في أجواء مشحونة بالتوتر والانفعالات قبل مباراة الاتحاد والأخدود ضمن منافسات دوري روشن السعودي، برزت تصريحات مثيرة للنقاش حول نظام تنظيم دخول الجماهير إلى المدرجات. فقد تداول الإعلامي محمد الشيخ على برنامج “أكشن مع وليد” أن إدارة نادي الاتحاد اضطرت لتخفيض سعر تذاكر المباراة إلى ريالين فقط، مدعيًا أن ذلك جاء نتيجة لعدم اكتمال ملء المدرجات وتأخر وصول المشجعين، وهو ما وصفه بأنه وضع “محرج”. لم تخل هذه التصريحات من الانتقادات؛ إذ جاء رد الناقد الرياضي عدنان جستنيه على حسابه بمنصة (إكس) لينفي هذه المزاعم بشكل قاطع، واصفًا المعلومات بأنها “عارية من الصحة” بكل تفاصيلها.
تصريحات محمد الشيخ
على شاشات برنامج “أكشن مع وليد” نقل الإعلامي محمد الشيخ معلومات تشير إلى أن عدد الجماهير الحاضرة في مدرجات مباراة الاتحاد والأخدود بلغ 45 ألف مشجع، لكن الوضع لم يكن مثاليًا. إذ أفاد الشيخ أن عدم اكتمال المدرجات وتأخر وصول الجماهير دفع الإدارة إلى تخفيض سعر التذاكر إلى ريالين، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لتعويض انخفاض الإقبال. وقد وصف الشيخ هذا الإجراء بأنه “محرج” من ناحية إدارية، معتبرًا أن مثل هذه الظروف لا تليق بنادي يمتلك تاريخًا عريقًا في استقطاب المشجعين.
ردود فعل عدنان جستنيه
على الجانب المقابل، جاء رد الناقد الرياضي عدنان جستنيه ليضع حداً للتصريحات التي نقلها الشيخ. فقد استخدم جستنيه حسابه على منصة (إكس) ليفند ما قاله الشيخ، مؤكدًا أن المعلومات التي تحدث عنها ليست سوى شائعة عارية من الصحة. وفي تغريدة حادة، أشار جستنيه إلى أن ما أوردته تصريحات الشيخ من تقليل سعر التذاكر إلى ريالين هو ادعاء لا أساس له، وأنه كان من الأفضل للزميل تحري الدقة قبل طرح مثل هذه الآراء التي تنم عن انفعال واضح.
التنظيم المسبق وتأثير الازدحام المروري
وفقًا لتحليل عدنان جستنيه، يعود سبب تأخر وصول جماهير الاتحاد في مباراة الأخدود إلى سوء التنظيم الذي يحدث قبل دخول الجمهور إلى الملعب. فقد لاحظ جستنيه أثناء حضوره للمباراة أن البوابات الرئيسية شهدت ازدحامًا مروريًا شديدًا، حيث تقف أعداد كبيرة من السيارات عند المداخل، مما يعطل عملية دخول الجماهير بشكل سلس ومنتظم. هذا الازدحام نتج عنه تأخر وصول بعض المشجعين إلى أماكن جلوسهم، بحيث وصل البعض بعد انطلاق المباراة بالفعل.
تأثير التنظيم على الأداء الجماعي
لا يقتصر تأثير هذه المشكلات على جانب التنظيم فقط، بل يمتد ليشمل الأداء الجماعي للفريق وتأثيره على معنويات اللاعبين. إذ أن أجواء الملاعب التي تتسم بالتأخير والازدحام قد تؤثر سلبًا على حماس المشجعين، وبالتالي تقلل من الحافز الذي يدفع اللاعبين لبذل أفضل ما لديهم على أرض الملعب. في مثل هذه الحالات، يصبح من الضروري إعادة النظر في أساليب تنظيم دخول الجماهير، حيث يُعد تحسين التجربة الجماهيرية أحد العوامل الرئيسية لخلق بيئة مشجعة تدعم الفريق خلال المباريات.
دور الجهات الحكومية والتنظيمية

من الواضح أن مسألة تنظيم دخول الجماهير لا تقع فقط على عاتق إدارة النادي، بل تتطلب تعاونًا مشتركًا مع الجهات الحكومية المختصة. إذ يمكن لوزارة الرياضة والجهات المسؤولة عن تنظيم حركة المرور أن تلعب دورًا محوريًا في إعادة صياغة الإجراءات المتبعة في الملاعب. على سبيل المثال، يمكن العمل على تحديد مواعيد محددة لفتح البوابات وفقًا لعدد الجماهير المتوقع، وتخصيص مداخل خاصة لتفادي الازدحام، كما يُمكن استخدام التطبيقات الذكية لتنظيم حركة الحضور والتوجيه الفوري للمشجعين.
مباراة الاتحاد والأخدود: الأرقام والنتائج
على أرض الملعب، انتهت مباراة الاتحاد والأخدود بنتيجة تعادل سلبي 1-1، وذلك على ملعب الإنماء بمدينة جدة ضمن الجولة الثالثة والعشرين من دوري روشن السعودي. وعلى الرغم من النتيجة المتعادلة، يحتفظ الاتحاد بمكانته المتصدرة في جدول ترتيب الدوري برصيد 57 نقطة من 23 مباراة، متقدمًا بفارق ست نقاط عن منافسه الهلال الذي يحتل المركز الثاني. في المقابل، يستعد الفريق الجداوي لمواجهة القادسية في الجولة المقبلة، فيما يستمر النقاش حول أداء النادي في ظل التحديات التنظيمية التي تشهدها المباريات.
وجهات نظر مختلفة من الوسط الرياضي
تباينت الآراء بين الإعلاميين والمحللين الرياضيين حول هذه القضية، فبينما اعتبر بعضهم أن تصريحات محمد الشيخ تعكس حالة من الانفعال والغضب نتيجة الإحباط الناجم عن سوء التنظيم، رأى آخرون أن ما حدث يعد مؤشرًا على الحاجة الملحة لتحديث أنظمة إدارة الملاعب في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة. كما أشار العديد من الخبراء إلى أن مثل هذه القضايا لا ينبغي أن تُستخدم كذريعة لإلقاء اللوم الكامل على إدارة النادي، بل يجب النظر إليها كفرصة لإجراء تحسينات جذرية في طريقة التعامل مع الجماهير وتنظيم الحشود.
التطلعات المستقبلية وتوصيات لتحسين تنظيم الحضور
في ضوء ما تم عرضه من حقائق وآراء، يتضح أن قضية تنظيم دخول الجماهير إلى الملاعب تحتاج إلى حلول شاملة وطويلة الأمد. فمن بين التوصيات التي يمكن أن تُطرح في هذا السياق: • تحديث أنظمة الدخول: استخدام التقنيات الحديثة مثل التذاكر الإلكترونية ونظم إدارة الحشود الذكية لتسهيل حركة المشجعين وتقليل الازدحام عند المداخل. • تنسيق مشترك مع الجهات الحكومية: إنشاء لجان مشتركة بين إدارة الأندية ووزارة الرياضة والجهات المختصة بحركة المرور لوضع خطط تنظيمية فعّالة قبل بدء المباريات. • تحديد مواعيد دقيقة لفتح البوابات: تنظيم أوقات دخول الجماهير بما يتناسب مع حجم الجمهور المتوقع، وتخصيص مداخل خاصة في حال كثرة الأعداد. • تعزيز التواصل مع المشجعين: توفير قنوات تواصل مباشرة مع الجماهير لنقل التعليمات والتحديثات المتعلقة بتنظيم الدخول، مما يساعد على تنظيم الحركة وتقليل الفوضى. • تدريب فرق الأمن والإدارة: التأكد من تأهيل الفرق المسؤولة عن تنظيم دخول الجماهير بشكل دوري، لتكون على دراية بكافة التحديات والاستجابة لها بسرعة وفعالية.
أثر هذه التجربة على مستقبل دوري روشن

إن التجربة التي مرّ بها نادي الاتحاد في مواجهة الأخدود ليست حالة منعزلة، بل هي جزء من تحديات تواجه أندية الدوري السعودي في ظل سعيها لتطوير كافة الجوانب الإدارية والتنظيمية. فتجارب مثل هذه تُبرز الحاجة إلى إعادة النظر في أساليب التنظيم وتطويرها بما يتماشى مع المعايير العالمية، وهو ما قد يُحدث تحولًا نوعيًا في طريقة إدارة المباريات في المستقبل.
خاتمة مؤقتة دون إعلان النهاية
ما يبدو واضحًا من هذه الوقائع أن مسألة تنظيم دخول الجماهير إلى الملاعب تحتاج إلى اهتمام بالغ من كافة الأطراف المعنية؛ إذ أن تحسينها ليس مجرد خطوة إدارية بسيطة، بل هو عامل أساسي يؤثر على النتائج الرياضية وعلى روح الفريق. وبينما تواصل الأندية تطوير بنيتها التنظيمية والخدمات المقدمة للمشجعين، يبقى من الضروري الاستفادة من التجارب السابقة والعمل على وضع خطط مستقبلية تضمن تقديم أفضل تجربة للجمهور، مما يعكس التزام الإدارة بتلبية توقعات عشاق كرة القدم في كل مباراة.