برشلونة والتحولات الإدارية: لابورتا بين الأزمات والطموح
الدوري الإسباني
في عام 2021، رحل ليونيل ميسي، أعظم لاعب في تاريخ النادي وربما أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم، إلى باريس سان جيرمان بعد أن فشلت إدارة النادي في تجديد عقده بسبب قوانين اللعب المالي النظيف في الدوري الإسباني. كان رحيل ميسي صدمة لجماهير برشلونة، خاصة وأنه جاء بعد موسم صعب شهد تراجعًا في الأداء والنتائج. ترك ميسي فراغًا كبيرًا في الفريق، حيث كان ليس فقط قائدًا وهدافًا، بل كان أيضًا رمزًا للنادي وأحد أسباب نجاحه خلال العقدين الأخيرين.
إلى جانب رحيل ميسي، كانت هناك أزمة مالية ضخمة تضرب أروقة النادي. تراكمت ديون برشلونة لتصل إلى ما يقرب من مليار يورو، وهو ما دفع الإدارة إلى اتخاذ خطوات تقشفية شديدة، بما في ذلك خفض الرواتب والتخلي عن عدد من اللاعبين البارزين. هذه الأزمة جعلت برشلونة يُجبر على الاعتماد بشكل أكبر على اللاعبين الشباب من أكاديمية “لاماسيا” الشهيرة، التي أخرجت للعالم أسماء لامعة مثل تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وليونيل ميسي.
إعادة بناء الفريق
في مارس 2021، عاد خوان لابورتا لرئاسة برشلونة في ظل ظروف مالية حرجة. النادي كان يعاني من ديون ضخمة وتراجع في الأداء الفني، بالإضافة إلى قضية رحيل ليونيل ميسي. كانت أمام لابورتا مهمة صعبة لاستعادة توازن النادي على المستويين المالي والرياضي.
أولى خطوات لابورتا كانت استقطاب تشافي هيرنانديز لتولي قيادة الفريق. كان هذا القرار جزءًا من استراتيجية لابورتا لاستعادة الهوية الكتالونية للنادي والعودة إلى أسلوب اللعب المعروف "تيكي تاكا". استقدم لابورتا أيضًا العديد من الصفقات مثل ممفيس ديباي وإيريك غارسيا، فيما كان يحاول الحد من النفقات الهائلة على أجور اللاعبين.
أزمة الديون والتحديات المالية
كانت أزمة الديون من أكبر التحديات التي واجهت لابورتا في فترة رئاسته الثانية. أبرم النادي عقودًا تجارية جديدة وزاد من استثماراته في حقوق البث والرعاية لتخفيف الأعباء المالية، لكنه اضطر في الوقت نفسه إلى التخلي عن بعض اللاعبين البارزين وخفض أجور الفريق بشكل عام.
تحقيق الاستقرار على المدى الطويل
على الرغم من التحديات الكبيرة، نجح لابورتا في خلق بيئة استقرار نسبي داخل النادي. كانت الإدارة تستهدف تحقيق توازن بين النجاح على أرض الملعب والاستقرار المالي، مع الاستمرار في المنافسة على البطولات المحلية والعودة تدريجيًا إلى قمة كرة القدم الأوروبية.