
في مفاجأة كبيرة، تمكن برشلونة من انتزاع صدارة قائمة الأندية الإسبانية الأكثر استفادة من عائدات البث التلفزيوني في موسم 2024-2025، متفوقًا بذلك على غريمه التقليدي ريال مدريد، الذي دفع ثمن قراراته الخاصة بتوزيع عائدات البث، في حين جاء أتلتيكو مدريد في المركز الثالث بفارق كبير عن الفريقين الأولين.
عائدات البث التلفزيوني: مصدر دخل أساسي للأندية الإسبانية
يعد البث التلفزيوني واحدًا من أبرز المصادر المالية التي تعتمد عليها الأندية الإسبانية لضمان استدامة نشاطاتها المالية وتحقيق الأرباح التي تدعم صفقاتها الصيفية والتطوير المستمر للفرق. وتمثل عائدات البث التلفزيوني جزءًا كبيرًا من موازنات الأندية، وبالتالي تلعب دورًا أساسيًا في تحديد كيفية توزيع الموارد بين الأندية المختلفة.
وفي هذا السياق، كشفت رابطة الدوري الإسباني، في بيان رسمي يوم الأربعاء، عن آلية توزيع إيرادات البث التلفزيوني للموسم الماضي 2023-2024 بين الأندية المشاركة في الدوري الإسباني الممتاز، والذي شمل الدرجتين الأولى والثانية من المسابقة.
إجمالي الإيرادات: 1.498 مليار يورو
وفقًا لما نشرته صحيفة “آس” الإسبانية، بلغت إجمالي إيرادات الرابطة الإسبانية من تسويق البث التلفزيوني لمباريات الدوري الإسباني الموسم الماضي، بين الدرجة الأولى والدرجة الثانية، حوالي 1.498 مليار يورو. هذا الرقم يُظهر الأهمية الكبيرة التي توليها الرابطة الإسبانية للبث التلفزيوني كأحد العوامل الاقتصادية المؤثرة في صناعة كرة القدم الإسبانية.
برشلونة في الصدارة: هل هذا هو انعكاس للعودة القوية؟
جاء برشلونة في المركز الأول في قائمة الأندية الأكثر استفادة من عائدات البث التلفزيوني في الموسم الماضي، متفوقًا على ريال مدريد بفضل سلسلة من العوامل التي من بينها استثمارات الفريق في اللاعبين والنجاحات الرياضية التي حققها على مدار الموسم، فضلاً عن حجم جماهيريته الضخم الذي ساهم في تعزيز الإيرادات المتعلقة بالبث التلفزيوني. ويعتبر تصدر برشلونة لهذه القائمة بمثابة إشارة إلى عودة الفريق الكتالوني للمنافسة على جميع الأصعدة، حيث أن التعاقدات الجديدة، مثل المدرب هانز فليك والصفقات التي تم إبرامها في الصيف الماضي، قد انعكست إيجابيًا على أداء الفريق خارج الملعب كما على أدائه في المباريات.
ريال مدريد يدفع ثمن قراراته
في المقابل، ريال مدريد حل في المركز الثاني في قائمة الأندية الأكثر استفادة من عائدات البث التلفزيوني، ورغم تفوقه على معظم الأندية الأخرى، إلا أن الملكي دفع ثمن بعض القرارات التي اتخذها مؤخرًا، والتي كان لها تأثير مباشر على توزيع الإيرادات. ومن بين هذه القرارات كانت سياسة التعاقدات التي اعتمدها النادي في السنوات الأخيرة، حيث فضل الفريق التوجه نحو صفقات أقل تكلفة نسبياً مقارنة بالماضي، ما جعل نسبة استفادته من عائدات البث أقل من المتوقع.
ورغم ذلك، لا يزال ريال مدريد واحدًا من الأندية الكبرى التي تعتمد بشكل كبير على دخل البث التلفزيوني لدعم عملياتها المالية، ويظل مستمرًا في الاستثمار في اللاعبين الجدد مثل كيليان مبابي. ولكن بالنظر إلى سياسة الربحية المستدامة التي يعتمدها النادي، فقد يكون لذلك تأثير على العائدات المستقبلية مقارنة بمنافسيه في الدوري الإسباني.
أتلتيكو مدريد: ثالثًا بفارق شاسع
أما بالنسبة لـ أتلتيكو مدريد، فقد حل في المركز الثالث، بفارق كبير عن ريال مدريد و برشلونة، في ترتيب الأندية المستفيدة من عائدات البث التلفزيوني. رغم أن الفريق المدريدي يُعد من الأندية القوية في الدوري الإسباني، إلا أن أتلتيكو يظل بعيدًا عن المنافسة على صدارة هذه العائدات، حيث أن التفوق في العوائد يتطلب مستوى أعلى من الإنجازات الرياضية والمبيعات التجارية التي تقود إلى زيادة المشاهدات وحضور المباريات.
نظرة شاملة: مستقبل عائدات البث التلفزيوني في الدوري الإسباني
من خلال هذا التوزيع، يتضح أن عائدات البث التلفزيوني أصبحت إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الأندية الإسبانية لضمان استدامتها المالية وتحقيق النمو المستمر. ومع تزايد المنافسة بين الأندية، فإن الدخل الناتج عن البث التلفزيوني يُعتبر عنصرًا محوريًا في نجاح الأندية وتحقيق أهدافها في البطولات المحلية والدولية.
كما أن أندية مثل برشلونة، التي تمكنت من زيادة أرباحها بفضل استثماراتها الحالية والأداء القوي للفريق، في طريقها لاستثمار هذه العائدات في تحسين مستواها الفني وتعزيز بنيتها التحتية. بالمقابل، يجب على ريال مدريد و أتلتيكو مدريد إعادة النظر في استراتيجياتهم المالية على المدى الطويل لضمان تعزيز قدراتهم التنافسية وتحقيق مزيد من الأرباح من هذه العوائد.
ختامًا:
بينما يبقى برشلونة متصدرًا لقائمة الأندية الأكثر استفادة من عائدات البث التلفزيوني في الدوري الإسباني، يشير هذا التوزيع إلى أن الأندية التي تنجح في الجمع بين الأداء الرياضي القوي والإدارة المالية الحكيمة تكون في أفضل موقف للحصول على حصة أكبر من الإيرادات المتزايدة لهذه الصناعة.