة بالنجوم الآخرين في الفريق. ومع ذلك، اختار جوارديولا منحه الفرصة، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات بين الجماهير والخبراء.
لماذا قرر جوارديولا الاعتماد على جريليش؟

قبل انطلاق المباراة، خرج بيب جوارديولا في تصريحات لشبكة “أمازون برايم”، أوضح خلالها أسباب الدفع بجريليش أساسيًا، حيث قال:
“بعض اللاعبين لديهم القدرة على التألق في مباريات معينة، وجريليش من بينهم. شاهدته خلال التدريبات وأدركت أنه قادر على تقديم الإضافة ضد ريال مدريد.”
تصريحات المدرب الإسباني تعكس ثقته الكبيرة في قدرات جريليش، لكن هذه الثقة وضعت اللاعب تحت ضغط هائل أمام فريق بحجم ريال مدريد، في مباراة مصيرية بكل المقاييس.
ضربة قاسية لجريليش أمام ريال مدريد
مع انطلاق المباراة، لم يقدم جريليش الأداء المتوقع منه، حيث ظهر بعيدًا عن مستواه ولم يشكل أي خطورة على دفاع ريال مدريد. وبعد مرور 30 دقيقة فقط، جاءت الصدمة الكبرى، عندما تعرض اللاعب لإصابة مفاجئة أجبرته على مغادرة الملعب، رغم محاولات الجهاز الطبي علاجه على الفور.
لم يكن أمام جوارديولا خيار سوى إجراء تبديل اضطراري، حيث دفع بفيل فودين بدلًا من جريليش، ليغير بذلك شكل الفريق داخل الملعب. هذا الموقف زاد من الضغوط على المدرب الإسباني، خاصة أن قراره الأساسي بإشراك جريليش لم يأتِ بالنتائج المرجوة.
كيف أثرت هذه الإصابة على مانشستر سيتي؟
الإصابة التي تعرض لها جريليش لم تكن مجرد نكسة فردية، بل كانت ضربة قوية لخطط مانشستر سيتي في المباراة. فالفريق كان بحاجة إلى لاعب قادر على خلق الفرص ومواجهة ضغط ريال مدريد، لكن خروج جريليش اضطر جوارديولا لإعادة ترتيب أوراقه مبكرًا.
عانى السيتي بالفعل في بناء الهجمات بسلاسة، خصوصًا مع قوة دفاع ريال مدريد بقيادة أنطونيو روديغر وإيدر ميليتاو. ومع تقدم المباراة، بدا واضحًا أن جوارديولا لم يكن يمتلك الخطة البديلة المثالية لتعويض غياب جريليش المفاجئ.
أزمة مانشستر سيتي تتفاقم هذا الموسم

بعيدًا عن هذه المواجهة، يعاني مانشستر سيتي من موسم غير مستقر، حيث يحتل المركز الخامس في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما كان المرشح الأبرز للحفاظ على لقبه. كما ودع الفريق كأس الرابطة مبكرًا، ما يجعل دوري أبطال أوروبا أمله الأكبر لإنقاذ موسمه.
الأمر لا يقتصر فقط على المسابقات المحلية، بل حتى على المستوى القاري لم يكن الوضع أفضل. احتل السيتي المركز الـ22 في مرحلة الدوري من دوري أبطال أوروبا، وهو ما أجبره على خوض هذا الملحق الصعب أمام ريال مدريد، في مباراة تحمل طابعًا خاصًا لكلا الفريقين.
هل كانت خيارات جوارديولا خاطئة؟
بعد نهاية اللقاء، بدأت التحليلات تتجه نحو قرارات جوارديولا ومدى تأثيرها على نتيجة المباراة. فاختياره لجريليش رغم أدائه المتراجع كان نقطة انتقاد رئيسية، خاصة أن البدائل كانت متاحة مثل فيل فودين الذي تألق بعد دخوله.
الجماهير والخبراء طرحوا تساؤلات حول مدى جدوى إصرار المدرب الإسباني على بعض اللاعبين، بينما يمتلك خيارات أكثر جاهزية. ورغم أن جوارديولا دافع عن قراراته، إلا أن النتيجة على أرض الواقع لم تكن في صالحه، ما يزيد من الضغط عليه في المرحلة المقبلة.
ماذا بعد لمانشستر سيتي؟
إصابة جريليش تضيف مزيدًا من القلق داخل مانشستر سيتي، حيث لم يتم تحديد مدى خطورتها بعد. إذا كانت إصابة طويلة الأمد، فسيكون الفريق بحاجة إلى حلول سريعة لتعويض غيابه، خاصة في ظل جدول المباريات المزدحم.
وفي ظل المنافسة الشرسة على المراكز الأولى في الدوري الإنجليزي، بالإضافة إلى استمرار التحديات في دوري أبطال أوروبا، سيكون جوارديولا مطالبًا بإيجاد التوازن الصحيح في فريقه، وإعادة التفكير في قراراته التكتيكية حتى لا يتكرر سيناريو ريال مدريد مرة أخرى.