
لم يخفِ المدرب الإسباني بيب غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، مشاعره بعد السقوط أمام ريال مدريد في مواجهة مثيرة ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، حيث أقر بأنه يشعر بخيبة أمل كبيرة بعد أن فرط فريقه في تقدمه على أرضية ملعب الاتحاد، لينتهي اللقاء لصالح الملكي بنتيجة 3-2. ورغم الحزن الواضح على ملامحه، إلا أن غوارديولا بدا هادئًا ومتزنًا وهو يتحدث عن الخسارة، مشيرًا إلى أن الفريق لم يكن سيئًا، لكنه فقد السيطرة في لحظات حاسمة، وهو أمر تكرر هذا الموسم.
هفوات دفاعية كلفت الفريق كثيرًا
بدأت المباراة بإيقاع قوي من الجانبين، ونجح مانشستر سيتي في التقدم بنتيجة 2-1، قبل أن تنقلب الأمور في الدقائق الأخيرة لصالح ريال مدريد. هذه النتيجة وضعت السيتيزنز في موقف صعب قبل مباراة الإياب في ملعب سانتياغو برنابيو، حيث أصبحوا بحاجة إلى تسجيل هدفين على الأقل للتأهل، أو تحقيق فوز بفارق هدف ثم اللجوء إلى الوقت الإضافي.
وتحدث غوارديولا عن تكرار سيناريو فقدان السيطرة على المباراة بعد التقدم في النتيجة، مشيرًا إلى أن الأمر أصبح ظاهرة مقلقة داخل الفريق، حيث قال: “لقد حدث ذلك في مباريات عديدة هذا الموسم، أمام فينورد، وسبورتنغ لشبونة، وبرينتفورد في الدوري الإنجليزي، وحتى أمام مانشستر يونايتد. نحن نقدم أداءً رائعًا في البداية، لكننا نفقد السيطرة في النهاية. للأسف، هذا السيناريو تكرر مرات عديدة.”

اعتراف جريء: “لست جيدًا بما يكفي”
في تصريح لافت، أبدى غوارديولا نوعًا من النقد الذاتي تجاه قدرته على إدارة المباريات الحاسمة، قائلاً: “قلت منذ أشهر، أنا لست جيدًا بما يكفي لتقديم المطلوب في هذه اللحظات، مثل إدارة هذه النوعية من المواقف. نحن نقوم بالكثير من الأشياء الجيدة، لكن في لحظات معينة لا نستطيع إغلاق المباراة بالطريقة الصحيحة.”
ورغم هذه الكلمات القاسية على نفسه، فإن المدرب الإسباني رفض تحميل لاعبيه المسؤولية الكاملة عن الخسارة، مبررًا ذلك بقوة المنافس الذي واجهوه، فقال: “لا يمكنني أن أغضب من فريقي. نعرف من هو ريال مدريد، وندرك مدى قوتهم وخبرتهم في دوري الأبطال. لكن عندما تكون قريبًا جدًا من تحقيق الفوز، ثم يضيع منك، فإن ذلك يصبح من الصعب تقبله.”
استراتيجية العودة في مدريد
أما عن مباراة الإياب المنتظرة في العاصمة الإسبانية، فقد كان غوارديولا واضحًا بشأن ما يجب فعله: “ليس أمامنا سوى طريقة واحدة للعبور.. علينا أن نسجل أهدافًا في سانتياغو برنابيو. لا توجد حلول سحرية، علينا أن نهاجم ونكون أكثر شراسة أمام المرمى.”
يعلم المدرب الإسباني أن ريال مدريد سيكون خصمًا أكثر شراسة على ملعبه، خاصة بعد أن تمكن من قلب الطاولة ذهابًا، لكن السيتي ليس بالفريق الذي يستسلم بسهولة، وسيحاول تكرار إنجازات السنوات الماضية في البطولة القارية.
ضغط الجماهير وإرث دوري الأبطال
من المعروف أن ملعب سانتياغو برنابيو يُمثل أحد أصعب الملاعب لأي فريق زائر، حيث يعيش ريال مدريد لحظاته التاريخية في دوري الأبطال، وهو ما يجعل مهمة مانشستر سيتي أكثر تعقيدًا. فقد شهد هذا الملعب العديد من اللحظات الدراماتيكية في البطولة، كان آخرها في النسخة الماضية عندما أقصى الفريق الإسباني مانشستر سيتي نفسه بطريقة مشابهة، بعد أن كان متأخرًا في النتيجة.
لكن في المقابل، يملك غوارديولا مجموعة من اللاعبين القادرين على قلب المعادلة، مثل إرلينغ هالاند، الذي لم يكن في أفضل حالاته خلال لقاء الذهاب، وكيفن دي بروين الذي يعرف جيدًا كيف يتحكم في إيقاع المباراة في المواجهات الكبرى.

هل يتكرر سيناريو 2022؟
الجماهير لا تزال تتذكر كيف انتهت المواجهة بين الفريقين في نصف نهائي دوري الأبطال عام 2022، عندما كان مانشستر سيتي متقدمًا حتى اللحظات الأخيرة، قبل أن ينجح ريال مدريد في تسجيل هدفين قاتلين عبر رودريغو، ثم حسم اللقاء في الأشواط الإضافية. واليوم، يواجه السيتي خطر تكرار نفس السيناريو إن لم يكن مستعدًا بشكل أفضل للقاء العودة.
تحدٍ جديد لغوارديولا
إذا أراد غوارديولا إثبات قدرته على إدارة هذه النوعية من المواجهات، فإن مباراة الإياب في مدريد ستكون الاختبار الحقيقي. لقد نجح في قيادة السيتي إلى اللقب الأوروبي العام الماضي، لكنه يعرف جيدًا أن مواجهة ريال مدريد دائمًا ما تكون مختلفة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بدوري الأبطال.
سيكون التحدي الأكبر هو تحسين أداء الفريق في الشوط الثاني من المباراة، حيث يعاني السيتيزنز من التراجع بعد التقدم، وهي مشكلة تكررت هذا الموسم. هل سيتمكن غوارديولا من إيجاد الحلول اللازمة هذه المرة؟ أم أن ريال مدريد سيواصل تفوقه في الأوقات الحاسمة؟
الأيام المقبلة ستكشف الكثير عن قدرة مانشستر سيتي على تجاوز هذا التحدي، لكن الأمر المؤكد أن قمة الإياب في مدريد ستكون مواجهة نارية بكل المقاييس.