
في خطوة لم تكن متوقعة، أعلن نادي فنربخشه التركي قطع إعارة الجناح الفرنسي آلان سانت ماكسيمين، القادم من الأهلي السعودي، لينتهي مشواره مع الفريق التركي بعد ستة أشهر فقط من انضمامه. جاء هذا القرار في الأيام الأخيرة من فترة الانتقالات الشتوية، مما أثار جدلاً واسعًا حول الأسباب الحقيقية التي دفعت النادي لاتخاذ هذه الخطوة المفاجئة، وما إذا كان هناك أسباب فنية أم سلوكية وراء ذلك.
سانت ماكسيمين.. بداية لم تكن متوقعة في تركيا
بعد أن قدم موسمًا مميزًا مع الأهلي في الدوري السعودي خلال موسم 2023-2024، أثار انتقال آلان سانت ماكسيمين إلى فنربخشه التركي استغراب الكثيرين. فقد كان يُنظر إليه كأحد أهم لاعبي الأهلي خلال الموسم السابق، حيث أظهر مستوى رائعًا في خط الهجوم من خلال سرعته الفائقة وقدرته على المراوغة وصناعة الأهداف. ومع ذلك، قرر الأهلي إعارته إلى فنربخشه مقابل حوالي 8 ملايين يورو لمدة موسم واحد، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول أسباب هذه الخطوة.
أداء متذبذب مع فنربخشه.. لماذا لم ينجح؟
عند وصوله إلى تركيا، كانت التوقعات مرتفعة حول أداء سانت ماكسيمين، خاصة أنه سبق له اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مع نيوكاسل يونايتد، وكان أحد أبرز المواهب الهجومية هناك. لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا، حيث لم يتمكن اللاعب الفرنسي من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية بشكل مستمر، وكان أداؤه محل انتقادات من قبل الجماهير والإعلام التركي.
رغم مشاركته في 24 مباراة مع فنربخشه، لم يكن تأثيره كبيرًا، حيث سجل ثلاثة أهداف فقط وصنع أربعة أهداف أخرى، وهو معدل أقل بكثير مما كان يقدمه مع نيوكاسل أو الأهلي. ولم تقتصر الانتقادات على أدائه الفني فقط، بل امتدت إلى التزامه داخل وخارج الملعب.

مشاكل داخلية.. هل افتعل سانت ماكسيمين الأزمات في فنربخشه؟
لم يكن الأداء الفني وحده هو السبب وراء رحيله المبكر، بل تشير بعض التقارير إلى أن سانت ماكسيمين واجه مشاكل داخلية مع الجهاز الفني وزملائه في الفريق. فقد قيل إنه لم يكن منضبطًا بالشكل الكافي، وظهرت عليه علامات الإحباط، مما أدى إلى تصرفات غير احترافية أثرت على علاقته مع الفريق.
وبحسب مصادر داخل النادي التركي، فإن اللاعب لم يكن سعيدًا منذ البداية في فنربخشه، ولم يستطع التكيف مع أجواء الفريق وأسلوب اللعب في الدوري التركي. كما أن هناك حديثًا عن خلافات مع الجهاز الفني بسبب طريقة توظيفه في الملعب، حيث كان يرغب في الحصول على دور هجومي أكبر، لكنه لم يكن يحصل على الحرية التي اعتاد عليها في الفرق السابقة.
الأهلي يواجه مأزقًا بعد عودة غير متوقعة
بعد إنهاء الإعارة، أصبح مصير سانت ماكسيمين غير واضح، خاصة أن قائمة الأهلي تضم العدد الكامل من اللاعبين الأجانب، ما يعني أنه لا يمكنه العودة إلى الفريق السعودي في الوقت الحالي. وهذا يضع إدارة الأهلي في موقف حرج، إذ يتعين عليها إما البحث عن نادٍ جديد لاستعارته أو بيعه بشكل نهائي خلال الأيام المتبقية من فترة الانتقالات الأوروبية، التي تغلق في الثالث من فبراير.
كيف أثرت صفقة سانت ماكسيمين على سوق الانتقالات الشتوية؟
مع نهاية فترة الانتقالات الشتوية، كان من المتوقع أن يكون سانت ماكسيمين جزءًا من خطط فنربخشه حتى نهاية الموسم، لكن فسخ عقد الإعارة ألقى بظلاله على خطط النادي التركي. فبدلاً من الاستفادة من خدماته حتى الصيف، أصبح النادي الآن مطالبًا بالبحث عن بديل مناسب لتعويض غيابه، وهو أمر قد يكون صعبًا نظرًا لضيق الوقت المتبقي قبل إغلاق الميركاتو.
وبالنسبة للأهلي، فإن هذا القرار قد يؤثر على خطط الفريق للموسم الحالي، حيث كان من المفترض أن يستفيد النادي من إعارة اللاعب ماليًا، لكنه الآن يواجه تحدي إيجاد حل لمصير اللاعب في وقت قصير.

ماذا بعد؟ السيناريوهات المحتملة لسانت ماكسيمين
مع انتهاء مشواره مع فنربخشه، يواجه سانت ماكسيمين عدة خيارات لمستقبله، ولكن كل منها يحمل تحديات مختلفة:
- البحث عن نادٍ أوروبي جديد: مع استمرار فترة الانتقالات في أوروبا لبضعة أيام، قد يكون أمام اللاعب فرصة للانضمام إلى نادٍ آخر، سواء بنظام الإعارة أو البيع النهائي. ولكن الوقت المتبقي محدود، وقد لا يكون من السهل العثور على فريق مستعد لضمه في اللحظات الأخيرة من الميركاتو.
- البقاء في الأهلي وانتظار الصيف: نظرًا لأن قائمة الأهلي ممتلئة بالفعل باللاعبين الأجانب، فإن بقاءه في النادي حتى الصيف قد يكون خيارًا صعبًا، لكنه ليس مستبعدًا. وإذا قررت الإدارة الاحتفاظ به، فقد يكون عليه الانتظار حتى يتم تعديل القائمة أو بيع لاعب أجنبي آخر لإفساح المجال له.
- الانتقال إلى دوري آخر بانتقالات مفتوحة: بعض الدوريات، مثل الدوري البرازيلي أو الصيني، لا تزال فترة الانتقالات فيها مفتوحة لفترة أطول، مما قد يمنح سانت ماكسيمين فرصة جديدة للعب في بيئة مختلفة، لكن الانتقال إلى دوري خارج أوروبا قد لا يكون الخيار المفضل له في هذا التوقيت.
تأثير هذه التجربة على مستقبل سانت ماكسيمين
رحيل سانت ماكسيمين المبكر عن فنربخشه يضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبله كلاعب محترف. فبعدما كان يُنظر إليه كأحد المواهب الواعدة في الدوري الإنجليزي، يبدو أن مستواه بدأ في التراجع منذ انتقاله إلى الدوري السعودي، والآن يواجه تحديًا جديدًا بعد تجربة غير ناجحة في تركيا.
قد تكون هذه الانتكاسة نقطة تحول في مسيرته، وقد يحتاج إلى إعادة تقييم خياراته والعمل بجد لاستعادة مستواه السابق. فإذا أراد العودة إلى اللعب في دوريات كبرى مثل الدوري الإنجليزي أو الإسباني، سيكون عليه إثبات قدرته على الانضباط والتألق من جديد، خاصة أن الأندية الكبيرة تفضل التعاقد مع لاعبين يمكنهم تحقيق الاستقرار داخل الفريق دون مشاكل.
ختامًا.. هل كانت خطوة فنربخشه صحيحة؟
رحيل آلان سانت ماكسيمين عن فنربخشه يعكس حقيقة أن كرة القدم لا تعتمد فقط على المهارات داخل الملعب، بل تحتاج أيضًا إلى الالتزام والانضباط خارج الملعب. وعلى الرغم من أنه لاعب موهوب، إلا أن المشاكل التي واجهها في تركيا قد تؤثر على فرصه المستقبلية.
الآن، تبقى الأنظار موجهة نحو الأيام القليلة القادمة، لمعرفة ما إذا كان سانت ماكسيمين سيتمكن من إيجاد نادٍ جديد قبل إغلاق سوق الانتقالات، أم أنه سيضطر إلى الانتظار حتى الصيف للبحث عن فرصة جديدة في مسيرته الاحترافية.