فهم الإحباط وليس تقبّله
في المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الإثنين، قال فليك: “أتفهم تماماً خيبة أمل فاتي وفورت لعدم مشاركتهما بانتظام، فهذا وضع صعب لأي لاعب. مع ذلك، لا يمكنني فهم ردود أفعالهما التي تظهر عبر التصريحات أو الوسائط الاجتماعية بعد الفوز”. وأضاف: “المهم بالنسبة إليّ أن أرى الحماس والتركيز والالتزام داخل أرضية الملعب حين تُتاح لهما الفرصة، وليس بعد أن نحقق نتيجة إيجابية كمجرد كلام”.
تجربة اللاعبين وإعادة الصعود
يُعزو محللون فنيون سبب انفعال فاتي وفورت إلى عدة عوامل:
- الطموح الشخصي المُتزايد: فاتي، صاحب عقد طويل الأمد حتى 2027، يرى نفسه من ركائز المستقبل، في حين يطالب الجميع بمنحه مساحة أكبر.
- تسارع ظهور الجيل الجديد: فورت، الذي تألق في منتخبات شباب إسبانيا، يرفض الانتظار أكثر من اللازم للمشاركة بانتظام في الليغا.
- ضغط جماهير وتوقعات إعلامية: أيقونات “لا ماسيا” دائماً تحت المجهر، فما أن يفقدان دقائق، تسمع الأصوات محذرة من ضياع موهبتهما.
سياسة التدوير وحالة المنافسة

يتبع فليك سياسة لتدوير العناصر من أجل تجنب الإرهاق بعد ضغط المباريات بين الدوري ودوري أبطال أوروبا وكأس الملك. ومع بقاء 5 جولات على نهاية المسابقة، اعتمد المدرب الألماني في بعض اللقاءات على ثلاثي وسط ميدان خبرة (دي يونغ – بوسكيتس – كيسي) لتثبيت التوازن، مما ضيق من فرص الشبان.
تجارب سابقة وحكمة فليك
ليس هذا أول مرة ينتقد فيها فليك لاعبين شابين، إذ سبق له أن انتقد روميرو وفرينكي دي يونغ عندما لم يحافظا على مستوى التنسيق بين الدفاع والهجوم. غير أن الفارق هذه المرة يكمن في صلابة شخصيات فاتي وفورت وحساسية المرحلة التي يمرّ بها برشلونة حيث لا مجال لارتكاب الأخطاء.
وفي السياق ذاته، يستدعي المدرب الألماني في تصريحاته السابقة تجربة لاعبين مثل تشافي وهيرنانديز اللذين احتاجا وقتاً للتأقلم قبل أن يصبحا نجوم الفريق الأول. وقال فليك: “سيرة برشلونة تبقى مليئة بالشباب الذين صبروا ولاحقتهم الفرص، فلماذا لا نتذكر دروس التاريخ؟”.
المواجهة القادمة وموعد البرهنة

يُنتظر أن يعطي فليك لفاتي وفورت فرصة المشاركة في جزئية من مواجهة مايوركا الثلاثاء، ضمن الجولة 33، بعد أن استعاد الفريق إيقاعه بالفوز على ليفانتي 3-1 في مباراة الإياب قبل أسبوع. ويأمل أن يحافظ على سلسلة انتصاراته في الليغا لتثبيت المركز الثاني ومواصلة الضغط على ريال مدريد المتصدر.
إذا شارك الثنائي بفعالية، فقد يوقفان حالة الانتقادات ويكسبان مزيداً من الثقة قبل استحقاق ربع نهائي كأس الملك ودوري أبطال أوروبا. وإلى حينها، يبقى ميزان فليك دقيقاً: النقد موجود لكنه دائماً ممهور بفرص الإصلاح داخل المستطيل الأخضر.
خلاصة وتوقعات الجماهير
تتباين ردود أفعال أنصار النادي بين مؤيد لفليك واتباع خطته المدروسة للحفاظ على معدل اللياقة والتركيز، وبين مطالب بمنح النجوم الصاعدة فسحة أكبر. ومهما كان منحى النقاش، فإن المواجهتين القادمتين – أمام مايوركا وإشبيلية – ستحدد مصير الجميع، خصوصاً إذا استغلها فاتي وفورت للرد على الشكوك وإظهار مدى جاهزيتهما لدعم زملائهما في رحلة برشلونة نحو المطاردة على اللقب الأوروبي والمحلي.