
يستعد ريال مدريد لخوض واحدة من أكثر المباريات صعوبة في موسمه الحالي، حيث يحل ضيفًا على مانشستر سيتي مساء اليوم الثلاثاء على ملعب الاتحاد، ضمن ذهاب ملحق دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا. المواجهة المرتقبة تحمل في طياتها الكثير من التحديات، خاصة بالنسبة لكارلو أنشيلوتي، الذي يجد نفسه مضطرًا لاتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر بسبب الإصابات التي ضربت صفوف الفريق الملكي، مما قد يمنح بيب جوارديولا فرصة ذهبية لاستغلال نقاط ضعف الميرينجي وتحقيق نتيجة إيجابية قبل موقعة الإياب في سانتياجو برنابيو.
ريال مدريد يواجه أزمة دفاعية كبرى
يدخل ريال مدريد المواجهة وهو في وضع لا يُحسد عليه، خاصة على المستوى الدفاعي، حيث يعاني من غيابات مؤثرة قد تُربك حسابات أنشيلوتي. فقد أعلن النادي الإسباني قبل أيام عن إصابة الظهير الأيمن لوكاس فاسكيز بتمزق عضلي في الفخذ الخلفي، ما يعني غيابه لفترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
إصابة فاسكيز جاءت في توقيت سيئ للغاية، إذ يعاني ريال مدريد أصلًا من نقص حاد في مركز الظهير الأيمن، في ظل غياب داني كارباخال، وعدم تدعيم هذا المركز خلال فترة الانتقالات الشتوية. هذا الأمر دفع أنشيلوتي إلى اتخاذ قرار جريء لكنه محفوف بالمخاطر، حيث سيعتمد على الظهير الأيسر الفرنسي فيرلاند ميندي في الجهة اليمنى، بينما سيشغل الشاب فران جارسيا مركز الظهير الأيسر.
مجازفة قد تكلف ريال مدريد الكثير
قرار أنشيلوتي بإشراك ميندي كظهير أيمن يُعد مخاطرة كبيرة، إذ أن اللاعب الفرنسي لم يقدم أداءً مقنعًا حتى في مركزه الأساسي كظهير أيسر، ويعاني من تراجع ملحوظ في مستواه هذا الموسم. بالإضافة إلى ذلك، فإن تغيير مركزه قد يؤدي إلى ارتباك واضح في دفاع ريال مدريد، خاصة أمام خصم بحجم مانشستر سيتي، الذي يمتلك ترسانة هجومية قوية يقودها إرلينغ هالاند، فيل فودين، وجاك جريليش.
من جانبه، لن يتردد جوارديولا في استغلال هذه الثغرة الواضحة، حيث من المتوقع أن يدفع بلاعبه المصري عمر مرموش، المنضم حديثًا للفريق في الميركاتو الشتوي، للعب كجناح أيسر من أجل الضغط المستمر على ميندي وإجباره على ارتكاب الأخطاء، وهو ما قد يشكل نقطة تحول حاسمة في اللقاء.

الأزمة لا تتوقف عند الأظهرة فقط!
المشكلة الدفاعية التي يعاني منها ريال مدريد لا تقتصر على مركز الظهير الأيمن فقط، بل تمتد إلى قلب الدفاع أيضًا، حيث سيفتقد الفريق لخدمات أنطونيو روديجر بسبب الإصابة، بالإضافة إلى استمرار غياب إيدير ميليتاو. في ظل هذه الغيابات، سيضطر أنشيلوتي للاعتماد على الفرنسي أوريلين تشواميني في قلب الدفاع بجوار الشاب راؤول أسينسيو، وهي مغامرة أخرى قد تكون مكلفة أمام فريق بحجم مانشستر سيتي.
وجود تشواميني في الدفاع يعني أن ريال مدريد سيفتقد لإمكانياته في خط الوسط، مما قد يمنح السيتي سيطرة أكبر في هذه المنطقة الحساسة، وهو أمر يدركه جوارديولا جيدًا وسيسعى لاستغلاله بأفضل طريقة ممكنة.

التشكيل المتوقع لريال مدريد
من المنتظر أن يعتمد كارلو أنشيلوتي على تشكيل هجومي متوازن، مع محاولة سد الثغرات الدفاعية قدر الإمكان، حيث من المتوقع أن يكون التشكيل على النحو التالي:
- حراسة المرمى: تيبو كورتوا
- خط الدفاع: فران جارسيا - راؤول أسينسيو - أوريلين تشواميني - فيرلاند ميندي
- خط الوسط: داني سيبايوس - فيديريكو فالفيردي
- خط الهجوم: فينيسيوس جونيور - جود بيلينجهام - رودريجو
- رأس الحربة: كيليان مبابي
هل ينجو ريال مدريد من فخ الاتحاد؟
المباراة بلا شك ستكون اختبارًا صعبًا لريال مدريد، خاصة وأن مانشستر سيتي يعد من أقوى الفرق في البطولة، ويمتلك سجلًا مميزًا على ملعبه. أنشيلوتي سيكون مطالبًا بوضع خطة ذكية للحد من خطورة السيتي، ولكن مع هذه الغيابات، فإن الأمور تبدو معقدة للغاية.
من جهته، سيدخل جوارديولا اللقاء وعينه على تحقيق فوز مريح قبل موقعة الإياب في مدريد، خاصة مع استغلال نقاط ضعف دفاع ريال مدريد. فهل يتمكن أنشيلوتي من تخطي هذه العقبات وتحقيق نتيجة إيجابية؟ أم أن السيتي سيستغل هذه المشاكل ويفرض هيمنته على اللقاء؟ الساعات القادمة ستكشف عن الإجابة!