خلفية المواجهات والتصريحات الحامية
تشهد منافسات دوري روشن السعودي تنافسًا شديدًا بين أندية النمور والعميد والزعيم. ففي الجولة الـ26 من الدوري، شهد الهلال هزيمة مفاجئة أمام النصر بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، بينما تعثر الاتحاد بالتعادل أمام الأهلي بنتيجة 2-2. وبذلك انخفض الفارق بين العميد والزعيم إلى خمس نقاط فقط، إذ يحتل النمور الصدارة برصيد 62 نقطة. هذه النتائج كانت سببًا رئيسيًا في صعود التساؤلات حول قدرة الاتحاد على استغلال ضعف منافسيه لحسم لقب الدوري مبكرًا.
خلال برنامج “دورينا غير”، أدلى أحمد عطيف بتصريحات أثارت الجدل، حيث قال:
“الهلال غير جيد والأمر نفسه للأهلي والنصر، إذًا من المفترض أن يستغل الاتحاد هذا الوضع، ويصبح الأول بفارق 13 نقطة عن أقرب منافسيه.”
وأضاف عطيف أن إصابة لاعب واحد فقط، وهو غياب الحارس رايكوفيتش عن الديربي، كانت سببًا في تراجع أداء الاتحاد. هذه التصريحات لم تلقَ قبولًا لدى حمد المنتشري، الذي لم يتردد في الرد على ما وصفه بأنه تفسيرات سطحية لا تأخذ بعين الاعتبار الواقع الكامل الذي يعاني منه نادي الاتحاد هذا الموسم.
رد فعل المنتشري على التصريحات وانتقاداته للمنافسين
في تصريح ناري، أشار المنتشري إلى أن نادي الاتحاد يواجه مشكلات متعلقة بكثرة الإصابات، حيث يغيب في كل مباراة لاعبين أو ثلاثة. ومن بين اللاعبين الذين تضررت مشاركتهم كانت أسماء كبيرة مثل موسى ديابي، وحسام عوار، وكريم بنزيما، وبيرجفاين. ورغم أن عطيف حاول التقليل من أهمية غياب لاعب الوسط الجزائري حسام عوار، إلا أن المنتشري نفى تمامًا هذه المزاعم مؤكدًا أن الفريق يعاني بالفعل من نقص حقيقي في التشكيلة بسبب الإصابات المتتالية.
وأكد المنتشري في رده قائلاً:
“الذي ينتقد لا يفهم. ليس كل من ينتقد يعرف حقيقة الوضع الذي نمر به، فالاتحاد لم يحضر أي مباراة بصفوف مكتملة. الإصابات أضرت بالفريق بشكل كبير، وكل مباراة نفتقد فيها لاعبين يؤثر ذلك على الأداء العام.”
هذه التصريحات جاءت دفاعًا عن نجم الاتحاد الذي تعرض للانتقادات من قبل بعض الجماهير، والتي اعتبرها المنتشري تعبيرًا عن عدم فهم الوضع الحقيقي والتحديات التي يواجهها الفريق.
إشادة المنتشري بكانتي وتقييم أدائه في الديربي

في خضم الانتقادات التي طالت أداء بعض لاعبي الاتحاد، خرج حمد المنتشري بإشادة واضحة للاعب الوسط الفرنسي نجولو كانتي، الذي تعرض لانتقادات كثيرة بعد ديربي الأمس. وأوضح المنتشري قائلاً:
“كانتي مهما أخطأ، لا يمكنني أن أتكلم. مهما فعل في أي مباراة، هو حاول منع الكرة من دخول الشباك في كرة الهدف الثاني لإيفان توني، ولولا هذا الخطأ لكان النجم الأول للديربي هو وفابينيو.”
وأضاف قائلاً:
“كانتي مهما يخطئ، الاتحاديون سيضعون كانتي فوق رؤوسهم.”
بهذا التصريح، يؤكد المنتشري على أن قيمة اللاعب لا تقتصر فقط على عدد الأهداف أو الإحصائيات الفردية، بل تمتد إلى دوره الأساسي في بناء الفريق ومنع تسديدات الخصوم. فحتى وإن كان اللاعب يرتكب أخطاء في بعض اللحظات، فإن مساهمته الدفاعية وصناعته للعب تلعب دورًا محوريًا في نتائج الفريق.
التحديات التي يواجهها الاتحاد في الموسم الحالي
يعيش نادي الاتحاد موسمًا مليئًا بالتحديات في دوري روشن السعودي، حيث لا يقتصر الأمر على قوة المنافسين مثل الهلال والنصر والأهلي، بل يمتد إلى المشاكل الداخلية التي يواجهها الفريق. من أبرز هذه المشاكل كثرة الإصابات التي أثرت بشكل كبير على التشكيلة الرئيسية، مما جعل الفريق يعاني من نقص في التجانس والتناسق التكتيكي. ونتيجة لذلك، يجد الاتحاد صعوبة في استغلال الفرص التي تتيحها المباريات ضد الفرق المنافسة.
كما أن الجدول الزمني المكثف للمباريات في الدوري السعودي يفرض ضغطًا نفسيًا وجسديًا على اللاعبين، مما يجعل من الصعب الحفاظ على مستوى عالٍ من الأداء في كل اللقاءات. وفي ظل هذه الظروف، تأتي تصريحات المنتشري دفاعًا عن زملائه في الفريق، مؤكداً أن الانتقادات لا تأخذ بعين الاعتبار الظروف القاسية التي يمر بها الاتحاد هذا الموسم.
نظرة مستقبلية: هل سيتمكن الاتحاد من استغلال الفرص؟

على الرغم من التحديات والانتقادات التي يواجهها الاتحاد في الوقت الراهن، فإن الفريق لا يزال يملك الإمكانيات والموارد التي قد تساعده على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. مع استمرار الإصابات وتأثيرها على تشكيل الفريق، يجب على الجهاز الفني واللاعبين أن يتكاتفوا لاستعادة توازن الأداء وتحقيق نتائج إيجابية في المباريات القادمة.
وفي هذا السياق، يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن الاتحاد من استغلال ضعف منافسيه وتحقيق تقدم كبير في جدول ترتيب دوري روشن؟ مع فارق خمس نقاط فقط عن القائد النمور، يبدو أن الفرصة لا تزال متاحة لتحقيق القفزة المطلوبة، خاصةً إذا استطاع الفريق تجاوز تحديات الإصابات وتنظيم صفوفه بشكل أفضل.
خاتمة
إن تصريحات حمد المنتشري كانت بمثابة ردة فعل حادة على الانتقادات التي تتعرض لها تشكيلة الاتحاد هذا الموسم. ومن خلال دفاعه القوي عن الفريق ونجم الاتحاد “المغضوب عليه”، سلط الضوء على حقيقة أن الواقع في كرة القدم لا يقاس دائمًا بما يُقال في برامج التحليل الإعلامية، بل بما يعيشه اللاعبون والفريق في قلب المنافسات. وبينما يستمر الاتحاد في مواجهة التحديات في دوري روشن السعودي، يبقى الأمل معقودًا على أن يستعيد الفريق توازنه ويتمكن من استغلال الفرص لصعود متدرج نحو لقب الدوري. وفي النهاية، تبرز قصة الاتحاد درسًا مهمًا لكل عشاق كرة القدم: النجاح لا يأتي بدون صعوبات، والانتقادات قد تخفي وراءها واقعًا أكثر تعقيدًا مما يظهر على السطح.