كيف بدأت القصة؟
أثناء حديثه عبر شبكة توك سبورت، تطرق آلان برازيل إلى طموحات مانشستر يونايتد في التتويج بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي. لكن الجدل بدأ عندما اعترضت زميلته في البرنامج، شيبان أهيرن، مؤكدة أن تحقيق فريق السيدات لهذا اللقب يجب أن يكون محل اهتمام أكبر داخل النادي.
وجاء رد برازيل حادًا ومباشرًا، حيث قال مع كل الاحترام، كرة القدم النسائية أصبحت أكثر أهمية الآن، ولكن عندما نتحدث عن مانشستر يونايتد، فإن دوري الرجال هو الأكثر استحقاقًا للتركيز. نحن نتحدث عن مهمة مستحيلة، وليس دوري السيدات.
وأضاف الإعلامي المخضرم: بصراحة، الأمر ليس أولوية، أنا آسف، ولكن الجمهور لا يهتم بكرة القدم النسائية كما يحاول البعض إيهامنا.
بارتون يؤيد برازيل ويهاجم كرة القدم النسائية
لم يتوقف الجدل عند هذا الحد، بل ازداد بعد أن أبدى جوي بارتون تأييده الكامل لكلام آلان برازيل. وكتب بارتون عبر حسابه على منصة إكس: “آلان برازيل على حق تمامًا، فوز فريق مانشستر يونايتد للسيدات بالدوري ليس أولوية. هؤلاء الفتيات يعتقدن أن مشجعي كرة القدم الحقيقيين أغبياء.”
وأضاف بارتون في انتقاد أكثر حدة: الظهور بأزياء لافتة لن يجعل كرة القدم النسائية تحظى بالاحترام، مهما حاول الإعلام دفعها إلى الواجهة.
تصريحات بارتون لم تكن مفاجئة للكثيرين، خاصة أنه عُرف بمواقفه المثيرة للجدل، سواء داخل الملاعب أو خارجها. وعلى مدار السنوات الماضية، لم يتوقف عن انتقاد كرة القدم النسائية بشكل متكرر، وهو ما عرضه لانتقادات لاذعة من العديد من اللاعبين والإعلاميين.
رد فعل غاضب من شيبان أهيرن
بعكس موقف بارتون، جاءت ردود الفعل الأخرى مختلفة تمامًا. شيبان أهيرن، التي كانت طرفًا في الحوار مع برازيل، لم تتردد في التعبير عن استيائها مما قاله، بل وصفته بأنه ديناصور في إشارة إلى أن معتقداته لم تعد مناسبة للعصر الحديث.
وقالت أهيرن أثناء البرنامج: توقف عن التصرف بهذه الطريقة، تبدو وكأنك ديناصور هذا الصباح. لا أفهم لماذا تصر على تقليل أهمية كرة القدم النسائية.
وتؤكد أهيرن، مثل العديد من المدافعين عن كرة القدم النسائية، أن اللعبة حققت تقدمًا هائلًا في السنوات الأخيرة، سواء من حيث المستوى الفني أو الشعبية الجماهيرية، وهو ما يجعل تجاهلها أمرًا غير منطقي.
هل هذه المرة الأولى لبارتون؟
بالطبع، لم تكن هذه المرة الأولى التي يدخل فيها جوي بارتون في جدل بسبب تعليقاته المثيرة. فمنذ أيامه كلاعب، سواء مع مانشستر سيتي أو نيوكاسل يونايتد أو مارسيليا، اشتهر بأسلوبه الاستفزازي، سواء داخل الملعب أو خارجه.
لكن بعد اعتزاله، استمر بنفس النهج، خاصة عندما يتعلق الأمر بكرة القدم النسائية، حيث لم يتردد في التعبير عن آرائه الحادة تجاهها، مما جعله في صدام دائم مع العديد من اللاعبين والمحللين والمشجعين على حد سواء.
كرة القدم النسائية في تطور مستمر
بعيدًا عن تصريحات بارتون وبرازيل، فإن كرة القدم النسائية حققت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت أكثر جذبًا للجماهير ووسائل الإعلام. فالبطولات الكبرى مثل كأس العالم للسيدات، ودوري أبطال أوروبا للسيدات، تشهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا، كما أن العديد من الأندية الكبرى باتت تستثمر بشكل جاد في فرقها النسائية.
ووفقًا للإحصائيات، فإن نسب متابعة مباريات كرة القدم النسائية في ازدياد، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا باللعبة. كما أن بعض اللاعبين البارزين في كرة القدم الرجالية أبدوا دعمهم لكرة القدم النسائية، مؤكدين أنها تستحق نفس الاحترام والتقدير.
هل تتغير نظرة بارتون وبرازيل مستقبلاً؟
رغم الجدل الذي أثارته تصريحاتهما، فإن الواقع يشير إلى أن كرة القدم النسائية مستمرة في التطور، سواء أراد بارتون وبرازيل الاعتراف بذلك أم لا. ومع تزايد الاهتمام الإعلامي والجماهيري، ربما يأتي يوم يدرك فيه المنتقدون أن كرة القدم لم تعد حكرًا على الرجال فقط، بل أصبحت ساحة مفتوحة للمواهب من الجنسين.
ويبقى السؤال: هل ستستمر هذه الأصوات المعارضة في التقليل من شأن كرة القدم النسائية، أم أن الإنجازات المستمرة ستفرض واقعًا جديدًا لا يمكن إنكاره.
