المواجهة المرتقبة
يستعد المدرب الألماني هانز فليك، المدير الفني لنادي برشلونة، لخوض واحدة من أهم مبارياته هذا الموسم، عندما يصطدم بغريمه التقليدي ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا مساء السبت، على أرضية ملعب لا كارتوخا بمدينة إشبيلية.
التحدي التاريخي
المواجهة تحمل أهمية مضاعفة لفليك، الذي لا يسعى فقط لإضافة لقب جديد إلى خزائنه، بل يطمح أيضًا لمعادلة إنجاز تاريخي تحقق قبل أكثر من عقد تحت قيادة المدرب الأسطوري بيب جوارديولا.
إنجازات فليك
فليك، الذي يقضي موسمه الأول مع برشلونة، يعيش لحظة فارقة في مسيرته مع النادي الكتالوني، خاصة أنه سيخوض ثالث كلاسيكو له هذا الموسم ضد ريال مدريد. الألماني كان قد نجح بالفعل في الفوز بأول مواجهتين أمام الميرينغي، ما يجعله على بعد خطوة واحدة من معادلة الرقم الفريد الذي سجله جوارديولا، عندما قاد برشلونة للفوز في أول ثلاث مواجهات كلاسيكو له كمدير فني في الفترة بين 2008 و2010.
الانتصارات السابقة
وكان فليك قد دشن انتصاراته أمام ريال مدريد بفوز تاريخي برباعية نظيفة خلال لقاء الذهاب من الدوري الإسباني هذا الموسم، على ملعب سانتياجو برنابيو، وهو انتصار أعاد للأذهان ذكريات هيمنة البلوغرانا في حقبة ذهبية سابقة. لم يتوقف التألق عند هذا الحد، بل قاد فليك فريقه لاحقًا للانتصار مجددًا على الريال، هذه المرة في نهائي كأس السوبر الإسباني الذي أُقيم في المملكة العربية السعودية، ليظفر بأول ألقابه مع النادي الكتالوني.
الطموحات المستقبلية

نهائي كأس الملك المقبل لا يُمثل فقط فرصة لإضافة لقب جديد إلى خزائن فليك، بل يعتبر محطة مهمة في سباقه لمطاردة أرقام جوارديولا القياسية، إذ بإمكانه معادلة الرقم بالفوز في ثالث كلاسيكو على التوالي، ومن ثم التفوق لاحقًا إذا نجح في تحقيق الفوز أيضاً في لقاء الإياب بالدوري الإسباني، المقرر في شهر مايو المقبل على ملعب مونتجويك.
أسلوب فليك
ويعي فليك جيدًا أهمية هذا الكلاسيكو، ليس فقط بالنسبة له شخصيًا ولكن كذلك للجماهير التي تنتظر بفارغ الصبر رفع كأس ملك إسبانيا، بعد أن غاب اللقب عن خزائن النادي في السنوات الأخيرة. المدرب الألماني يعتمد على قوة الفريق الجماعية، وعلى حنكة لاعبيه في مثل هذه المواجهات الحاسمة، وعلى رأسهم النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي والجناح البرازيلي رافينيا دياز.
تحديات المواجهة
مهمة فليك أمام ريال مدريد لن تكون سهلة، فالفريق الملكي تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي يعيش حالة من الاستقرار والصلابة الدفاعية، بالإضافة إلى تواجد أسماء قوية هجومية مثل فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، مما يجعل من الكلاسيكو معركة تكتيكية من العيار الثقيل بين مدرستين كرويتين مختلفتين.
المقارنة مع جوارديولا
من جانب آخر، ترى وسائل الإعلام الإسبانية أن فليك يمثل نفس الروح التي بثها جوارديولا خلال بداياته مع الفريق الأول لبرشلونة، حيث اعتمد كلاهما على فلسفة الضغط العالي، والاستحواذ، والمرونة التكتيكية في قراءة المباريات، وهو ما ساعد فليك على تحقيق بداية مميزة مع البلوغرانا حتى الآن.
ثقة الإدارة

ووفقًا للتقارير الصحفية، فإن إدارة برشلونة تضع كامل ثقتها في فليك لقيادة مرحلة البناء الجديدة للنادي، خاصة بعد سنوات من التخبط الفني والإداري. وتُعتبر الألقاب إحدى أهم معايير النجاح داخل أروقة النادي الكتالوني، وهو ما يدركه المدرب الألماني تماماً.
الرهانات الكبيرة
نجاح فليك في التفوق على ريال مدريد مرة ثالثة سيعني الكثير لمسيرته الشخصية، وسيضعه في مصاف المدربين العظماء الذين تركوا بصمة استثنائية في مواجهات الكلاسيكو، التي تعتبر أكثر من مجرد مباراة في تاريخ الناديين. كما أن التتويج بلقب كأس ملك إسبانيا سيمثل دفعة معنوية هائلة قبل خوض الأمتار الأخيرة من موسم شاق وطويل.
اللحظة الحاسمة
كل الأنظار ستكون متجهة مساء السبت إلى ملعب لا كارتوخا، حيث يصطف التاريخ إلى جانب طموحات فليك. فهل سينجح المدرب الألماني في تحقيق الإنجاز ومعادلة أسطورة جوارديولا، أم أن ريال مدريد سيقف عقبة في طريق حلمه الكبير؟ الإجابة ستُكتب مع صافرة نهاية واحدة من أكثر مباريات الكلاسيكو إثارة في السنوات الأخيرة.