عقب خروج ريال مدريد الموجع من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال الإنجليزي، انتشرت الانتقادات بشكل لاذع تجاه المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لكن مدافع ريال مدريد السابق ألفارو بينيتو رفض هذه الحملات ودافع عن مدرب الملكي بقوة.
مواجهة أرسنال وأصداء الإقصاء
في 15 أبريل 2025، ودّع ريال مدريد البطولة القارية على ملعب “ألفريدو دي ستيفانو” بخسارة شبه قاسية أمام أرسنال، بعد أن ختم الإياب بنتيجة 0-2 جاءت بعد هزيمة مشابهة في الذهاب. هذه النتيجة لم تلقَ فقط انتقادات من الجماهير بل امتدت إلى وسائل الإعلام والإداريين داخل النادي، حيث رُفعت الأصوات للمطالبة بإقالة أنشيلوتي قبل انتهاء عقده الممدد حتى صيف 2026.
بينيتو يكشف عن المعارك الخفية
في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة ماركا الإسبانية، قال ألفارو بينيتو:
“عانَ كارلو هذا الموسم منذ اللحظة الأولى؛ كان يتعامل مع ظروف صعبة على مستوى التجديد في تشكيلة اللاعبين والإصابات، ثم جاءت فترة ضغط المباريات التي أفرغت طاقة الفريق”.
وأضاف بينيتو:
“رأيت أنشيلوتي يتذمّر أحيانًا في مؤتمراته الصحفية، ولكن دائماً بطريقة راقية ومهذبة. إذا نظرنا إلى أداء اللاعبين، سنجد أن ثمة تراجعاً في مستويات بعض نجوم الفريق، وهذا بدوره أضعف خيارات المدرب”.
أسباب تراجع الأداء بعيداً عن الميدان
- ضغط المباريات المتواصل: بعد الفوز بلقب الليغا مرتين في آخر ثلاث مواسم، خاض ريال مدريد أكثر من 60 مباراة هذا الموسم بين الدوري الإسباني ودوري الأبطال والكأس المحلية، ما أدى إلى إرهاق اللاعبين الأساسيين دون منحهم فسحة كافية للراحة أو التبديل.
- تفشي الإصابات: عانى الريال من غياب مدافعين أساسيين ولاعبي وسط بدنيين مثل كامافينغا ورودريغو في لحظات حاسمة. هذا النقص فرض على أنشيلوتي إعادة ترتيب الأوراق باستمرار، وما إن يستقر على تشكيلة حتى يضطر لإجراء تبديل اضطراري بسبب إصابة جديدة.
- صعوبة دمج الوجوه الجديدة: ارتبطت فكرة أنشيلوتي بتجديد الدماء في تشكيلة ريال مدريد خلال الصيف الماضي، وخرجت أرقام توضح تراجع معدّل الأهداف والفرص السهلة مقارنة بالأعوام السابقة. انعكاس ذلك على النتائج أخذ شكل ندرة الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد.
سجل أنشيلوتي في ريال مدريد لم ينضب

رغم ما يثار حالياً، فإن أنشيلوتي قاد ريال مدريد لتحقيق دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات (2014، 2022، 2023)، فضلًا عن لقب الدوري الإسباني موسم 2021-2022. هذا الإرث التاريخي يؤكد قدرته على تجاوز الأزمات، كما هو معروف عنه قدرته على تطويع كبار النجوم وإدماجهم في منظومة العمل الجماعي.
منصفون أم قساة؟
يرى كثير من خبراء الكرة الإسبانية أن المطالبين برحيل أنشيلوتي استعجلوا الأحكام قبل منح المدرب فرصة لإعادة بناء الثقة داخل غرفة الملابس. هنا يبرز دفاع بينيتو قائلًا:
“الجميع لم يكن منصفاً مع أنشيلوتي، فهو يُدار جواً من الضغط اليومي في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى توقعات كبيرة من جانب الإدارة والجماهير. مع ذلك، ما زالوا لم يمنحوه فرصة لتصحيح المسار”.
ماذا بعد؟ سيناريوهات محتملة

- استمرار أنشيلوتي وتصحيح المسار: يرى متابعون أن الموسم لم ينتهِ بعد، وأن ريال مدريد أمامه عدة مواجهات حاسمة في الليغا وكأس الملك، حيث يمكن أن يعود في الموسم أفضل من خلال تهدئة الأجواء ومنح اللاعبين راحة تكتيكية وشحن معنوي.
- عودة للتخطيط الطويل الأمد: قد يستغل النادي فترة الصيف في تعزيز صفوفه بصفقات نوعية تقضي على نقاط الضعف، ويظل أنشيلوتي الخيار الأمثل لقيادة المشروع الجديد انطلاقًا من علاقته المميزة مع العلاقة بين اللاعبين والإدارة.
- تغير جذري في نهاية العقد: وفي حال استمرت النتائج السلبية، قد تفكر إدارة ريال مدريد في الاستعانة بمدرب آخر في صيف 2026 قبل انتهاء عقد الإيطالي، ولكن هذا الاحتمال لا يبدو مطروحًا بقوة في الوقت الراهن حسب العديد من المصادر الصحفية.
الخلاصة
ألفارو بينيتو، الذي ارتبط اسمه بجيل ذهبى لريال مدريد في أواخر التسعينات وأوائل الألفية الجديدة، وقف إلى جانب مدربه السابق ليؤكد أن الأزمة الحالية لا تعكس القيمة الحقيقية لأنشيلوتي. بينيتو شدد على أن المكونات الخارجية من إصابات وضغط مباريات واندماج لاعبين جدد كانت العامل الأول في الوضع المعقد للفريق. ومع استمرار المنافسة على لقب الدوري الإسباني وبقاء فرص المنافسة على الألقاب المحلية، تبقى الأنظار موجهة نحو قدرة أنشيلوتي على قلب الموازين، واستعادة توازن ريال مدريد على الصعيدين الفني والمعنوي.