في ليلة ستظل محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم، حقق برشلونة انتصارًا دراماتيكيًا على بنفيكا البرتغالي بنتيجة 5-4 ضمن الجولة السابعة من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا. المباراة، التي أقيمت على ملعب لشبونة، كادت تتحول إلى كابوس جديد يذكر الفريق الكتالوني بمأساته أمام بايرن ميونيخ في نفس الملعب عام 2020، ولكن القدر تدخل هذه المرة لينقذ برشلونة من السقوط.
عودة إلى ذكريات الكابوس: برشلونة وبنفيكا في لشبونة
في عام 2020، تلقى برشلونة واحدة من أكبر الهزائم في تاريخه بخسارته أمام بايرن ميونيخ بنتيجة 8-2 في ربع نهائي دوري الأبطال، على نفس الملعب. تلك الليلة السوداء عادت إلى الأذهان مع الهدف المبكر الذي سجله فانجيليس بافليديس لصالح بنفيكا في الدقيقة الثانية، ما أثار المخاوف من تكرار التاريخ.
ولكن على الرغم من البداية الكارثية، تمكن برشلونة من العودة في المباراة. سجل روبرت ليفاندوفسكي هدف التعادل من ركلة جزاء، إلا أن بافليديس عاد ليضرب مرة أخرى بثنائية، مما وضع برشلونة في مأزق كبير.
الريمونتادا: نصف كرة القدم ونصف القدر
برشلونة أظهر عزيمة كبيرة للعودة، بمساعدة من الحظ في بعض الأحيان. هدف كوميدي من كرة ارتطمت برأس رافينيا دون قصد جعل النتيجة متقاربة مرة أخرى. وبعد سلسلة من الأحداث المثيرة، تمكن الفريق الكتالوني من تسجيل ثلاثة أهداف حاسمة في الدقائق الأخيرة.
- رونالد أراوخو سجل هدفًا ذاتيًا بطريق الخطأ، لكنه واصل القتال مع زملائه لتصحيح الوضع.
- ليفاندوفسكي سجل مرة أخرى من ركلة جزاء ليعيد الأمل.
- إريك جارسيا أضاف الهدف الرابع برأسية قاتلة في الدقيقة 86.
- وفي الوقت بدل الضائع، اختتم رافينيا مهرجان الأهداف بهدف خامس ليكمل الريمونتادا.
شتشيسني: كوميديا الأخطاء التي كادت تكلف برشلونة الكثير
مع إصابة الحارس الأساسي مارك أندريه تير شتيجن، وجد برشلونة نفسه مضطرًا للاستعانة بالحارس البولندي فويتشيك شتشيسني كخيار طوارئ. ولكن بدلًا من إنقاذ الفريق، كاد شتشيسني أن يكون السبب في خسارة برشلونة.
- في لقطة كارثية، خرج شتشيسني بشكل متهور للتصدي للكرة، رغم أن أليخاندرو بالدي كان في وضعية جيدة للتشتيت. هذا الخطأ أدى إلى تسجيل هدف لصالح بنفيكا.
- بعدها بدقائق، تسبب في ركلة جزاء سجل منها الفريق البرتغالي هدفه الثالث، مما أثار تساؤلات حول قرار برشلونة بالتعاقد معه.
الغريب أن شتشيسني، المعروف بعادته في التدخين العلني، بدا وكأنه غير مركز طوال المباراة، مما دفع الجماهير للسخرية منه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تروبين والوجه الآخر للكوميديا
لم يكن حارس بنفيكا أناتولي تروبين بعيدًا عن المشهد الكوميدي. رغم تصديه لانفراد خطير من جافي في الشوط الأول، إلا أنه ارتكب خطأً غريبًا في الشوط الثاني. لعب تروبين كرة طائشة ارتطمت برأس رافينيا، لتدخل شباكه بطريقة لا تُصدق، مما ساهم في عودة برشلونة للمباراة.
ليلة ممتعة لعشاق كرة القدم
المباراة كانت أشبه بفيلم درامي مليء بالتشويق والكوميديا، حيث لم تخلو من الأخطاء الفردية، اللحظات الحاسمة، والجنون الكروي الذي يجعل دوري الأبطال مميزًا.
- رافينيا تألق بتسجيل هدفين، ليؤكد على قيمته كأحد أبرز نجوم برشلونة في هذه الفترة.
- ليفاندوفسكي أثبت مجددًا أنه لا يفقد هدوءه في اللحظات الحاسمة.
- بينما أظهر برشلونة روحًا قتالية أعادت للأذهان ريمونتادات سابقة خالدة في تاريخه.
هل كان فليك محقًا بشأن شتشيسني؟
المدرب الألماني هانز فليك، الذي قاد بايرن ميونيخ لسحق برشلونة عام 2020، كان قد تجنب الاعتماد على شتشيسني خلال فترته مع الفريق. وبعد أداء الليلة، قد يجد مشجعو برشلونة إجابة على هذا القرار. الأخطاء المتكررة للحارس البولندي أثبتت أنه ليس الخيار الآمن لحراسة مرمى فريق بحجم برشلونة.
ماذا بعد؟
فوز برشلونة في هذه المباراة رفع رصيده إلى 18 نقطة، مما عزز موقعه في ترتيب المجموعة وأعاد الثقة لجماهيره. الفريق سيحتاج الآن للبناء على هذا الأداء، ومعالجة نقاط الضعف، خاصة في مركز حراسة المرمى.
في النهاية، كانت ليلة ممتعة مليئة بالإثارة والكوميديا، أكدت أن كرة القدم لا تخلو من المفاجآت، وأن برشلونة، رغم كل شيء، لا يزال قادرًا على تقديم مباريات لا تُنسى.