
في مفاجأة كروية أعادت الأمل إلى جماهير فريق النصر، تمكن الفريق من تحقيق فوز مهم على غريمه الأزلي الهلال بنتيجة 3-1 ضمن مباريات الجولة 26 من دوري روشن السعودي للمحترفين. وقد استغل الإعلامي السعودي هاني الداود هذا الفوز للرد على المشككين في قدرات الفريق المعروف بالـ”عالمي”، خاصةً بعد سنوات من الانتكاسات في الديربي. وفي تصريحاته على برنامج “أكشن مع وليد” على فضائية “MBC أكشن”، عبّر الداود عن فخره واحتفائه بلقطة غائبة عن النصر منذ 9 أو 10 سنوات، مؤكدًا أن هذا الفوز يحمل قيمة خاصة للجماهير التي طالما انتظرت العودة إلى أجواء الانتصارات على الهلال.
النصر يكتب صفحة جديدة في تاريخ الديربي
تمكن فريق النصر من السيطرة على مجريات المباراة منذ الدقائق الأولى في “المملكة أرينا”، ملعبه الرئيسي، حيث جاء الفوز بثلاثية مع الرأفة في لقاء جمع بين الفريقين الكبار. واستفاد النصر من ثنائية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وهدف علي الحسن، ما ساهم في كسر حالة النحس التي كانت تلاحق الفريق ضد الهلال على مدار السنوات الثلاث الماضية. تجدر الإشارة إلى أن آخر فوز للنصر في ديربي الرياض كان بتاريخ 16 ديسمبر 2021، وهو ما يجعل هذا الانتصار حدثًا تاريخيًا يُعيد البهجة لجماهير العالمي.
يُعتبر الفوز بالدوري الإنجليزي أو الفوز في الديربي من أبرز اللحظات التي تُميز الفرق الكبيرة، وفي هذا السياق صرح الإعلامي هاني الداود قائلاً:
“في هذه المرحلة نشعر بشعور إخواننا الهلاليين، رغم فرحة العيد للجميع، إلا أننا استطعنا أن نكد عليهم النصر. ولذلك نتقبل منهم أي شيء.”
وأضاف الداود أن “أكثر شيء يسعدنا هو حصول النصر على ركلة جزاء أمام الهلال، وهو أمر لم نشاهده منذ 9 أو 10 سنوات.” تصريحات الداود جاءت لتؤكد أن الفوز بالديربي يحمل أهمية خاصة وليس مجرد نتيجة تُحتسب على ورق؛ بل هو انتصار معنوي يرفع من ثقة الفريق ويُعيد له مكانته بين الكبار.
ردود الفعل الإعلامية والتعليقات الحادة

لم تقتصر ردود الفعل على هاني الداود فقط، إذ جاء الرد من الإعلامي السعودي عبد العزيز الزلال الذي أكد أن “النصر لم يحصل على ركلة جزاء منذ 10 سنوات أمام الهلال، لأنه لا يهاجم الهلال من الأساس. إذا اهجم أولاً، فإنك ستحصل على حقك، فالقوانين التحكيمية لم تتغير.” تشير هذه التصريحات إلى الجدل الدائر بين المتابعين حول مستوى الفريق وأسلوب لعبه، خاصةً في مواجهة منافسه التقليدي.
تشير الإحصائيات إلى أن آخر ركلة جزاء احتسبت للنصر في ديربي الرياض كانت في أكتوبر 2017، حيث نفذها محمد السهلاوي بنجاح في مباراة خسرها الفريق بنتيجة 1-2 ضمن منافسات الدوري السعودي للمحترفين لموسم 2017-2018. هذه الإحصائية أثارت إعجاب بعض المشجعين وانتقاد آخرين، مما زاد النقاش حول تطور التكتيكات في الديربي وكيفية التعامل مع الضغط الكبير الذي يتعرض له الفريقان في هذه المواجهات.
تأثير الفوز على ترتيب الدوري وآمال المنافسة
على صعيد ترتيب الدوري، عاد الهلال ليحتل المركز الثاني برصيد 57 نقطة بفارق 4 نقاط خلف الاتحاد الذي يواجه الأهلي اليوم السبت. وفي المقابل، شهد النصر انتعاشًا ملحوظًا في المنافسة حيث رفع رصيده إلى 54 نقطة، مما يجعله يدخل بقوة في صراع الألقاب على مستوى الدوري. هذا الفوز الهام لم يكن مجرد نتيجة إيجابية، بل جاء في وقت حساس حيث يحتاج الفريق إلى كل نقاط القوة للتأهل إلى المراحل النهائية وتحقيق الأهداف المنشودة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النصر تمكن من تحقيق الفوز رغم غياب بعض العناصر الأساسية نتيجة الإصابات، مما يدل على مرونة الفريق وقدرته على التكيف مع الظروف الصعبة. وقد أعرب العديد من المحللين عن أهمية هذا الفوز في تعزيز ثقة اللاعبين وجماهير النادي، خاصةً بعد سلسلة من النتائج السلبية التي صاحبت بعض المباريات السابقة.
ردود الفعل الجماهيرية والتأثير النفسي للفوز

لا يخفى على أحد أن ديربي الهلال والنصر يُعتبر من أكثر المباريات انتظارًا وشغفًا لدى الجماهير السعودية، حيث يحمل في طياته الكثير من الرمزية والهوية الكروية. وقد أدت نتيجة المباراة 3-1 إلى عودة الفرحة إلى قلوب أنصار النصر الذين طالما شعروا بالإحباط بسبب نتائج الفريق في الديربي ضد الهلال. تصريحات هاني الداود والإعلاميين مثل عبد العزيز الزلال أكدت على أهمية مثل هذه اللحظات في رفع الروح المعنوية للفريق وتأكيد قدرته على مواجهة الخصم التقليدي.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الفوز لا يأتي في فراغ؛ بل هو نتيجة لعمل جماعي متقن واستراتيجية تكتيكية مدروسة، تجمع بين خبرة اللاعبين القدامى وطموح النجوم الجدد. وقد أدت جهود المدرب إلى توحيد الصفوف وتحفيز اللاعبين على تقديم أداء يليق بتطلعات الجماهير الكروية العريقة في السعودية.
الخلاصة: ديربي يعيد البهجة ويعيد كتابة التاريخ
في نهاية المطاف، يُعد فوز النصر 3-1 على الهلال في مباراة ديربي الرياض حدثًا تاريخيًا يبعث على الأمل والتفاؤل بين جماهير الفريق. ففي ظل الضغوط والتوقعات الكبيرة، استطاع النصر أن يُظهر قوته وكبريائه بتسجيل ثلاثية مع الرأفة، كما أنه استطاع أن يكسر لعنة النتائج السلبية التي كانت تحوم حول مواجهاته مع الهلال منذ 9 سنوات. تصريحات الإعلاميين هاني الداود وعبد العزيز الزلال لم تقتصر على تحليل المباراة فحسب، بل أعادت تأكيد أهمية التنافس الشديد في الدوري السعودي، ودورها في رفع مستوى الفريقين.
هذا الفوز يُعد بمثابة دفعة قوية للنصر في صراع المنافسة على لقب الدوري، وهو ما سيُعزز من ثقة اللاعبين ويحفزهم على الاستمرار في تقديم أفضل مستوياتهم في المباريات القادمة. كما أن إعادة كتابة تاريخ الديربي بطريقة إيجابية ستُضيف بُعدًا جديدًا للتراث الكروي في المملكة، وتُذكر الجميع بأن كرة القدم ليست مجرد مباريات، بل هي معركة نفسية وروحية تُعيد البهجة والروح القتالية في قلوب الجماهير.
في ظل استمرار المنافسة على كافة الأصعدة، يبقى السؤال قائمًا حول ما إذا كان النصر سيتمكن من تحويل هذه الانتصارات الفردية إلى سلسلة طويلة من النجاحات، تضمن له الصدارة على مستوى الدوري المحلي وربما تحقيق الألقاب القارية في المستقبل. وبينما يستمر النقاش بين المحللين والجماهير، يبقى الديربي أحد أكثر الأحداث إثارة في عالم كرة القدم السعودية، حيث يتلاقى التاريخ مع الحاضر في مواجهة تقليدية لا تخلو من المفاجآت واللحظات التاريخية.