في أجواء مشحونة بالحماس والترقب استعداداً لمواجهة كبرى في دوري أبطال أوروبا، يستعد فريق ليفربول لاستعادة خدمات النجم الذي طالما أسهم في تألق صفوفه، كودي جاكبو، في اللقاء المرتقب ضد باريس سان جيرمان الليلة على ملعب أنفيلد. تأتي هذه الخطوة بعد فترة من الغياب والتغيبات التي لاحظها المشجعون، إذ تغيب صفوف جاكبو عن المشاركة في مباراتين مهمتين؛ فقد لم يشهد الفريق فوزه السابق بنتيجة 1-0 على باريس في مباراة الذهاب، كما لم يكن له نصيب في الفوز الساحق 3-1 أمام ساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي.
عودة جاكبو
ومن المثير أن جاكبو، الذي كانت إجازته مستحقة بعد تغيبه عن التدريبات قبل المباراتين، عاد للمشاركة في التدريبات الجماعية المفتوحة يوم الاثنين. خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقبه، أكد المدرب آرني سلوت أن “جاكبو سيكون ضمن قائمة الفريق اليوم، فقد تدرب لأول مرة مع اللاعبين”. رغم هذه العودة الإيجابية، قد لا يشهد اللقاء بداية استخدامه كلاعب أساسي؛ إذ لم يشارك جاكبو بشكل منتظم منذ ديربي الميرسيسايد ضد إيفرتون الشهر الماضي، ولا يريد المدرب المخاطرة بمستواه في بداية المباراة المهمة.
المنافسة في خط الهجوم
وفي سياق تكتيكي آخر، يشهد خط الهجوم في ليفربول منافسة شرسة بين اللاعبين، خاصة مع الأداء المميز الذي قدمه داروين نونيز مؤخرًا. فقد برز نونيز في مباراة ساوثهامبتون حيث سجّل هدفًا رائعًا، مما منحه فرصة أفضل للحفاظ على مركزه الأساسي في الهجوم على حساب المنافسين مثل ديوجو جوتا. وفي ظل هذه المنافسة الحادة، قد يلجأ سلوت إلى خطة لعب تعتمد على التناوب والتنوع الهجومي، حيث جربها الفريق في فوز سابق بنتيجة 2-0 على مانشستر سيتي. وقد أدت هذه الخطة إلى منح كورتيس جونز فرصة المشاركة بشكل أساسي، وهو ما يبرز مرونة تكتيكية عالية داخل تشكيلة ليفربول.
استعدادات باريس سان جيرمان
أما على الجانب الآخر من القارة، فإن باريس سان جيرمان لم يقتصر تفكيرهم على الانتظار للقاء مرتقب، بل كان لديهم رؤية واضحة منذ البداية على المستوى التكتيكي. فقد أكد المدرب لويس إنريكي في مؤتمر صحفي قبل المباراة أن الفريق الذي سيتأهل من هذه المواجهة سيكون من بين المرشحين الأقوياء للوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. وعلق إنريكي قائلاً: “أهم مباراة هي دائماً المباراة القادمة، وآمل أن تكون آخر مباراة لنا هذا الموسم هي النهائي”. هذا التصريح يأتي في إطار رغبة فريق باريس في استعادة توازنه بعد نتيجة اللقاء السابق في باريس التي لم تغير من استراتيجيتهم.
تشكيلات الفريقين المتوقعة
وبخصوص التشكيلة المتوقعة لفريقي اللقاء، فمن المتوقع أن يعتمد ليفربول على قائمة قوية بدأت بالاحتفاظ ببعض الركائز الثابتة في الفريق؛ حيث يحتفظ الفريق في حراسة المرمى بـ “أليسون”، بينما يتواجد في الخط الدفاعي اللاعبون “ألكسندر أرنولد” و”كوناتي” و”فان دايك” و”روبرتسون”. أما في خط الوسط، فقد يشهد اللقاء مشاركة لاعبين مثل “جرافينبرخ” و”ماك أليستر”، في حين يُتوقع أن يعتلي الهجوم أسماء لامعة مثل “صلاح” و”سوبوسلاي” و”دياز” و”نونيز”. هذا التشكيل المميز يعكس التنوع في الأسلوب الهجومي الذي يعتمد عليه الفريق الإنجليزي، والذي استطاع من خلاله أن يفرض سيطرته على معظم المباريات الحاسمة في هذا الموسم.
خطة إنريكي الهجومية

ومن ناحية أخرى، يُتوقع أن يقدم باريس سان جيرمان تشكيلته التقليدية التي أثبتت جدارتها على المستوى الأوروبي، حيث سيبدأ الفريق في حراسة المرمى بـ “جيانلويجي دوناروما”. وفي الدفاع، سيكون على الأرجح ظهور اللاعبون “ماركينيوس” و”أشرف حكيمي” و”ويليام باتشو” و”نونو مينديز”. أما خط الوسط فسيتألف من لاعبين مثل “فيتينيا” و”فابيان رويز” و”جواو نيفيس”، في حين سينطلق الهجوم بزعامة “عثمان ديمبيلي” و”برادلي باركولا” و”خفيتشا كفاراتسخيليا”. هذا التشكيل يشير إلى اعتماد باريس على اللعب الجماعي وتنظيم الهجمات المرتدة السريعة التي تعد من أبرز سماتهم في المواجهات الأوروبية.
خاتمة: معركة تكتيكية مرتقبة

من الناحية التكتيكية، تعد المواجهة بين ليفربول وباريس سان جيرمان من أهم المواجهات في منافسات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، حيث يسعى كلا الفريقين لتحقيق الفوز والحفاظ على طموحاتهما الأوروبية. وفي لقاء مثل هذا، لا تقتصر أهمية النتيجة على النقاط فقط، بل يتوقف عليها أيضاً الاعتبار النفسي والتكتيكي الذي يمكن أن يغير من معنويات الفريقين. بالنسبة لليفربول، فإن عودة كودي جاكبو قد تشكل دفعة معنوية كبيرة، إذ يُنظر إليه كلاعب قادر على إعادة الشرارة الهجومية التي قد يحتاجها الفريق لاستعادة التوازن في المباريات الحاسمة. ورغم أنه قد يبدأ من مقاعد البدلاء، فإن مشاركته حتى من تلك الوضعية تعطي دلالة على رغبة المدرب في استغلال خبرته وتأثيره داخل الملعب في اللحظات الحاسمة.
من جانب آخر، يؤكد إنريكي أن الثقة والتصميم على تحقيق الفوز هما العاملان الأساسيان لنجاح باريس سان جيرمان في هذه المرحلة من البطولة. فقد ذكر إنريكي أن الفريق سيبدأ اللقاء بنفس نمط اللعب المعتاد لديهم منذ البداية، دون أي تعديل في الاستراتيجية بسبب نتيجة مباراة الذهاب. هذا الثبات في النهج التكتيكي يعكس استعداد الفريق لمواجهة أي تحديات قد تواجههم، مما يجعلهم منافسًا قويًا لا يستهان به على صعيد البطولات الأوروبية.