
“أنا أكبر فاشل في كرة القدم!”
أدريانو.. خليفة رونالدو الذي لم يكن
في عالم كرة القدم، تبقى لحظات التسديدات محفورة في ذاكرة الجماهير، فهي إما تصنع أبطالاً خالدين أو تسطر مأساة لا تُنسى.
مثلما أصبح الألماني هيلموت راهل بطلاً في مونديال 1954، وتحوّل روبرتو باجيو إلى رمز الحزن بعد ركلة الجزاء الضائعة في 1994، كان للبرازيلي أدريانو نصيب من هذه التسديدات التي شكّلت حياته ومسيرته، بين المجد والسقوط المدوي.
بداية صعبة وتحديات كبيرة
وُلد أدريانو ريبيرو ليتي في حي فيلا كروزيرو الفقير في ريو دي جانيرو، حيث شهد مأساة فقدان والده إثر إطلاق النار عليه أمام عينيه حين كان في العاشرة من عمره.
نجا أدريانو بأعجوبة بعدما بقيت رصاصة عالقة في جمجمته، ولم يتمكن من استئصالها بسبب ظروف مالية صعبة، ما أثّر على صحته النفسية والجسدية لاحقاً.

من المدافع إلى “الإمبراطور”
بدأ أدريانو مسيرته كلاعب مدافع، لكن مدربه لويز أنطونيو توريس أعاده لتدريبه كمهاجم بعد أن شكّ في مهاراته الدفاعية، وهي النقلة التي شكلت نقطة تحول في مسيرته.
تألق سريع مع فلامنجو، حيث سجل في أول موسم له 14 هدفًا، ليصبح نجمًا واعدًا ويثير اهتمام أندية أوروبا الكبرى.
انطلاقة ساحقة في إنتر ميلانو
انتقل أدريانو إلى إنتر عام 2001، وحقق انطلاقة لافتة خلال أولى مبارياته، حيث أذهل الجميع بقوته وتسديداته الصاروخية، مهدياً جماهير النيراتزوري لحظات لا تُنسى.
على الرغم من المنافسة الشرسة مع نجوم الهجوم في الفريق، إلا أن أدريانو أثبت نفسه، قبل أن يُعار إلى فيورنتينا وبارما ليصقل خبراته.
الصراعات الداخلية والسقوط

رغم الإمكانات الفنية والجسدية الهائلة، غرق أدريانو في دوامة الاكتئاب والإدمان على الكحول، ما أثّر بشكل سلبي على مستواه وأدائه، وحرم العالم من رؤية أفضل نسخة له.
تحدث زملاؤه ومدربوه عن الموهبة التي لم تكتمل بسبب المعاناة النفسية، مؤكدين أن العقل كان العامل الحاسم في تدهور مسيرته.
تكريم متأخر ونهاية عذبة
في مايو 2021، أُعلن عن تكريم أدريانو بإدخاله في ممشى المشاهير في ملعب ماراكانا الأسطوري، بين عمالقة الكرة البرازيلية.
كان هذا التكريم بمثابة اعتراف متأخر بإرثه الكروي، الذي كان من الممكن أن يكون أعظم لو تجاوز “شياطينه” الداخلية.
العودة إلى الجذور
اليوم، يعيش أدريانو حياة مختلفة في فيلا كروزيرو، حيث يتجول في أزقتها، يلعب الدومينو، ويتذكر طفولته وأبيه. رغم كل ما حدث، يظل الرجل الذي كان يُلقب بـ”الإمبراطور” يحظى بحب واحترام من يعرف قصته المؤثرة، ويظل اسمه محفورًا في ذاكرة كرة القدم كأحد أعظم الموهوبين الذين لم يُكتب لهم النجاح الكامل.