
التأجيل يعيق الحلم الأمريكي.. لكن تيباس لا يزال متمسكًا بالأمل
بعد فترة طويلة من التوقعات والطموحات، جاء الإعلان عن تعليق خطة رابطة الدوري الإسباني لإقامة مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد في الولايات المتحدة الأمريكية ليشكل خيبة أمل كبيرة في محاولات التوسع الجغرافية لمنافسات الدوري الإسباني. كانت الرابطة قد خططت لإقامة هذه المباراة في مدينة ميامي الأمريكية يوم 22 ديسمبر المقبل، كجزء من استراتيجية للترويج للبطولة في أمريكا الشمالية وزيادة العوائد المالية من خلال ترويج العلامة التجارية.
ورغم الترحيب الكبير من جانب برشلونة وأتلتيكو مدريد بالفكرة، الذين كانا سيلعبان في الخارج لأول مرة في تاريخهم في إطار الدوري الإسباني، فإن العقبات اللوجستية والافتقار إلى الموافقات الرسمية كانت عائقًا أمام تنفيذ هذه الخطة الطموحة.
الخطوة كانت بحاجة لموافقات رسمية
بحسب تقرير صحيفة “جارديان” البريطانية، فإن رابطة الدوري الإسباني لم تتمكن من الحصول على جميع الموافقات الرسمية اللازمة لإقامة المباراة في الولايات المتحدة في الوقت المحدد، وهو ما أدى إلى تأجيل الفكرة بشكل مؤقت. كان الأمر يتطلب موافقة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الاتحاد الإسباني لكرة القدم، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وهي موافقات لم تكن متوفرة قبل الموعد الذي تم تحديده للمباراة.
وفي حين اعتُبرت هذه العقبات بمثابة ضربة للخطط الطموحة لرابطة الليجا، فإنها لم تُثنِ خافيير تيباس، رئيس الرابطة، عن الاستمرار في السعي لتحقيق هذه الفكرة في المستقبل.
المحاولات السابقة.. وتداعيات فيفا
كانت محاولات رابطة الدوري الإسباني لإقامة مباريات الدوري الإسباني خارج إسبانيا موضوعًا مثيرًا للجدل منذ سنوات. في 2018، كانت هناك محاولة لإقامة مباراة بين برشلونة وجيرونا في ميامي، لكن الاقتراح قوبل بالرفض من قبل فيفا، مما أدى إلى تداعيات قانونية وإيقاف المشروع بالكامل.
خافيير تيباس كان دائمًا ما يواجه مقاومة قوية من فيفا والمنظمات الأخرى، التي لم تكن تفضل فكرة إقامة مباريات الدوري المحلي خارج قارة أوروبا. ورغم ذلك، فإن تيباس لم يفقد الأمل، ويبدو أنه مصمم على استكمال مسعاه للتوسع إلى أمريكا الشمالية في المستقبل.
التطلع لمستقبل بعيد: موسم 2025/2026
رغم الفشل المؤقت في تنفيذ هذه الخطة، يبدو أن رابطة الليجا لن تتخلى عن حلمها بتوسيع نطاق الدوري الإسباني إلى أسواق جديدة، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. وتشير تقارير إلى أن الرابطة تخطط لإعادة المحاولة في موسم 2025/2026، حيث ستكون ميامي أو غيرها من المدن الأمريكية هدفًا رئيسيًا لهذه الفكرة.
رابطة الدوري الإسباني تأمل أن تساهم هذه المبادرات في تعزيز انتشار الكرة الإسبانية في القارة الأمريكية، وبالتالي زيادة الإقبال على المباريات والمنافسات المحلية، بالإضافة إلى الاستفادة من إيرادات الدعاية والتسويق. تيباس، الذي يعرف أهمية هذه المبادرة، يواصل السعي لإقناع جميع الأطراف المعنية في سبيل تنفيذ هذا المشروع الطموح.
الطموحات لا تزال قائمة
وفي تصريحاته الأخيرة، أكد تيباس أن رابطة الدوري الإسباني ستستمر في السعي لتحقيق هذا الهدف رغم العقبات القانونية واللوجستية التي قد تظهر على الطريق. وأكد أن هذا المشروع لا يقتصر على مباراة واحدة بين برشلونة وأتلتيكو مدريد، بل هو جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى زيادة التواجد العالمي للكرة الإسبانية، خاصة في أسواق أمريكا الشمالية، حيث يشهد الإقبال على كرة القدم نمواً مستمراً.
خافيير تيباس يعول على هذه الخطط المستقبلية لتعزيز الدوري الإسباني وتوسيع قاعدة جماهيره حول العالم، وهو يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون بوابة لفرص تسويقية ضخمة في المستقبل.
في الختام
رغم الصعوبات والتحديات التي واجهت خطة رابطة الدوري الإسباني لإقامة مباريات خارج إسبانيا، إلا أن تيباس لا يزال يتمسك بأمل تنفيذ المشروع في المستقبل. وبينما تواصل كرة القدم في إسبانيا سعيها للتوسع والنمو على الساحة الدولية، فإن المسار قد يكون طويلًا مليئًا بالتحديات القانونية والتنظيمية، لكن عزيمة المسؤولين في الرابطة تؤكد أن الحلم الأمريكي لن يموت بسهولة.