
في واحدة من أبرز مباريات دوري روشن السعودي
في واحدة من أبرز مباريات دوري روشن السعودي، حقق النادي الأهلي فوزًا مثيرًا على الشباب بنتيجة (3-2)، في كلاسيكو الجولة الرابعة عشرة، الذي أقيم على ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل بجدة. المباراة شهدت إثارة من بدايتها وحتى صافرة النهاية، لترفع رصيد الأهلي إلى 26 نقطة في المركز الخامس، بينما تجمد الشباب عند 23 نقطة في المركز السادس.
سيناريو المباراة: بداية نارية وهيمنة أهلاوية
لم ينتظر الأهلي طويلًا لإشعال الكلاسيكو، إذ افتتح الإنجليزي إيفان توني التسجيل في الثانية 42 من عرضية متقنة لرياض محرز، ليضع الكرة برأسية في الشباك. ولم يكتفِ الراقي بهذا التقدم السريع، بل واصل ضغطه الهجومي، حيث أضاف الإسباني جابري فيجا الهدف الثاني في الدقيقة 13، مستفيدًا من تمريرة رائعة من روبرتو فيرمينو. وفي الدقيقة 48، حسم سعد بالعبيد الهدف الثالث بعد ارتداد كرة رأسية من العارضة.
وعلى الرغم من هيمنة الأهلي في الشوط الأول:
عاد الشباب في الشوط الثاني بمحاولات جادة لتقليص الفارق. خطأ دفاعي من ميريح ديميرال في الدقيقة 72 أدى إلى هدف ذاتي، قبل أن يسجل مصعب الجوير هدف الشباب الثاني في الدقيقة 90+5، لكن الوقت لم يكن كافيًا للعودة الكاملة.
الأهلي: أداء هجومي ساحر وتنظيم دفاعي محكم
الأهلي أثبت تفوقه التكتيكي من خلال سيطرة شاملة على اللقاء. التنظيم الدفاعي كان في أبهى صوره، حيث برزت أدوار الظهيرين علي مجرشي وسعد بالعبيد في التغطية الدفاعية والهجوم من الأطراف. استغل الأهلي المساحات التي تركها لاعبو الشباب، واعتمد على الكرات الطويلة والمرتدات السريعة، ما جعل كل هجمة خطيرة على مرمى عبد الله المعيوف.
أما في الخط الأمامي:
فقدّم الأهلي درسًا في الشراسة الهجومية. رياض محرز وجابري فيجا أضافا لمسة سحرية من الأطراف، في حين تألق إيفان توني بتسجيله وصناعته للفرص، ليصبح أحد نجوم اللقاء بلا منازع.
إيفان توني: نجم فوق العادة
إيفان توني دخل تاريخ الأهلي ودوري روشن السعودي بأداء استثنائي. سجل أسرع هدف في تاريخ مواجهات الفريقين، وأصبح أول لاعب إنجليزي يسجل في دوري المحترفين السعودي. إلى جانب هدفه المبكر، أرهق توني دفاع الشباب بتحركاته وضغطه المستمر، وكان قريبًا من تسجيل أهداف أخرى، منها محاولة جريئة من منتصف الملعب كادت تسكن الشباك.
الشباب: استفاقة متأخرة وفوضى دفاعية
رغم المحاولات المتأخرة، إلا أن الشباب ظهر بأداء باهت في الشوط الأول، عانى فيه من فوضى دفاعية واضحة. المدرب التركي فاتح تريم حاول إعادة التوازن في الشوط الثاني من خلال زيادة الاستحواذ والاعتماد على الهجوم المنظم، لكن الأخطاء الدفاعية كانت العنوان الأبرز، أبرزها هدف ميريح ديميرال بالخطأ في مرماه.
مصعب الجوير:
الذي نال جائزة أفضل لاعب واعد قبل المباراة، كان نقطة الضوء الأبرز في صفوف الشباب. صنع الهدف الأول وسجل الهدف الثاني، ما ساعد الفريق على تقليص الفارق وحفظ ماء الوجه. كذلك، تألق الظهير روبرت رينان بتحركاته الدفاعية والهجومية.
لعنة تصريحات البلطان: واقع يتكرر
تصريحات رئيس الشباب السابق، خالد البلطان، التي أطلقها بعد هبوط الأهلي إلى دوري الدرجة الأولى في 2022، تحولت إلى “لعنة” تطارد الليوث. منذ ذلك الحين، فشل الشباب في تحقيق الفوز على الأهلي في الدوري، حيث تعادل في لقاء واحد وخسر مرتين. وكأن تصريحات البلطان حول “نهاية الأربعة الكبار” أصبحت عائقًا نفسيًا للفريق في مواجهاته مع الراقي.
مهارة زيدان على الطريقة الأهلاوية
علي مجرشي، الظهير الأيمن للأهلي، قدّم أداءً دفاعيًا وهجوميًا استثنائيًا. وأبرز لقطاته كانت تنفيذ مهارة “روليت زيدان” في الدقيقة 33، في لقطة أبهرت الجماهير وأعادت إلى الأذهان لمسات الأسطورة الفرنسية. مجرشي أيضًا كان صمام أمان دفاعي، حيث نجح في اعتراض المنافسين 5 مرات واستخلاص الكرة 4 مرات.
النتيجة النهائية: درس كروي من الأهلي
بفوز الأهلي على الشباب، يثبت الراقي أنه من المنافسين الجادين في دوري روشن السعودي، وأنه استفاد بشكل كبير من فترة التوقف. في المقابل، يحتاج الشباب إلى إعادة ترتيب أوراقه تحت قيادة فاتح تريم إذا أراد العودة إلى طريق الانتصارات.