![]() |
زلزال آسيوي يهز عرش الهلال ويزلزل عرين الزعيم
شهدت الساحة القارية هزة قوية بعد قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بفرض غرامة مالية قاسية على نادي الهلال السعودي وإيقاف أحد مسؤولي النادي موسمًا كاملًا وذلك على خلفية أحداث مباراة الفريق أمام الأهلي في نصف نهائي بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة للموسم الماضي
وأوضحت لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد القاري أن مخالفة الهلال الأولى تمثّلت في مشاركة ثمانية عناصر من الفريق في سلوك غير رياضي خلال مباراة نصف النهائي التي انتهت لصالح الأهلي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد مما استدعى فرض غرامة مالية قدرها ثمانية آلاف دولار أمريكي ما يعادل نحو ثلاثين ألف ريال سعودي
وأشارت اللجنة إلى المخالفة الثانية التي ارتكبها لاعبو الزعيم بتأخرهم عن دخول أرضية الملعب لاستكمال الشوط الثاني مدة دقيقة واحدة وعشرون ثانية رغم انتهائهم من الإحماء مما اضطر المنظمين لتأخير صافرة البداية وتسجيل مخالفة رسمية أضُيفت إلى مجمل العقوبات المفروضة
وفي خطوة أكثر صرامة قرر الاتحاد الآسيوي إيقاف مهند الرشيد المسؤول الإداري بنادي الهلال مباراة رسمية واحدة مع تغريمه مبلغ ألفي دولار أمريكي أي ما يقارب سبعة آلاف وخمسمئة ريال سعودي وذلك بعد رفضه قرار الحكم وطرده عقب ركلة شيء في أرض الملعب احتجاجًا على سير المباراة كما أوضح بيان الاتحاد
وبحسب الإعلامي الرياضي بدر بالعبيد فإن لجنة الانضباط والأخلاق قررت أيضًا ترحيل تنفيذ قرار الإيقاف إلى الموسم الجديد مما يعني حرمان الهلال من خدمات الرشيد في أول مباراة رسمية يخوضها الفريق بعد انطلاقة الموسم المقبل وهو ما يُعد عبئًا إداريًا إضافيًا على إدارة النادي
![]() |
ولم تقتصر العقوبات على الجانب المالي والإداري فقط بل فتح القرار بابًا للتساؤل عن مدى تأثير هذه الغرامات على مسار الهلال في المنافسات القارية المقبلة خاصة وقد كسب الزعيم بطاقة المشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة للموسم الحالي بعد احتلاله وصافة ترتيب الدوري السعودي برصيد خمس وسبعين نقطة خلف الهلال والأهلي والاتحاد
ويعتبر المضوع حساسًا في ظل رغبة الهلال الجادة في استعادة لقب دوري الأبطال القاري بعد خروجه المبكر من نصف نهائي النسخة الماضية أمام الأهلي والذي تُوِّج لاحقًا باللقب إثر فوزه في النهائي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد على حساب باختاكور الأوزبكي
وتعكس العقوبات الآسيوية حرص الاتحاد القاري على ضبط السلوك داخل الملاعب والتأكيد على أن تحقيق الإنجازات لا يبرر التجاوز على القواعد الانضباطية والأخلاقية المفروضة على الأندية والأفراد على حد سواء
ومن الناحية القانونية والإجرائية يحق للهلال التظلم أمام لجنة الاستئناف بالاتحاد الآسيوي في غضون خمسة عشر يومًا من تاريخ صدور القرار لكن المراقبين يتوقعون أن تخسر إدارة النادي الطعون بسبب وضوح الصورة في المخالفتين المسجلتين ضد الزعيم ومن ثم ستصبح العقوبات سارية ولن يكون أمام الهلال سوى تنفيذها والالتزام بما تقضيه اللوائح لتفادي مزيد من الملاحقات
ويُعد هذا القرار رسالة قوية إلى جميع الأندية الآسيوية بضرورة الحرص على الانضباط الإداري والفني داخل أرض الملعب وخارجه إذ أن الاتحاد لا يتردد في معاقبة أي فريق مهما كانت مكانته أو شعبيته عند ثبوت المخالفات على أفراده أو مسؤوليّه
وعلى المستوى الجماهيري أثار القرار غضبًا واسعًا بين جمهور الهلال الذي رأى أن العقوبات مبالغ فيها بينما رحب أنصار الأهلي بإظهار الاتحاد الآسيوي لعدالته في التعامل مع الأحداث رغم حجم الضغط الذي صاحَب المواجهة النارية في جدة
ويأتي هذا القرار القاري لتزيد من التحديات التي يواجهها الهلال في الموسم المقبل حيث سيبدأ مشواره الآسيوي بنظام التجمع مجددًا وقد تتأثر استعداداته بانشغال الإدارة بمتابعة ملف تنفيذ العقوبات وتقييم الأوضاع الفنية الشرقية حرصًا على عدم تكرار أي تجاوزات مستقبلية
![]() |
وبالنظر إلى حجم الأعباء المالية والإدارية فإن إدارة الهلال مطالبة باتخاذ عدة إجراءات وقائية تشمل تشديد الرقابة على سلوك اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية أثناء المباريات الرسمية وكذلك تعزيز الوعي الانضباطي من خلال دورات وعقد ورش عمل لتثقيف الجميع بأهمية الالتزام بلوائح الاتحاد الآسيوي
كما يُتوقع أن يراقب قطاع كرة القدم في النادي ردود الأفعال الجماهيرية ووسائل الإعلام القارية لقياس درجة التأثير على سمعة الهلال والقيمة التسويقية للنادي التي قد تتعرض لانتكاسة مؤقتة نتيجة هذه العقوبات
في المحصلة يبدو أن هزة الاتحاد الآسيوي قد خلقت حالة من الجدل الواسع داخل الكيان الهلالي وخارجه ولكن الأهم يبقى استثمار هذه التجربة لتعزيز الالتزام بحسن السلوك بعيدًا عن الانفعالات الزائدة التي قد تكلف الأندية ثمناً باهظًا ماديًا وإداريًا بل وربما تكراراً للعقوبات في حال عدم اتخاذ تدابير حاسمة وحازمة قبل العودة إلى المنافسات القارية المقبلة.