تشهد أروقة نادي الهلال تحركات جدلية حادة تضع مستقبل الإدارة على المحك، وسط موجة من الانتقادات اللاذعة التي أطلقها الناقد الرياضي المعروف عبد العزيز المريسل. فقد بدأ المريسل، الذي يتمتع بمتابعة جماهيرية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، في تحريك النقاش حول مصير قادة الإدارة بعد نهاية الموسم الرياضي الحالي 2024-2025، حيث يتصدر هذا الجدال التساؤلات حول مستقبل كل من رئيس النادي فهد بن نافل والمدير التنفيذي لفريق الكرة، فهد المفرج.
إنجازات الموسم الماضي
في خضم هذا الجدل، لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي يلعبه الهلال في الساحة الرياضية المحلية، خاصة بعد موسم 2024 الذي وصف بأنه موسم مثالي من حيث الأداء على المستوى المحلي. فقد استطاع الفريق تحقيق سلسلة من الإنجازات البارزة، حيث توج بثلاثية تاريخية شملت دوري روشن السعودي، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس الدرعية للسوبر السعودي، بالإضافة إلى بلوغه مرحلة نصف نهائي دوري أبطال آسيا. هذه النتائج المذهلة جعلت من الهلال رمزًا للقوة والاستمرارية في عالم الكرة، ومع ذلك، فإن التحديات الجديدة التي يواجهها النادي في الموسم الجاري بدأت تكشف عن نقاط ضعف قد تؤثر على مستقبله الإداري والفني.
التحديات الحالية
على الرغم من أن الهلال استهل الموسم الحالي بفوز مميز في كأس السوبر للمرة الثانية على التوالي، إلا أن المنافسة تشتد مع نادي الاتحاد الذي يتصدر جدول دوري روشن السعودي، بالإضافة إلى مواجهات صعبة في كأس الملك، حيث تمكن الاتحاد من إقصاء الزعيم من ربع النهائي. هذا التنافس الشرس يُسلط الضوء على أن النتائج الإيجابية في الموسم الماضي لا تكفل استمرار النجاح دون بذل جهود مضاعفة وإجراء تغييرات استراتيجية في الإدارة واللاعبين.
تصريحات المريسل

وفي هذا السياق، أشار المريسل عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) إلى أن الموسم الحالي قد يكون الأخير لفهد بن نافل في رئاسة نادي الهلال، وهو ما يتزامن مع تصريحات جديدة تؤكد أن هذه المرحلة الانتقالية لن تؤثر فقط على رئيس النادي، بل ستطال أيضًا المدير التنفيذي لفريق الكرة، فهد المفرج. وقد جاءت هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول الاتجاه المستقبلي لإدارة الهلال بعد موسم من التحديات والإنجازات.
انتقادات الإدارة
يُذكر أن الانتقادات التي يتعرض لها المدير التنفيذي فهد المفرج لم تقتصر على الجوانب الفنية فحسب، بل امتدت إلى قرارات إدارية أثارت استياء الجماهير. فقد تعرض المفرج لاتهامات شديدة بتفريغ الفريق الأول من نجومه المحليين الذين كان من المؤمل أن يساهموا في استمرار البطولات وتحقيق النتائج الإيجابية. ومن بين اللاعبين الذين أُشير إليهم في هذا السياق، يبرز اسم مصعب الجوير الذي تم إعاره إلى الشباب حتى نهاية الموسم، بالإضافة إلى انتقال كل من سلمان الفرج ومحمد البريك إلى نادي نيوم بصورة نهائية، كما رحل صالح الشهري إلى الاتحاد في صفقة انتقال حر. هذه التحركات أثارت الكثير من الجدل بين جماهير الهلال، الذين يرون في هذه القرارات تخفيضًا من قيمة الفريق وتفريغًا للأسماء التي اعتادوا على رؤيتها تقود الفريق في المباريات الحاسمة.
الخلاصة

إن المشهد الحالي في نادي الهلال يعكس حالة من التناقضات؛ فمن ناحية، هناك إنجازات وألقاب تضاف إلى تاريخ النادي العريق، ومن ناحية أخرى، هناك تساؤلات حول الاستراتيجية الإدارية والتغييرات التي تطرأ على صفوف الفريق الأول. إن التوازن بين الحفاظ على هوية النادي التقليدية وبين السعي نحو التجديد والتطوير يُعد من أصعب المعادلات التي تواجهها إدارة الهلال في الوقت الراهن. وبينما يتطلع النادي لتحقيق المزيد من الإنجازات، يتوجب على الإدارة أن توازن بين القرارات المالية والفنية التي من شأنها الحفاظ على مستوى الأداء العالي والروح القتالية التي لطالما ميزت الفريق.