
أثار الإعلامي الرياضي فيصل الجفن موجة من الانتقادات الحادة ضد الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة ياسر المسحل، وذلك على خلفية الأداء المخيب للآمال الذي قدمه منتخب السعودية في مباراته الأخيرة أمام منتخب اليمن ضمن منافسات كأس الخليج العربي. التصريحات التي أدلى بها الجفن جاءت بمثابة “زلزال” هز أوساط الرياضة السعودية، مما يثير تساؤلات عديدة حول مستقبل الاتحاد ودوره في تطوير كرة القدم في المملكة.
الانتقادات تتصاعد بعد التعادل المخيب
في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، قال الجفن: “اتحاد المسحل لو جلس دقيقة واحدة بعد مباراة اليمن عار على رياضتنا، لا يوجد قاع أكثر من أن تضع يدك على قلبك وأنت تقابل اليمن”. هذه التصريحات جاءت في أعقاب تعادل المنتخب السعودي مع نظيره اليمني في مباراة انتهت بالتعادل 2-2، حيث تقدم المنتخب اليمني في البداية، قبل أن يعادل الأخضر النتيجة ويحقق هدفًا في الوقت بدل الضائع. ورغم العودة في المباراة، فإن الأداء العام للفريق كان بعيدًا عن التوقعات، مما دفع الجفن إلى إطلاق هذه الانتقادات اللاذعة.
مستوى المنتخب و”فشل الاتحاد”
اعتبر الجفن أن الأداء المتواضع للمنتخب السعودي يعكس بشكل مباشر فشل الاتحاد السعودي لكرة القدم في إدارة شؤون اللعبة على مستوى المنتخب وتطوير اللاعبين. واعتبر أن هذه الهزات على مستوى الأداء هي نتيجة للتخبط الإداري الذي طالما أُثيرت حوله الشكوك في السنوات الأخيرة. وأضاف الجفن أن تواجد الاتحاد الحالي في منصبه وتقديمه لمثل هذا المستوى من الأداء يمثل “عاراً” على الرياضة السعودية، مشيرًا إلى أن الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل.
أزمة الاتحاد السعودي وافتقار للإنجازات
التصريحات التي أدلى بها الجفن ليست الأولى من نوعها، حيث يتزايد الحديث في الأوساط الرياضية السعودية حول عدم قدرة الاتحاد الحالي على تقديم حلول جذرية للمشاكل المتراكمة في كرة القدم المحلية. وعلى الرغم من الاستثمارات الكبيرة التي ضختها المملكة في الرياضة عمومًا وكرة القدم خصوصًا، إلا أن النتائج على الأرض لا تزال تثير العديد من التساؤلات.
في هذا السياق، يرى كثيرون أن الأداء السيئ للمنتخب في هذه البطولة يعد انعكاسًا مباشرًا للإدارة التي تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية الواضحة، التي تضمن تحقيق تقدم حقيقي على مستوى المنتخبات الوطنية، وليس فقط التركيز على الجوانب المالية والإدارية.
النتيجة الفنية والتألق الفردي في المباراة
رغم الانتقادات اللاذعة، شهدت المباراة تألقًا فرديًا من بعض اللاعبين، حيث كان مصعب الجوير أحد أبرز اللاعبين في صفوف المنتخب السعودي. حيث ساهم الجوير في صناعة الهدف الأول للمنتخب، ثم سجل هدف التعادل الثاني في وقت متأخر من المباراة، وهو ما منح الفريق بصيص أمل في تحقيق انتصار مهم. لكن الأداء الجماعي للمجموعة ككل لم يكن على مستوى الطموحات، وهو ما ساهم في حالة الاستياء العامة التي تغلف الأوساط الرياضية السعودية.
ردود الفعل على الانتقادات
من المتوقع أن تثير تصريحات الجفن موجة من الجدل في الساحة الرياضية، فقد أظهرت هذه التصريحات حالة من الاستياء العميق من أداء المنتخب في البطولة، وبالتالي من الإدارة الحالية للاتحاد السعودي. حيث أصبحت الأصوات المطالبة بتغيير الإدارة تتزايد، خصوصًا مع تزايد الحديث حول أهمية وجود قيادة قادرة على النهوض بمستوى كرة القدم السعودية وتحقيق النتائج المرجوة على المستويين الإقليمي والدولي.
الطريق إلى المستقبل
في الوقت الذي تبقى فيه فرص المنتخب السعودي في كأس الخليج قائمة، إلا أن الشكوك حول قدرة الاتحاد السعودي على إدارة الموقف بشكل سليم تظل حاضرة بقوة. وتستمر التساؤلات حول مدى قدرة الإدارة الحالية على اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة لتحسين أداء المنتخب وتجهيز اللاعبين بشكل أفضل للمنافسات القادمة، بما في ذلك تصفيات كأس العالم، التي تعتبر الهدف الأسمى للكرة السعودية في المرحلة المقبلة.
وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون هناك تغيير جذري في قيادة اتحاد كرة القدم السعودي في المستقبل القريب؟ أم أن الوضع سيظل كما هو عليه، مع استمرار الإخفاقات في الأداء والنتائج؟ وقت طويل قد يفصلنا عن الإجابة، ولكن الأكيد أن “الزلزال” الذي أحدثته تصريحات الجفن قد يكون بداية لمرحلة جديدة من الجدل والنقاش حول مستقبل كرة القدم في المملكة.