
في ظل المنافسة الشرسة التي يخوضها نادي الهلال السعودي على جميع البطولات المحلية والقارية هذا الموسم، بدأت تظهر ملامح أزمة داخل أروقة الزعيم، قد تؤثر بشكل مباشر على استقرار الفريق في المرحلة الحاسمة من الموسم. فبحسب ما كشفه برنامج “رياضة سكوب” عبر قناة SBC، فإن المدرب البرتغالي جورج جيسوس بات يعيش حالة من التوتر المتصاعد مع عدد من نجوم الفريق، في مقدمتهم سالم الدوسري ومالكوم وسافيتش، إلى جانب امتعاضه من بعض قرارات الإدارة، الأمر الذي بات يهدد مشروع الهلال الفني بقيادة البرتغالي.
شرخ في العلاقة بين جيسوس والثلاثي الأبرز في الفريق
تحدث البرنامج عن اجتماع خاص عُقد بين المدرب جيسوس وإدارة الهلال خلال شهر رمضان الماضي، كشف فيه المدرب عن وجود “خلل واضح” في العلاقة بينه وبين الثلاثي سالم الدوسري، الجناح الدولي السعودي، والبرازيلي مالكوم، والصربي سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش. واعتبر جيسوس أن الأجواء المشحونة أصبحت تعيق التواصل الإيجابي بينه وبين اللاعبين، مما ينعكس على أداء الفريق داخل الملعب.
ويبدو أن شرارة الخلاف الأكبر بدأت مع سالم الدوسري، أحد رموز الفريق، وذلك عقب الخسارة أمام الاتحاد في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين. فقد أبدى جيسوس استياءه من الأداء الذي قدمه اللاعب في تلك المباراة، واتهمه ضمنيًا بعدم إظهار الحماس والالتزام اللازمين، ما جعله يُحمّله جزءًا كبيرًا من المسؤولية، وهو ما أدى إلى تدهور العلاقة بين الطرفين منذ تلك اللحظة.
أزمة مالكوم العاطفية بعد رحيل نيمار
أما البرازيلي مالكوم، فقد تأثرت علاقته بجيسوس بسبب حالة الحزن التي ألمّت به بعد رحيل زميله ومواطنه نيمار، الذي كان يعتبره صديقًا مقرّبًا داخل وخارج الملعب. وبحسب التقارير، فإن رحيل نيمار في فترة الانتقالات الشتوية ترك أثرًا نفسيًا سلبيًا على مالكوم، الذي بدأ يظهر توترًا في سلوكه وانخفاضًا في مستواه الفني، وهو ما لم يتعامل معه جيسوس بالشكل الأمثل، مما زاد من اتساع الهوة بينهما.
سافيتش في قلب العاصفة

ولا يبدو سافيتش بعيدًا عن هذه الدائرة، إذ تشير التقارير إلى أن هناك اختلافًا واضحًا في الرؤى بين اللاعب والمدرب فيما يتعلق بطريقة اللعب، وهو ما تسبب في بعض التوتر خلال الحصص التدريبية الأخيرة، خاصة في ظل اعتماد جيسوس على أسلوب تكتيكي لا يمنح اللاعب حرية التحرك التي اعتاد عليها في تجاربه السابقة.
جيسوس ممتعض من الإدارة بسبب سوق الانتقالات
ولم تقف الأزمة عند حدود غرفة الملابس، بل امتدت إلى علاقة جيسوس مع إدارة النادي، التي بات يشعر أنها لا تستجيب لمطالبه الفنية بشكل كامل. ووفقًا للبرنامج، فإن جيسوس أبدى غضبه من خروج بعض اللاعبين دون توفير بدائل قوية، على غرار انتقال مصعب الجوير إلى نادي الشباب، ورحيل محمد البريك إلى نادي نيوم. واعتبر جيسوس أن هذه التغييرات أضعفت دكة البدلاء، وأثّرت بشكل مباشر على قدرة الفريق في التعامل مع ضغط المباريات.
هل يُغادر جيسوس الهلال؟ منتخب البرازيل على الخط
في ظل هذه الأجواء المتوترة، بدأت تلوح في الأفق احتمالية رحيل جيسوس عن تدريب الهلال، سواء باتفاق ودي أو بقرار رسمي من الإدارة. خاصةً وأن تقارير صحفية ربطت المدرب البرتغالي مؤخرًا بإمكانية تولي قيادة منتخب البرازيل، وهو المنصب الذي لطالما راوده منذ سنوات. وقد تكون الأزمة الحالية سببًا إضافيًا يدفع جيسوس لاتخاذ قرار الرحيل، خصوصًا إذا لم يتم احتواء التوترات داخل الفريق في أسرع وقت.
خيارات بديلة تلوح في الأفق.. نونو سانتو ورازفان الأبرز

وفي ظل تزايد التوقعات برحيل جيسوس، بدأت إدارة الهلال بالفعل في التفكير بالبدائل الممكنة. ومن بين الأسماء المطروحة بقوة، يأتي اسم البرتغالي نونو سانتو، المدرب الحالي لنوتنغهام فورست الإنجليزي، والذي سبق له تدريب نادي الاتحاد السعودي. وتمتلك إدارة الهلال قناعة بقدرة سانتو على التأقلم سريعًا مع أجواء الدوري السعودي، بفضل خبرته السابقة، إلا أن عقده المستمر مع نوتنغهام حتى يونيو القادم، قد يُعقّد مسألة التفاوض في حال قررت الإدارة إقالة جيسوس قبل نهاية الموسم.
كما عاد اسم الروماني رازفان لوشيسكو، مدرب الهلال الأسبق في الدوري السعودي، إلى الطاولة مجددًا. ووفقًا لما أورده برنامج “رياضة سكوب”، فإن لوشيسكو أبدى موافقة مبدئية على العودة لتدريب الزعيم منذ شهر رمضان، خاصةً بعد النجاحات التي حققها في ولايته السابقة، حيث توج مع الفريق بعدة بطولات، أبرزها دوري أبطال آسيا.
الجماهير الهلالية تنقسم حول المدرب
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، بدأت الجماهير الهلالية تُبدي تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لبقاء جيسوس وإعطائه فرصة جديدة لتجاوز الأزمة، ومعارض يرى أن الوقت قد حان لتغيير الجهاز الفني والبحث عن دماء جديدة تعيد الفريق إلى الاستقرار. ويشير الكثير من مشجعي الهلال إلى أن الفريق لا يظهر بنفس القوة والانضباط التكتيكي الذي اعتادوا عليه، مؤكدين أن الخلل لم يعد فنيًا فقط، بل أصبح إداريًا أيضًا.
ما الذي سيحدث في الأيام القادمة؟
يبدو أن إدارة الهلال أمام مفترق طرق حاسم، بين الإبقاء على جيسوس حتى نهاية الموسم ومحاولة تهدئة الأوضاع داخليًا، أو اتخاذ قرار جريء بتغيير الجهاز الفني سريعًا قبل دخول المراحل الحاسمة من المنافسات، وعلى رأسها دوري أبطال آسيا والدوري المحلي.
الكرة الآن في ملعب إدارة فهد بن نافل، التي تواجه ضغطًا متزايدًا من الجمهور والإعلام، وستكون أي خطوة قادمة حاسمة في تحديد مستقبل الزعيم في البطولات المتبقية هذا الموسم.