
شهدت مواجهة ليفربول وإيفرتون في الجولة 24 من الدوري الإنجليزي الممتاز أحداثًا درامية، حيث كاد الريدز أن يتلقى ضربة قاسية بسبب لقطة مثيرة للجدل كان بطلها المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي، الذي لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، مما أثار احتجاجات واسعة من لاعبي وجماهير إيفرتون، لكن الحكم رفض احتساب ركلة الجزاء، ولم يلجأ حتى إلى تقنية الفيديوVAR وهو ما زاد من حدة الجدل حول القرار.
وبينما كانت المباراة تتجه نحو انتصار جديد لليفربول في سعيه لتعزيز صدارته للدوري الإنجليزي الممتاز، جاءت اللحظة القاتلة في الثواني الأخيرة، حين تمكن إيفرتون من خطف التعادل عبر المدافع جيمس تاركوفسكي، ليحرم الريدز من نقطتين ثمينتين في سباق اللقب.
تفاصيل لقطة الجدل.. كيف حدثت ولماذا لم يتم احتساب ركلة جزاء؟
جاءت اللقطة المثيرة للجدل في الدقيقة 61 من المباراة، عندما دخل مهاجم إيفرتون، بيتو، في صراع بدني قوي مع المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي على حدود منطقة الجزاء. كان بيتو قريبًا من التفوق في هذا الالتحام، حيث كاد أن يخترق دفاع ليفربول وينفرد تمامًا بالحارس البرازيلي أليسون بيكر، لكن الكرة ارتدت فجأة لتلمس يد كوناتي داخل منطقة الجزاء، في مشهد أثار جدلًا واسعًا بين لاعبي إيفرتون وجماهيرهم التي طالبت بركلة جزاء فورية.
على الرغم من الاحتجاجات، قرر الحكم عدم احتساب المخالفة، ولم يُشر إلى اللجوء إلى تقنيةVARوهو ما تسبب في موجة غضب كبيرة بين لاعبي ومدرب إيفرتون، الذين رأوا أن فريقهم حُرم من فرصة تسجيل هدف قد يكون حاسمًا في اللقاء.

التحليل التحكيمي.. أسباب عدم احتساب المخالفة لصالح إيفرتون
بعد إعادة اللقطة أكثر من مرة عبر شاشات التلفزيون، تبين أن هناك عدة أسباب قد تكون دفعت الحكم إلى عدم احتساب ركلة الجزاء:
- لمسة اليد لم تكن متعمدة: قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تنص على أن لمس الكرة باليد لا يُعتبر مخالفة إذا لم يكن هناك تعمد واضح من اللاعب. في هذه الحالة، يبدو أن كوناتي لم يحرك يده بشكل متعمد نحو الكرة، بل كانت في وضع طبيعي أثناء تدافعه مع بيتو.
- اصطدام الكرة بيد بيتو أولًا: إحدى الزوايا التي عرضتها الكاميرات أظهرت أن الكرة لمست يد بيتو قبل أن تصطدم بيد كوناتي، وهو ما قد يكون السبب الرئيسي في قرار الحكم، حيث يُعتبر أن اللمسة الأولى بيد لاعب إيفرتون أبطلت إمكانية احتساب المخالفة ضد مدافع ليفربول.
- عدم وجود فرصة محققة لتسجيل هدف: أحد العوامل التي تؤخذ في الاعتبار عند مراجعة مثل هذه اللقطات هو ما إذا كانت الكرة قد منعت فرصة تسجيل هدف محقق. من وجهة نظر الحكم، لم يكن بيتو في وضعية مثالية للانفراد، وبالتالي لم يرَ أن لمسة يد كوناتي أثرت بشكل مباشر على فرصة تهديف واضحة.
ردود الفعل على القرار التحكيمي
رغم قرار الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء، إلا أن هذه اللقطة لم تمر مرور الكرام، حيث انقسمت آراء المحللين والجماهير بين مؤيد ومعارض للقرار:
- مدرب إيفرتون يعترض بشدة: مدرب إيفرتون، شون دايك، لم يُخفِ غضبه بعد المباراة، حيث صرح في المؤتمر الصحفي قائلاً: لا أفهم كيف لم يتم احتساب هذه ركلة جزاء؟ الكرة ارتطمت بيد المدافع داخل منطقة الجزاء، وهناك احتكاك واضح، لماذا لم يلجأ الحكم لتقنية الفيديو؟ هذه القرارات تكلف الفرق الكثير.
- آراء المحللين التحكيميين: بعض الخبراء التحكيميين رأوا أن الحكم اتخذ القرار الصحيح نظرًا لأن لمسة اليد لم تكن متعمدة، بينما رأى آخرون أن الحكم كان بإمكانه على الأقل مراجعة اللقطة عبر “VAR” لاتخاذ قرار أكثر دقة، خاصة أن بعض اللقطات أوضحت أن يد كوناتي كانت في وضع غير طبيعي إلى حد ما أثناء الالتحام مع بيتو.
- جماهير إيفرتون تشتعل غضبًا: لم يقتصر الجدل على تصريحات المدربين والمحللين، بل امتد إلى جماهير إيفرتون التي عبرت عن استيائها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت تغريدات ومنشورات تهاجم قرار الحكم وتتهمه بالتحيز لمصلحة ليفربول.
سيناريو دراماتيكي في الثواني الأخيرة يحرم ليفربول من الفوز
رغم أن ليفربول كان في طريقه لحصد النقاط الثلاث بعدما كان متقدمًا 2-1، إلا أن إيفرتون رفض الاستسلام، وظل يضغط بقوة في الدقائق الأخيرة حتى جاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة 90+7، عندما سدد المدافع جيمس تاركوفسكي كرة صاروخية لم يتمكن أليسون من التصدي لها، ليُعادل النتيجة ويفرض التعادل الإيجابي 2-2 على الريدز.
ماذا يعني هذا التعادل لليفربول في سباق الدوري الإنجليزي؟
كان ليفربول يأمل في توسيع الفارق في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز إلى 9 نقاط عن أقرب منافسيه آرسنال، ولكن التعادل جعله يرفع الفارق إلى 7 نقاط فقط، مع تبقي 14 جولة على نهاية الموسم.
في ظل المنافسة الشرسة على اللقب، فإن مثل هذه التعثرات قد تكون مؤثرة جدًا، خاصة في ظل وجود فرق قوية مثل آرسنال ومانشستر سيتي، اللذين لن يترددا في استغلال أي تعثر لليفربول من أجل تقليص الفارق في السباق على اللقب.

إيفرتون يواصل القتال للبقاء في البريميرليج
من جهة أخرى، قدم إيفرتون أداءً قويًا في المباراة، ونجح في خطف نقطة ثمينة قد تكون حاسمة في معركة الهروب من مراكز الهبوط، حيث لا يزال الفريق يقاتل من أجل البقاء في الدوري الممتاز. التعادل أمام متصدر الدوري يمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة، خاصة مع اقتراب المباريات الحاسمة في نهاية الموسم.
هل يمكن أن تؤثر هذه النتيجة على مستقبل ليفربول في البطولة؟
في سباق الدوري الإنجليزي، كل نقطة لها قيمتها، خاصة عندما يكون الفريق في الصدارة. ليفربول سيحتاج إلى التركيز في الجولات القادمة، خصوصًا أن جدول المباريات لا يزال صعبًا، وهناك مواجهات مرتقبة مع فرق مثل مانشستر سيتي وآرسنال.
إذا أراد ليفربول الفوز باللقب، فعليه تفادي مثل هذه التعادلات والعمل على تحقيق أكبر عدد ممكن من الانتصارات، لأن أي تعثر قد يكون كافيًا لقلب الموازين في صراع اللقب المثير.
في النهاية، تبقى هذه المباراة شاهدًا على أن التفاصيل الصغيرة قد تصنع الفارق في سباق الدوري الإنجليزي، سواء كان ذلك بقرار تحكيمي مثير للجدل أو بلحظة تألق فردية في الثواني الأخيرة.