
في مشهد أثار الجدل بين محبي وآرائك كرة القدم، يبدو أن المدرب ميكيل أرتيتا ما زال يتجاهل الدروس المستفادة من الإصابات السابقة، حيث قرر إشراك لاعب رغم المخاطر الكبيرة المحيطة به. ففي ظل أزمة صحية حادة تعصف بفريق آرسنال، والتي تجلت في إصابة المدافع جابرييل وغيابه المتوقع حتى نهاية الموسم، قرر أرتيتا اتخاذ قرار جريء بإدخال لاعب آخر في مركز يلعب فيه بكثافة، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هذا الاختيار في مواجهة ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
أزمة صحية مستمرة وإصابة جابرييل
وفقًا للتقارير التي تداولتها وسائل الإعلام الرياضية، كان اللاعب جابرييل يعاني من مشكلة بدنية منذ عدة أسابيع. ورغم ذلك، أصر اللاعب على المشاركة في المباريات لتقديم أفضل ما لديه، لكن قرار أرتيتا بتجاهل تلك التحذيرات كان له عواقب وخيمة. فقد تعرض جابرييل لإصابة في أوتار الركبة أدت إلى ضرورة إجراء عملية جراحية، مما أجبر النادي على استبعاده من قائمة اللاعبين حتى نهاية الموسم. وهذا القرار جاء في وقت حساس للغاية، إذ كانت المباراة المنتظرة ضد ريال مدريد تمثل أحد أهم المناسبات في مسيرة الفريق الكتالوني في دوري أبطال أوروبا.
مخاطرة جديدة مع ميكيل ميرينو

وفي وقت لاحق من نفس الفترة، لم تقتصر الأزمة على جابرييل فقط، بل شهدت تشكيلة آرسنال تطورات جديدة مع لاعب آخر. ففي مباراة اليوم السبت ضمن الجولة الثلاثين من الدوري الإنجليزي، ظهر اللاعب ميكيل ميرينو خلال الإحماء وهو يعاني من آلام في الفخذ. ورغم المخاوف الطبية، أصر أرتيتا على إشراك ميرينو كلاعب وسط في المباراة ضد إيفرتون. تجدر الإشارة إلى أن ميرينو قد لعب سابقًا في مركز المهاجم الصريح، إلا أن المدرب قرر تجربته في خط الوسط رغم التحذيرات المتكررة حول حالته البدنية.
وبعد بدء المباراة، لم يستمر ميرينو في أداء جيد، إذ سقط مرة أخرى بعد التحام عنيف مع أحد لاعبي الفريق الخصم في نهاية الشوط الأول، لكن أرتيتا رفض استبداله، واضعًا ثقته في قدرته على المواصلة رغم الإصابة. هذا القرار أثار جدلاً واسعًا بين محبي الفريق والمحللين، الذين يتساءلون عن مدى حكمة ترك اللاعب يكمل المباراة على حالته البدنية المتردية.
التناقض في قرارات أرتيتا وتحديات المدفعجية
يبدو أن قرار أرتيتا بمخاطرة صحة لاعبيه أصبح عادة متكررة، حيث يستمر في إشراك اللاعبين حتى وإن كانوا يعانون من إصابات بسيطة أو حتى متقدمة. هذا النهج لا يقتصر على جابرييل وميرينو فحسب، بل يمتد ليشمل باقي عناصر المدفعجية التي تأثرت بتراكم الإصابات. ورغم أن الجمهور يرى في مثل هذه القرارات تحديًا يُعبر عن الروح القتالية، إلا أن المخاطر على صحة اللاعبين وطول فترة الغياب عن الملاعب قد تؤثر سلبًا على أداء الفريق في المباريات الحاسمة، خاصة في مواجهة مثل ريال مدريد.
في ظل هذه الأزمة، تُعتبر إدارة الإصابات والحفاظ على صحة اللاعبين من الأولويات التي ينبغي على الجهاز الفني لآرسنال التركيز عليها، لا سيما وأن الفريق يدخل مرحلة حاسمة في المنافسات الأوروبية والمحلية. إذ أن المباراة ضد ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لا تحمل فقط أهمية كروية كبيرة، بل تشكل أيضًا اختبارًا حقيقيًا لاستراتيجية أرتيتا في التعامل مع المخاطر البدنية.
تأثير القرارات على معنويات الفريق وأداء المدفعجية
تُعد مثل هذه القرارات مخاطرة كبيرة، ليس فقط على مستوى الصحة البدنية للاعبين، بل أيضًا على مستوى الروح المعنوية للفريق. فقد يكون قرار إشراك لاعب مصاب أو متعب بدنيًا له تأثير سلبي على أداء الفريق، مما يضع ضغوطًا إضافية على باقي اللاعبين لتقديم أداء أعلى لتعويض النقص في التشكيلة. وفي هذه الحالة، قد يؤدي ذلك إلى استنزاف اللاعبين الأساسيين وزيادة فرص الإصابات في المباريات المقبلة.
على الجانب الآخر، يرى بعض المشجعين أن الاستمرار في إشراك اللاعبين رغم الإصابات يُظهر روح القتال والإصرار على تحقيق الفوز، خاصةً في ظل المنافسات القوية مثل مواجهة ريال مدريد. إلا أن هذه الرؤية تظل محفوفة بالمخاطر إذا ما أدى ذلك إلى تفاقم الإصابات وزيادة الفترة التي يغيب فيها اللاعبون عن الملاعب.
الدروس المستفادة: هل يتعلم أرتيتا من التجارب السابقة؟

في ضوء هذه الأحداث، يبرز السؤال المحوري: هل يتعلم المدرب ميكيل أرتيتا من التجارب السابقة؟ فالنصر شهد في الماضي عدة حالات تعرض فيها لاعبي المدفعجية لمشاكل صحية نتيجة تجاهل بعض التحذيرات الطبية، مما أثر على نتائج المباريات المهمة. وفي هذا الموسم، يبدو أن الدرس لم يُستفد منه بالكامل، حيث استمر أرتيتا في اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تفاقم الإصابات على المدى البعيد.
إن إصرار أرتيتا على إشراك اللاعبين رغم وجود إصابات واضحة يُثير تساؤلات حول أولوياته في تخطيط التشكيلة. ففي مباراة حاسمة مثل مباراة ريال مدريد، يكون الحفاظ على صحة اللاعبين واستعدادهم البدني من أهم العوامل التي تسهم في تحقيق الفوز. وفي حالة استمرار مثل هذه السياسات، قد يجد الفريق نفسه في وضعية صعبة أمام المنافسين الأقوياء في البطولات الأوروبية.
خلاصة وتطلعات مستقبلية
في نهاية المطاف، تبرز الأزمة التي يمر بها آرسنال في تشكيلته الدفاعية والهجومية كأحد التحديات الكبرى التي تواجه النادي هذا الموسم. وبينما يسعى الفريق لتحقيق النجاحات على الصعيدين المحلي والأوروبي، يبقى السؤال قائمًا حول كيفية إدارة الإصابات والتعامل مع المخاطر البدنية بطريقة تحافظ على صحة اللاعبين وتُعزز من فرص الفوز في المباريات الحاسمة.
يأمل عشاق وآرائك كرة القدم في أن يتمكن أرتيتا من إعادة تقييم استراتيجياته واتخاذ القرارات التي تراعي سلامة اللاعبين فوق كل اعتبار، حتى يتمكن الفريق من تحقيق النتائج المرجوة دون تعريض مستقبل المدفعجية لمزيد من المخاطر. وإذا ما استطاع الفريق الاستفادة من الدروس المستفادة، فقد يشهد الموسم تحسنًا ملحوظًا في الأداء، مما يعيد الأمل لجماهير آرسنال في المنافسة على الألقاب في البطولات الكبرى.
هذا التحدي الكبير يتطلب تكاتف جهود الجهاز الفني والطبي للنادي، مع ضرورة أن تكون القرارات المبنية على أسس علمية وطبية صحيحة لضمان استمرارية الأداء على أعلى مستوى. وفي الوقت الذي يقترب فيه موعد مواجهة ريال مدريد، يبقى الأمل معقودًا على أن يتخذ أرتيتا الخطوات الحكيمة التي تضمن بقاء لاعبيه في أفضل حالاتهم البدنية والذهنية، ليقدموا أفضل ما لديهم في الساحات الرياضية الكبرى.