الحبسي يرد على الانتقادات: رسالة تحدٍ للجماهير والتأكيد على عشق الهلال لجدة

2025-02-17 06:57:40

الحبسي

في أجواء تشهد توترات داخلية ومنافسات شرسة مع اقتراب كلاسيكو الاتحاد والهلال، برزت تصريحات حارس مرمى الهلال السابق علي الحبسي بطريقة أثارت الجدل، إذ جاء رده على الانتقادات الموجهة إلى الاتحاد واستحضاره لدروس الماضي مع يونس محمود في إطار موقف يهدف إلى تهدئة الأمور مع جماهير النادي الغاضبة. في حدث أثار الكثير من النقاش، بدا الحبسي وكأنه ينقل رسالة صريحة تحمل بين طياتها تلميحات إلى أن الهلال يتسم بحب خاص لمدينة جدة، وهو ما يُعد بمثابة تأكيد على الروح الرياضية والوفاء الذي يتمتع به اللاعب تجاه البيئة التي يصنع فيها مستقبل فريقه.

جذور الجدل ودروس الماضي

تعود جذور هذا الجدل إلى فترة لم يتعلم فيها بعض اللاعبين الدروس المستفادة من مواقف سابقة، فقد ارتبط اسم يونس محمود، النجم العراقي السابق ونائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، بنقاشات حادة عقب مشاركته في أحداث كأس الخليج العربي 2024، حيث أدت تصرفاته إلى استقطاب انتقادات واسعة من قبل الجماهير. وفي تلك المناسبة، كان الحبسي من بين الأسماء التي أُشيد بها لاحقاً بسبب قدرته على التعامل مع الضغوط وعدم الانزلاق في ردود فعل سلبية. ولكن يبدو أن دروس الماضي لم تُترك أثرًا في نفسه، إذ عاد موقفه قبل كلاسيكو الاتحاد والهلال بتحدٍ جديد، متجاهلاً بعض الانتقادات التي طالته في مناسبات سابقة.

مباراة الهلال والرياض: خلفية التوتر

على خلفية لقاء الهلال مع الرياض، الذي انتهى بتعادل محبط 1-1 ضمن الجولة العشرين من دوري روشن السعودي، شهدت المباراة مناوشات بين الجماهير واللاعبين، إذ حاول بعض المتابعين استحضار مواقف سابقة من موسم 2021-2022، حيث كانت صفوف الاتحاد تتصدر جدول الترتيب بفارق نقاط كبير، لكن النجاح جاء في اللحظات الأخيرة لتقليص الفارق وتحقيق نتيجة إيجابية. وفي هذا السياق، قام أحد المشاهدين في برنامج “دورينا غير” بتوجيه رسالة واضحة للاتحاد، مذكرًا إياه بموسم 2021-2022 عندما تسيد العميد صدارة الترتيب بفارق 16 نقطة، لكن الفريق استطاع خطف اللقب بفارق بسيط في اللحظات الأخيرة. وفي رد فعل سريع، جاء نجم النادي السابق حمد المنتشري ليؤكد بأن الفرق قد تغيرت كثيرًا خلال الموسمين الماضيين، مشيرًا إلى أن الاتحاد أصبح في مرحلة فنية أقرب للكمال، والجمهور يمد الفريق بالدعم اللازم، ما يجعل الوضع الحالي أكثر استقراراً مما كان عليه سابقاً.

رسالة الحبسي: تحدٍ واضح

الحبسي

وفي هذا السياق، برز موقف علي الحبسي الذي لم يتوانَ عن توجيه رسالة حادة، إذ قال في إحدى لقاءاته: “ما عليك، الهلال يحب جدة كثيرًا، الهلال لعبته جدة ن شاء الله”. هذه الكلمات البسيطة التي أطلقها الحبسي جاءت بمثابة تحدٍ مباشر للانتقادات التي كانت تُوجه للاتحاد، حيث حاول تقليل أهمية النقد الذي طال بعض اللاعبين بتقديم تأكيد ضمني على قوة الروح الجماعية للفريق وحبهم العميق للمدينة التي يستضيفون فيها مبارياتهم.

الاستعدادات لكلاسيكو الاتحاد والهلال

تأتي تصريحات الحبسي في وقت يشهد فيه النادي تحديات كبيرة مع اقتراب مواجهة كلاسيكو الاتحاد والهلال المقرر إقامتها في 22 فبراير الجاري على ملعب الإنماء في جدة، ضمن الجولة الحادية والعشرين من دوري روشن السعودي. ويُعتبر هذا اللقاء من أهم المباريات في جدول الدوري، خاصةً في ظل تنافس الأندية الكبيرة على المراتب الأولى والفرص التأهيلية للمنافسات الآسيوية. إذ يُعد الهلال واحدًا من الفرق التي تتصدر الترتيب الحالي، حيث يتصدر الترتيب بـ19 نقطة، بفارق ضئيل يتمثل في فارق الأهداف عن الأهلي السعودي، فيما يحل الوصل الإماراتي في المركز الخامس برصيد 11 نقطة فقط.

التحديات الفنية والنفسية

هذه الأحداث تأتي في إطار تطورات كثيرة تتعلق بالوضع الفني والنفسي للفريق، خاصةً وأن المباراة السابقة التي جمعته مع الرياض لم تحقق النتيجة المرجوة، بل أدت إلى تضاؤل الفارق في جدول الترتيب وتحقيق نتيجة تعادلية، مما دفع الجماهير إلى إطلاق هتافات وانتقادات حادة. وقد حاول بعض اللاعبين مثل سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش أن يتدخل لتهدئة الأمور، لكن الحبسي، بدلاً من ذلك، اختار أن يُظهر موقفه الثابت بوضع عبارة تحمل في طياتها تحديًا واضحًا للموقف الراهن.

دروس من الماضي واستشراف المستقبل

الحبسي

تذكر أن الحبسي، الذي كان جزءًا من صفوف الهلال لسنوات عدة، قد شارك في العديد من المباريات الحاسمة والتي شكلت جزءًا من تاريخ النادي العريق. وقد اعتُبر أحد أبرز رموز الدفاع، لكن في الآونة الأخيرة، أصبح اسمه مرتبطًا بمواقف جدلية تثير الجدل بين الجماهير والمسؤولين. وفي إحدى المناسبات السابقة، كان الحبسي محللًا للأحداث عبر برنامج “دورينا غير”، حيث رفض السير على خطى النجم العراقي يونس محمود، الذي أثار جدلاً كبيرًا في كأس الخليج العربي 2024، إلا أن الحبسي لم يتخذ موقفًا مشابهًا حينها، محافظًا على موقفه الذي يعتبره انعكاسًا لروح الفريق التي لا تُقهر.

الرسائل الإيجابية ودور الجماهير

على صعيد آخر، أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أن تلك المواقف داخل الملعب قد تؤثر على نظرة اللاعبين الأجانب للمملكة ودوري روشن بشكل عام. إلا أن الحبسي، الذي كان طرفًا في هذه الأحداث، استطاع أن يثبت أن روحه الرياضية لا تعرف الانكسار وأن حب الهلال لمدينة جدة هو أمر ثابت لا يتأثر بالمناوشات أو الانتقادات. ويبدو أن هذه الرسالة كانت بمثابة تأكيد على أن التحديات التي يواجهها النادي يجب أن تُحول إلى دافع للمضي قدمًا في تحقيق الإنجازات، بغض النظر عن التعليقات السلبية أو الهتافات التي قد تُطلق من المدرجات.

في الختام

في إطار الاستعدادات المكثفة للمباريات القادمة، تظل التحضيرات الفنية والتكتيكية جزءًا أساسيًا من جهود الجهاز الفني للنادي، الذي يعمل على مراجعة كل التفاصيل لضمان تقديم أفضل أداء ممكن في مواجهة الخصوم. تصريحات الحبسي التي ترددها الجماهير اليوم تحمل رسالة واضحة: أن النادي الذي يحبه اللاعبون لا يزال يسير على طريق النجاح، وأن كل تحدٍ هو فرصة لتعلم درس جديد واستغلال التجارب السابقة لتقديم أداء أفضل في المستقبل.

المزيد من المقالات