
يحتفل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب نادي النصر السعودي، بعيد ميلاده الأربعين، وسط استمرار تألقه في الملاعب رغم تقدمه في السن. يعد رونالدو أحد أكثر اللاعبين تحقيقًا للإنجازات الفردية والجماعية في تاريخ كرة القدم، حيث يستمر في تحطيم الأرقام القياسية وإثبات قدرته على المنافسة في أعلى المستويات.
رونالدو يختتم عامه الـ39 بأسلوبه المعتاد
أنهى رونالدو عامه الـ39 بطريقة مثالية، حيث قاد فريقه النصر السعودي لتحقيق انتصار كبير برباعية نظيفة على الوصل الإماراتي في الجولة السابعة من دوري أبطال آسيا للنخبة. سجل “الدون” هدفين في المباراة، ليواصل تعزيز رصيده التهديفي الذي وصل إلى 923 هدفًا، ليقترب أكثر من تحقيق حلمه التاريخي بتسجيل 1000 هدف في مسيرته الاحترافية.
رونالدو، المعروف بثقته الكبيرة في نفسه، لا يزال يؤمن بأنه أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم، وقد صرح بذلك مؤخرًا في مقابلة تلفزيونية مع محطة “لا سيسكتا” الإسبانية قائلاً: “أنا أعظم لاعب في التاريخ، رغم أنني لست أعسر، إلا أنني ضمن قائمة أكثر 10 لاعبين تسجيلاً للأهداف بالقدم اليسرى على مر العصور. أنا أكثر لاعب متكامل على الإطلاق.”
البداية المتواضعة والرحلة نحو القمة
وُلِد كريستيانو رونالدو في 5 فبراير 1985 بجزيرة ماديرا البرتغالية، وبدأ رحلته في عالم كرة القدم مع سبورتينغ لشبونة، حيث جذب أنظار السير أليكس فيرغسون، مدرب مانشستر يونايتد آنذاك، لينتقل إلى الفريق الإنجليزي عام 2003.
في أول موسم له مع “الشياطين الحمر”، نجح في التتويج بكأس الاتحاد الإنجليزي، قبل أن يصبح نجم الفريق الأول. قاد مانشستر يونايتد إلى تحقيق ثلاثة ألقاب متتالية للدوري الإنجليزي، إلى جانب الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا 2008 وكأس العالم للأندية. في عام 2008، فاز بأول كرة ذهبية في مسيرته، ليصبح أحد أبرز نجوم كرة القدم عالميًا.

الانتقال إلى ريال مدريد.. العصر الذهبي للدون
في عام 2009، انتقل رونالدو إلى ريال مدريد مقابل 94 مليون يورو، ليصبح حينها أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم. خلال تسعة مواسم قضاها في النادي الملكي، سجل رونالدو 451 هدفًا في 438 مباراة، ليصبح الهداف التاريخي للفريق.
توج مع ريال مدريد بالعديد من الألقاب، أبرزها:
- 4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا (2014، 2016، 2017، 2018).
- لقبان للدوري الإسباني (2012، 2017).
- لقبان لكأس ملك إسبانيا (2011، 2014).
- 3 ألقاب لكأس العالم للأندية.
- 4 كرات ذهبية إضافية، ليصل مجموعها إلى 5 كرات ذهبية.
خلال تلك الفترة، شكل ثلاثيًا هجوميًا مرعبًا مع كريم بنزيما وغاريث بيل، وساعد الفريق في السيطرة على دوري أبطال أوروبا لعدة سنوات.
يوفنتوس وتجربة الدوري الإيطالي
في 2018، قرر رونالدو خوض تحدٍ جديد، منتقلاً إلى يوفنتوس في صفقة بلغت 100 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب يتجاوز سن الثلاثين في تاريخ الانتقالات. رغم رحيله عن ريال مدريد، لم يتوقف عن تحقيق الألقاب، حيث توج مع “السيدة العجوز” بـ:
- لقبين للدوري الإيطالي.
- لقبين لكأس السوبر الإيطالي.
- كأس إيطاليا.
- هداف الدوري الإيطالي في موسم 2020-2021.
كما أصبح أول لاعب يتصدر قائمة الهدافين في الدوري الإنجليزي، الإسباني، والإيطالي.

العودة إلى مانشستر يونايتد والانتقال للنصر السعودي
في صيف 2021، عاد رونالدو إلى مانشستر يونايتد وسط حماس جماهيري كبير، لكنه لم يحقق النجاح المنتظر مع الفريق في ظل التغيرات الإدارية وعدم الاستقرار. أنهى موسمه الأول كهداف للفريق، لكنه غادر في نهاية 2022 بعد فسخ عقده بالتراضي.
في 2023، قرر خوض مغامرة جديدة بالانتقال إلى النصر السعودي، حيث سجل العديد من الأهداف وواصل تحطيم الأرقام القياسية، مما يعكس استمرارية مستواه العالي حتى في الأربعين من عمره.
إنجازات فردية لا مثيل لها
حقق كريستيانو رونالدو خلال مسيرته عددًا هائلًا من الجوائز الفردية، أبرزها:
- 5 كرات ذهبية.
- 3 جوائز لأفضل لاعب في أوروبا.
- 4 أحذية ذهبية كأفضل هداف في أوروبا.
- 5 جوائز لأفضل لاعب في العالم من الفيفا.
كما توج بـ 33 لقبًا مع مختلف الأندية التي لعب لها، بالإضافة إلى ألقابه مع المنتخب البرتغالي.
المجد الدولي مع البرتغال
بدأ رونالدو تمثيل منتخب البرتغال عام 2003، وكان عنصرًا أساسيًا في الفريق لأكثر من عقدين. يحمل العديد من الأرقام القياسية الدولية، أبرزها:
- أكثر لاعب مشاركة في تاريخ البرتغال (217 مباراة).
- الهداف التاريخي للمنتخب (135 هدفًا).
- الهداف التاريخي لبطولة أمم أوروبا (14 هدفًا).
- أكثر من صنع أهدافًا في اليورو (8 تمريرات حاسمة).
قاد منتخب بلاده إلى تحقيق لقبي:
- يورو 2016، في إنجاز تاريخي هو الأول للبرتغال على مستوى البطولات الكبرى.
- دوري الأمم الأوروبية 2019.
رونالدو.. أسطورة لم تنتهِ بعد
رغم بلوغه الأربعين، لا يزال كريستيانو رونالدو يحافظ على مستواه التنافسي، ويواصل كتابة التاريخ مع النصر السعودي. مع اقترابه من تحقيق 1000 هدف في مسيرته، يبقى السؤال: هل سيتمكن الدون من تحقيق هذا الرقم القياسي قبل اعتزاله؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف لنا الإجابة، لكن ما هو مؤكد أن رونالدو سيظل أحد أعظم لاعبي كرة القدم عبر التاريخ.