
توريس يتألق بهاتريك في مرمى فريقه السابق
دخل برشلونة المباراة بقوة منذ اللحظات الأولى، ولم يمنح فالنسيا أي فرصة لالتقاط أنفاسه. افتتح فيران توريس التسجيل سريعًا في الدقيقة الثالثة، قبل أن يعود ويضيف هدفين آخرين في الدقيقتين 17 و30، ليكمل ثلاثيته “الهاتريك” في أقل من نصف ساعة.
ورغم رفضه الاحتفال احترامًا لفريقه السابق، إلا أن توريس لم يرحم فالنسيا، وقدم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق، ليُثبت أنه أحد الأعمدة الأساسية التي يعتمد عليها فليك في خط الهجوم.
العقلية الألمانية تسيطر على برشلونة
من الواضح أن هانسي فليك استطاع نقل فلسفته التكتيكية وعقليته الألمانية إلى برشلونة بسرعة مذهلة. المدرب الذي كان قد أذاق برشلونة خسارة تاريخية بنتيجة 8-2 عندما كان مدربًا لبايرن ميونخ، يُعيد الآن كتابة تاريخ الفريق الكتالوني بأسلوب مشابه، حيث يُظهر الفريق شراسة هجومية لا هوادة فيها.
برشلونة لم يتوقف عن البحث عن الأهداف رغم حسم المباراة مبكرًا، وهو أمر اعتدنا رؤيته في الفرق الألمانية الكبرى مثل بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند. حتى بعد تسجيله أربعة أهداف في الشوط الأول، واصل الفريق ضغطه الهجومي في الشوط الثاني، وسجل هدفًا خامسًا، وكاد أن يضيف السادس والسابع لولا سوء الحظ أمام المرمى.

فالنسيا ينهار وسط أرقام تاريخية لبرشلونة
لم يكن أمام فالنسيا أي رد فعل أمام هذا الإعصار الكتالوني، ليُضيف الفريق هزيمة مذلة جديدة إلى موسمه الكارثي. يعاني الخفافيش بشدة هذا الموسم، حيث يحتلون المركز الـ19 في الليجا، ويواجهون خطر الهبوط بشكل جدي.
بالنسبة لبرشلونة، فقد سجل هذا الموسم 109 أهداف في 35 مباراة، وهو رقم مذهل يُبرز مدى التطور الهجومي للفريق تحت قيادة فليك. لم يصل الفريق لهذا العدد من الأهداف منذ موسم 2011-2012، الذي كان أحد أفضل مواسم برشلونة على الإطلاق.
مكاسب بالجملة لبرشلونة قبل الدور نصف النهائي
انتصار برشلونة لم يكن مجرد فوز وتأهل للدور نصف النهائي من كأس الملك، بل حمل معه العديد من المكاسب الهامة:
- تألق توريس ويامال: قدم توريس أفضل مباراة له منذ انضمامه إلى برشلونة، مما قد يجعله الخيار الأول في خط الهجوم إلى جانب ليفاندوفسكي في المباريات المقبلة.
- ثبات دفاعي رغم الهجوم الكاسح: تمكن برشلونة من الحفاظ على نظافة شباكه رغم هجومه المستمر، مستفيدًا من مصيدة التسلل التي وقع فيها لاعبو فالنسيا 9 مرات.
- تنوع الحلول الهجومية: على الرغم من غياب القناص روبرت ليفاندوفسكي، إلا أن الفريق لم يُعانِ هجوميًا، حيث أثبت لاعبوه قدرتهم على تسجيل الأهداف من مختلف المراكز.
- رسالة واضحة للمنافسين: هذا الانتصار العريض يُرسل تحذيرًا لجميع الفرق التي ستواجه برشلونة في كأس الملك، الليجا، ودوري أبطال أوروبا، بأن الفريق عاد بقوة ليُنافس على جميع الألقاب.

من سيكون خصم برشلونة في نصف النهائي؟
بعد هذا الانتصار الساحق، ينتظر برشلونة قرعة الدور نصف النهائي من كأس ملك إسبانيا، التي ستقام الأربعاء المقبل. هناك ثلاثة فرق قد يواجهها الفريق الكتالوني، جميعها ستتمنى تجنب مواجهته في هذه المرحلة:
- ريال مدريد: الكلاسيكو سيكون صدامًا ناريًا في هذه المرحلة المبكرة.
- أتلتيكو مدريد: فريق دييجو سيميوني قادر على مفاجأة أي خصم.
- ريال سوسيداد: الفريق الذي يُقدم موسمًا رائعًا في مختلف البطولات.
بغض النظر عن هوية الخصم، يبدو أن برشلونة بقيادة فليك جاهز لمواجهة أي تحدٍ، ومصمم على إعادة كأس الملك إلى خزائنه بعد غيابه عنها الموسم الماضي.
برشلونة لا يرحم.. والخصوم في حالة ذعر
ما يُقدمه برشلونة حاليًا ليس مجرد سلسلة انتصارات، بل هو رسالة قوية لجميع منافسيه بأن الفريق عاد ليكون قوة ضاربة في أوروبا، تمامًا كما كان في سنوات المجد مع بيب جوارديولا.
برشلونة هانسي فليك ليس فريقًا يكتفي بالفوز، بل هو فريق يبحث عن الهيمنة الكاملة على الملعب، ولا يُظهر أي رحمة أمام خصومه. فهل يستطيع أحد إيقاف هذا الفريق المرعب؟ أم أن البلوجرانا سيواصل مسيرته الجبارة نحو منصات التتويج؟