قناة ثمانية تصدم الملايين وتفجر حرب التحيز ضد الأندية الكبرى بخطوة لا تصدق

قناة ثمانية تصدم الملايين وتفجر حرب التحيز ضد الأندية الكبرى بخطوة لا تصدق

أطلق إعلان فوز قناة “ثمانية” بحقوق بث مباريات دوري روشن السعودي للمحترفين ومدنبات البطولات المحلية لعقد ممتد حتى موسم 2030–2031 موجة من الاستنكار والجدل غير المسبوق بين جماهير الأندية الكبرى في المملكة العربية السعودية قبل حتى أن تطلق أول صافرة في الموسم القادم.

التحول التاريخي في ملكية النقل التلفزيوني
مع انتهاء عقد شبكة SSC بنهاية موسم 2024–2025 انفتح الملف الإعلامي الأهم في الكرة السعودية أمام منافسة شرسة بين محطات محلية وعالمية للفوز بحقوق بث الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين وكأس ولي العهد. جاءت المفاجأة الكبرى بإعلان رابطة الدوري رسمياً عن فوز قناة “ثمانية” بهذه الحقوق بعد مفاوضات امتدت لأشهر طويلة شهدت تصريحات من المسؤولين ووعوداً بتطوير تجربة المشاهدة التقنية والفنية. ولم تمض سوى ساعات حتى بدأت شرارة الانتقادات تشتعل بين جمهور النصر والاتحاد والأهلي وهؤلاء اتهموا القناة الجديدة وعبدالرحمن أبومالح رئيسها التنفيذي بالميل الواضح نحو نادي الهلال.

تسريبات قديمة تفجر الغضب الجماهيري

بدأ المشجعون البحث عن أي دليل قد يثبت تحيز القناة الجديدة فانتهى بهم الأمر إلى تغريدة لأبومالح تعود إلى عام 2016 جاء فيها نصاً “اللهم انصر عباد الهلاليين” ثم مقطع فيديو قديم له وهو يصف جماهير النصر بـ “المظلهمة” مقارنةً بـ “الموضوعيين” من أنصار الهلال. وسرعان ما انتشرت هذه المواد عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتصبح وقوداً لحملة #لا_للتحيز مطالبين بإلغاء الصفقة أو إعادة حقوق النقل إلى أكثر من منصة للحفاظ على توازن التغطية.

اتهامات بإخفاء حضور الجماهير وإهمال القلاع المضيئة
اتهمت جماهير النصر قناة “ثمانية” لاحقاً بأنها ستتجاهل إبراز مدرجاتهم أثناء النقل وأنها ستحجب فعالية رابطة مشجعي الاتحاد في تغطيات الاستوديوهات التحليلية، وهي اتهامات جذبت انتباه الصحافة الرياضية والصحف الإلكترونية التي تناولت الموضوع بزاوية توافقية رأت فيها انتهاكاً لحقوق جمهور يساهم في دعم الأندية مادياً ومعنوياً.

محاولات احتواء الأزمة وردود أبومالح
في مواجهة هذه العاصفة الإعلامية خرج أبومالح بنفسه عبر حسابه الرسمي في تويتر ليؤكد أن القناة ستعتمد أعلى معايير الحياد والاحترافية وأنها ستبث جميع المباريات بأفضل جودة تقنية ولن تُمَيّز بين نادٍ وآخر. وجاء في أبرز ردوده على متابع من جمهور الاتحاد “بتشوفونه وبأفضل جودة” في تعهد واضح بحماية حق الجمهور في مشاهدة مدرجات فريقه كما لو كانت كاميراتهم الرسمية.

معركة هي الأولى من نوعها في المشهد السعودي
يشير محللون رياضيون إلى أن هذه الحملة الجماهيرية التي انطلقت حتى قبل بدء البث تُعد الأولى من نوعها في تاريخ الرياضة السعودية، حيث صارت الجماهير شريكاً فاعلاً في ملف النقل التلفزيوني وتطالب بحقوقها في الحياد الإعلامي وتوزيع العدسات بالتساوي على القلاع المضيئة داخل الملاعب.

التحديات التقنية وانتظار مفاجآت البث الجديد
على الرغم من الجدل الكبير حول الحياد الإعلامي تخطط قناة “ثمانية” لتقديم تجربة بث متطورة تشمل كاميرات زوايا بانورامية عالية الدقة وتقنيات الواقع المعزز في متابعة المجريات داخل الملعب مع استوديوهات تحليلية تضم خبراء دوليين وتعليقات حية من مدرجات اللاعبين الأساطير. وقد أكدت مصادر داخل القناة أنها ستستثمر في تطوير البنية التحتية للبث المباشر لتفادي التأخر أو انقطاع الإشارة الذي كان يشكّل هاجساً لدى الجماهير عبر المنصات السابقة.

أبعاد اقتصادية وتحديات رعاية الرعاة
لا يقتصر الصراع على الجماهير وحسب بل امتد إلى القطاع التجاري وشركاء الرعاية الذين أبدوا قلقهم من الارتباط بمنصة تعرضت لاتهامات بتحيز قد تلحق ضرراً بصورة علامتهم التجارية أمام ملايين المشاهدين. ويرى خبراء في التسويق الرياضي أن على القناة الجديدة أن تضع خطة شفافة للتواصل مع الرعاة وتقديم تقارير مفصلة حول نسب المشاهدة وتوزيع الكاميرات لضمان استقرار العقود الإعلانية التي بدأت تتهافت عليها الشركات المحلية والعالمية.

سيناريوهات تصعيد جديدة بين الأندية والقناة
لا يستبعد المختصون أن تتجه بعض الأندية مثل الاتحاد والأهلي إلى رفع مذكرات احتجاجية رسمية إلى رابطة الدوري أو وزارة الرياضة إذا ما لاحظت تجاوزات أو تحيّزاً في النقل التلفزيوني قد يضر بحقوقها الإعلامية. وقد سبق لأندية سعودية أن تقدمت بمطالب رسمية بشأن جودة البث والموضوعية الإعلامية في السابق لكن ما يحدث مع قناة “ثمانية” يحمل طابعاً أكثر حدة بسبب ظهور أدلة مرئية وصوتية تثبت أقوال الجماهير حول ميول رئيس القناة.

أمل في عقد جديد من الشفافية والاحتراف
يرى متابعون أن الفرصة لا تزال قائمة أمام “ثمانية” لتغيير الانطباع السلبي عبر منجزات تقنية حقيقية وندوات حوارية مفتوحة للجماهير والأندية تحمل عنوان “معاً من أجل احترافية الإعلام الرياضي السعودي”. ومن شأن هذه الخطوات أن تساهم في بناء الثقة بين الجهة الناقلة ومتابعي الدوري السعودي الذين ينتظرون موسماً حافلاً بالإثارة والندية ويتطلعون لتجربة مشاهدة ترقى إلى مستوى البطولات العالمية.

بينما تتجه الأنظار في السعودية إلى قرب انطلاقة الموسم الجديد يظل ملف قناة “ثمانية” وعبدالرحمن أبومالح معلقاً في فضاء الاتهامات والوعود، وستكون الجرعة الأولى من النقل التلفزيوني هي الاختبار الصارم الذي سيحدد مدى قدرة القناة على اجتياز عاصفة الجماهير الغاضبة وتحييد نفسها عن صراعات الانتماءات. وعندها فقط سيكتشف الشارع الرياضي ما إذا كانت وعود “أفضل جودة وحياد مطلق” مجرد شعارات أم بداية جديدة لعهد إعلامي يرتقي بكرة القدم السعودية إلى مستوى الاحتراف العالمي.