عاد حارس المرمى المخضرم عبدالله المعيوف، حارس الشباب الحالي، للحديث عن مرحلة رحيله عن نادي الهلال في صيف 2023، وانتقاله بعدها إلى الاتحاد ثم الشباب، إلى جانب إبدائه رأيًا صريحًا حول المدرب البرتغالي جورجي جيسوس الذي درّب الزعيم موسمًا واحدًا فقط.
منجزات المعيوف في الهلال ومسيرته قبل الوداع
يُعدُّ المعيوف أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ الكرة السعودية، فقد ارتبط اسمه بتحقيق الهلال للعديد من البطولات المحلية والقارية خلال العقد الماضي. إذ حصد الزعيم مع المعيوف:
• دوري المحترفين 5 مرات
• كأس خادم الحرمين الشريفين مرتين
• دوري أبطال آسيا 2021
كما شارك المعيوف مع منتخب السعودية في نهائيات كأس آسيا وتصفيات مونديال 2022، مؤكدًا خبراته الطويلة وقدرته على التعامل مع أصعب الضغوط.
السبب الرئيس لرحيله

في لقاء حصري مع قناة "إم بي سي"، أوضح المعيوف أن إدارة الهلال رفضت تجديد عقده، رغم رغبته في البقاء موسمًا إضافيًا، قائلًا:
"قبل عامٍ واحدٍ من انتهاء عقدي، تلقيت عرضًا من نادي الاتحاد، وبالموازاة مع ذلك طلبت من إدارة الهلال تمديد عقدي حتى صيف 2025، لكنهم رفضوا. شعرت حينها أن فرص مشاركتي ستتضاءل قادمًا، لذا فضّلت الانتقال إلى بيئة جديدة تضمن لي الاستمرارية في الملعب."
وبحسب تصريحه، لم يصل أي تواصل جاد من الهلال لتجديد العقد، ما دفعه للاتفاق سريعًا مع الاتحاد، ثم اختار في الموسم التالي الانتقال إلى الشباب بحثًا عن دقائق لعب أكبر وفرصة جديدة لإثبات ذاته.
انتقاله إلى الاتحاد والشباب
عقب مغادرته الهلال، انضم المعيوف إلى الاتحاد تحت قيادة المدرب وأبرز اللاعبين التاريخيين في النادي، محاولًا الحفاظ على مستواه ومساندة "العميد" في سعيه للانتصارات المحلية. وعلى الرغم من أن تجربته مع الاتحاد استمرت موسمًا واحدًا فقط، إلا أنها مهدت له الطريق للانتقال إلى الشباب الذي وجد فيه ضالته من حيث الوقت المستغرق في المباراة والدعم الفني.
وفي "قلعة الليوث"، استطاع المعيوف قيادة الفريق إلى مراكز متقدمة في ترتيب دوري المحترفين، وساهم بتصدياتٍ حاسمةٍ أبقت شباكه نظيفة في مناسبات عدة، مما أكسبه ثقة الجماهير والإدارة.
تقييم جيسوس: "مدرب موسم واحد"
لم يكتفِ المعيوف بسرد أسباب رحيله، بل أجاب أيضًا عن سؤالٍ يتعلق بعلاقته بالمدرب البرتغالي جورجي جيسوس، الذي قاد الهلال في موسم 2021–2022 وحقق معه دوري الأبطال. وقال المعيوف بصراحة:
"لا توجد خلافات شخصية بيني وبين المدرب، لكنه بالنسبة لي لم يمثل استقرارًا طويل الأمد داخل النادي؛ أراه مدرب موسم واحد، فقط."
هذه العبارة تلخص وجهة نظره في خطة العمل التي انتهجها جيسوس، والتي رغم الفاعلية التكتيكية والفوز بلقب قاري، كانت مصحوبة برحيل سريع وطلبات انتقال متعددة، ما أعطى انطباعًا بعدم اكتمال المشروع تحت قيادته.
انعكاسات الرفض على الهلال

يرى بعض المحللين أن موقف إدارة الهلال من تجديد عقد المعيوف يعكس رغبة في دمج الجيل الجديد، أو إعطاء الفرصة للحراس الشباب للصعود. ولكن رفض تمديد عقد حارسٍ بخبرته ربما فتح المجال أمام نقاشات حول استراتيجية بناء الفريق طويلة الأمد والحاجة لموازنة الخبرة بالشباب.
كما أن قرار عدم الاحتفاظ بلاعب دولي مخضرم مثل المعيوف أتاح للهلال التركيز على حراس آخرين، لكنه في الوقت نفسه قلص خيارات الجهاز الفني في المباريات الحاسمة، خصوصًا في البطولات القارية.
رؤية المعيوف للمراحل المقبلة
وفي ختام حديثه، أشار المعيوف إلى أنه يضع كامل تركيزه على الأداء داخل الملعب، بعيدًا عن الشائعات:
"الحياة المهنية للاعب تنتهي سريعًا، لذلك أسعى للعب بأفضل مستوى حتى آخر ظهور لي. أينما كنت، فسأقدم كل ما أملك لصالحي ولصالح النادي الذي أمثله."
ويُنتظر أن يواصل الحارس مخزون خبرته في صفوف الشباب، مع حرص إدارة النادي على دعمه وتوفير بيئة تساعده على تقديم مستويات ثابتة تليق بمسيرته الحافلة بالإنجازات.
من مشوارٍ حافلٍ مع الهلال إلى تحدي جديد في الاتحاد ثم الشباب، تمرُّ قصة المعيوف بمراحل تحولٍ تكتيكية وإدارية، ومواقف صريحة تجاه قرارات الأندية الواقعية ومدربيها، مما يسلط الضوء على التوازن الدقيق بين طموحات اللاعبين وأجندة الأندية.