
كشف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق أرسنال الإنجليزي، عن “احتمال حقيقي” لتقليص مدة المباريات في المستقبل، وذلك لمواجهة الضغوط المتزايدة الناتجة عن ازدحام جدول المباريات. وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الموسم الكروي ضغطًا متزايدًا على اللاعبين، بسبب التغييرات التي طرأت على أجندة المباريات، خصوصًا في البطولات الكبرى مثل دوري أبطال أوروبا.
الضغوط المتزايدة على اللاعبين بسبب الجدول المزدحم
وفي تصريحات أدلى بها قبل مباراة أرسنال مع إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، أكد أرتيتا أن العديد من اللاعبين أصبحوا يعانون من الإصابات بسبب جدول المباريات المتزايد، الذي يفرض على الفرق خوض عدد كبير من المباريات في فترة زمنية قصيرة. وقد شهد موسم دوري أبطال أوروبا الحالي زيادة عدد المباريات من 6 إلى 8 مباريات في مرحلة المجموعات، وهو ما يضع المزيد من الضغط على الأندية الكبرى.
ويأتي هذا التصريح في وقت يتزايد فيه الحديث عن الأضرار الجسدية التي يتعرض لها اللاعبون جراء هذه الزيادة. وقد حذر رودري، لاعب مانشستر سيتي، في وقت سابق من هذا الموسم، من احتمالية أن يضطر اللاعبون إلى تنظيم إضراب إذا استمر الجدول المزدحم الذي يتسبب في إصابات كثيرة، كان أبرزها إصابته في الرباط الصليبي الأمامي، التي أنهت موسمه.
تحديات كبيرة أمام الأندية الكبرى
مدافع أرسنال، جورين تيمبر، الذي غاب عن معظم الموسم الماضي بسبب إصابة في الركبة، هو الآخر وصف الجدول الزمني الحالي بالخطير. ويعكس هذا الأمر القلق المتزايد بين اللاعبين والأندية من الضغوط التي تفرضها المباريات المستمرة والازدحام الكبير في الأجندة الدولية والمحلية.
وفي ظل هذا الوضع، بدأ أرتيتا في الحديث عن الحاجة إلى تعديلات جذرية في قوانين اللعبة، من بينها إمكانية تقليص مدة المباريات، الأمر الذي قد يساعد في تقليل الإصابات ويخفف من حدة الإجهاد الذي يعاني منه اللاعبون. وقد أعرب عن اعتقاده بأن تقليص مدة المباراة إلى 80 دقيقة أو حتى أقل قد يكون أحد الخيارات التي يجب النظر فيها.
احتمال تقليص مدة المباريات
عند سؤاله عن كيفية تطور كرة القدم في المستقبل، أجاب أرتيتا: “ستكون كرة القدم في المستقبل مقيدة بشكل أكبر بالقوانين واللوائح الجديدة، خاصةً مع التغيرات التي تشهدها أجندة المباريات”. وأضاف قائلاً: “بسبب عدد المباريات الذي يتعين علينا خوضه، سيكون من المهم للغاية أن يكون لدينا فريق قوي ومتعدد الخيارات لضمان عدم تعرض اللاعبين للإرهاق أو الإصابات”.
وفيما يتعلق بإمكانية تقليص مدة المباريات لمواجهة هذه التحديات، أشار أرتيتا إلى أنه لا يستبعد هذا الخيار. وقال: “لقد قمنا بتغيير شكل دوري أبطال أوروبا لزيادة عدد المباريات في دور المجموعات، سواء على أرضنا أو خارجها، لذلك أعتقد أن تقليص مدة المباريات قد يكون خيارًا حقيقيًا جدًا في المستقبل”.
التعديلات المحتملة على قوانين اللعبة لمصلحة اللاعبين
لقد شهدت كرة القدم في السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في الجوانب التكتيكية والفنية، ولكن التحديات البدنية والصحية للاعبين لا تزال تلقي بظلالها على الفرق الكبيرة. يتطلب الوضع الحالي إعادة التفكير في كيفية تنظيم المباريات بما يتماشى مع الحفاظ على صحة اللاعبين وتعزيز أدائهم.
بالتالي، يبدو أن هناك حاجة ملحة لتعديل قوانين اللعبة بما يتماشى مع واقع الأندية الكبرى، مثل أرسنال ومانشستر سيتي وبرشلونة، التي تخوض العديد من البطولات في موسم واحد. تعديلات مثل تقليص مدة المباراة أو زيادة فترات الراحة بين المباريات قد تساعد في الحفاظ على صحة اللاعبين وتقليل الإصابات التي قد تؤثر سلبًا على الفرق.
تحديات كبيرة في المستقبل
بينما يستمر ضغط المباريات في زيادة، يبدو أن التعديلات على شكل المباريات أصبحت ضرورة ملحة لضمان سلامة اللاعبين. في النهاية، سيعتمد مستقبل كرة القدم على كيفية توازن الأندية بين تحقيق الإنجازات الرياضية والحفاظ على صحة اللاعبين، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا لجميع الأطراف المعنية.
إذا تم تنفيذ هذه التعديلات على المدى البعيد، قد تكون خطوة نحو تحسين المستوى العام للعبة وتقليل الأضرار الجسدية التي يتعرض لها اللاعبون جراء هذا الجدول المزدحم.