
هيمنة أوليسي الساحقة تهز أوكلاند سيتي في مهرجان الأهداف البافاري
في ليلة لم تعرف فيها الرحمة دخل بايرن ميونخ إلى أرضية ملعب أوكلاند سيتي حاملًا شجاعة أبطاله وهوية الفريق الأكثر ترقبًا في كأس العالم للأندية ٢٠٢٥ وفي المقابل ظهر منتخب نيوزيلندا محاطًا بحماس المسؤول عن تحقيق إنجاز غير مسبوق لكن ما حدث كان بعيدًا كل البعد عن التوقعات ليصبح مشهدًا يكشف الفارق الواضح بين فريقي القارات
منذ صافرة البداية فرض الضيوف إيقاعهم وبدأت الشركة البافارية سلسلة الأهداف لتصبح النتيجة عشرة دون رد في رقم قياسي يؤكد التفوق التام إذ بدأت حلقات القتل الجماعي الهجومي سريعًا حين صوب جمال موسيالا أول الصواعق وأضاف زميله مايكل أوليسي الهدف الثاني من تسديدة رائعة احتفت به مدرجات جماهير بايرن وعادت الكرة لتسكن الشباك بعد مرور دقائق معدودة من قدم سيرج كومان الذي رفع رصيد فريقه إلى ثلاثة أهداف وظل الحماس يتصاعد
مع نهاية الشوط الأول بدا الأمر أقرب إلى الاحتفال الجماعي أكثر من مواجهة رسمية إذ تابع مولر تألقه وأحرز الهدف الرابع قبل أن يعود أوليسي ليميز نفسه أضاف الهدفين الرابع والخامس له في اللقاء ورفع رصيده إلى هدفين ليصبح ضمن أبرز صناع المجد لهذا اليوم المشهود بينما استمر متعة الشباك تهتز في مرمى أصحاب الأرض دون رحمة
بعد الاستراحة عاد بايرن بكل ثقل قوته الهجومية وسعى لعقاب الخصم باستغلال أي هفوة دفاعية فأشعل برادلي باركولا الأجواء بهدفه الرائع ثم جاء دور موسيالا ليكمل ثلاثيته الخاصة ويثبت أن الهداف لا يرتبط بلاعب واحد بل هو أداء جماعي يمر من شبكات المنافس دون توقف وفي لحظة لم تكن متوقعة ظهر ساشا بوي ليسجل الهدف العاشر ويختم مهرجان التسجيل بطريقة رسمية فتكتبت صفحة سوداء في تاريخ النادي النيوزيلندي

لكن ما أثار الجدل أكثر من العشرة أهداف هو تصريح النجم الفرنسي مايكل أوليسي بعد المباراة حيث تحدى مشاعر التعاطف بمقابلة مع شبكة DAZN حين سأله المذيع عن شعوره تجاه أوكلاند سيتي بعد هذا السحق فأجاب ببرود لا أشعر بالأسف عليهم لتتفاعل الجماهير بشكل واسع وتتصدر الوسوم عناوين النقاش على مواقع التواصل ويصب البعض الزيت على النار معتبرين أن الكلمة قاسية وغير رياضية بينما دافع آخرون عن صدق المنافسة ومبدأ احترام القوانين الذي يبيح توجيه الألقاب للمنتصر دون تفكير بالتأثر بضعف الخاسر
على الرغم من فوز بايرن الكبير لم يغفل المدرب عن ضبط النفس وقال في المؤتمر الصحفي إن كرة القدم لعبة قد تجمع أبطال أوروبا ضد أندية عاملة بموارد أقل وهو ما يتطلب مسؤولية من الأفضل للاعتراف بجهود المنافس حتى لو بدا فارق الإمكانيات واضحًا وأضاف أن تركيزه منصب على المباراة القادمة أمام بوكا جونيورز التي ستكون اختبارًا ملموسًا لقدرة الفريق على الحفاظ على الزخم الهجومي دون إهدار طاقات أو التركيز المفرط في استعراض عضلاته
يعلم فطر المدربون أن الفوز الواسع يمكن أن يحمل في طياته صحوة مناورة أو تهديدًا بانجراف اللاعبين إذا تبخرت روح التحدي فكان التعليق البافاري تذكيرًا بأن الانضباط يجب أن يسبق الاحتفال حتى لو كانت البطاقات الحمراء والفرص المحققة تنبئ عن هدف واضح باللقب القاري
تجدر الإشارة إلى أن هذه المواجهة وضعت بايرن على قمة ترتيب المجموعة الثالثة برصيد ثلاث نقاط بفارق الأهداف عن بوكا جونيورز المنتظر أن يواجه بنفيكا البرتغالي يوم غد في مباراة تحمل بدورها مفاجآت فالفريق الأرجنتيني يسعى لاستعادة هيبته بعد سلسلة هزائم مفاجئة في الموسم الماضي في حين حاول بنفيكا تقديم نفسه كخصم عنيد ولديه رغبة جامحة في تحقيق لقب عالمي سيعزز مكانته في تاريخ الأندية الأوروبية

أما أوكلاند سيتي فستكون مهمته متوقفة على مواجهة بنفيكا وبوكا جونيورز لصالح طوق نجاة قد لا يبدو ممكنًا بعد خسارة اليوم إذ سيحتاج لتحقيق فارق كبير في الأهداف وانتظار نتائج أخرى في مجموعة لا ترحم الأمل الضعيف
في النهاية يخرج بايرن ميونخ من هذه الليلة كأبرز مرشح لحصد اللقب القاري بعد تقديم درس في القوة الهجومية والإصرار التنافسي فيما صدرت كلمات أوليسي الجريئة لتثير الانقسام حول أخلاقيات اللعب الاحترافي وتذكر الجميع أن كرة القدم رغم جمالها يمكن أن لا ترحم أيضًا من يقف في وجه عملاق بأحسن حالاته في موسم مميز يبشر بحرب قوية على الألقاب المحلية والقارية معطوفة على صراع شخصي بين نجوم مرشحون لانتزاع الكرة الذهبية بين موسيالا وأوليسي ومن خلفهما بقية الأسماء اللامعة التي يتحين الجميع لحظتهم النجومية في عالم لا يتسع إلا للأفضل.